تدفع التطورات الجارية في محافظة شبوة جنوب شرق اليمن، إلى مزيد من تصاعد التوتر فيها بين طرفي اتفاق الرياض، لا سيما مع دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً أنصاره إلى الخروج في تظاهرات في شبوة، كرسالة للتحالف العربي، لتنفيذ اتفاق الرياض وإعادة قوات النخبة الشبوانية التابعة له إلى المحافظة.
كما دعا المجلس الانتقالي أنصاره للتظاهر ضد السلطات في شبوة على خلفية ما أسماه "الممارسات الهمجية وسياسات الكبت والعنف والبطش من قبل مليشيات السلطة الإخوانية التي احتلت المحافظة وتحويلها مرتع بؤس وحزن تعبث فيها المليشيات فساداً، وتملأ السجون بالشرفاء وتحاصر المدن وتقمع الحريات العامة وتقصي الشرفاء من الكوادر العسكرية والأمنية وتحاول بكل ما أوتيت من قوة تمزيق النسيج الاجتماعي"، وفق بيان صادر عن المجلس في شبوة الثلاثاء.
وطالب البيان من أنصار المجلس في شبوة الخروج والاحتشاد في تظاهرات سلمية احتجاجية في 15 سبتمبر/أيلول في مناطق ومديريات شبوة، معتبراً الخروج في هذه التظاهرات رسالة للتحالف العربي لاستعادة الأمن والاستقرار في شبوة بإعادة نشر قوات النخبة وفق اتفاق الرياض لتجنب مخاطر وويلات صراعات الحروب المدمرة.
دعوة الانتقالي لخروج المظاهرات في تصعيد جديد له، يأتي على خلفية تصاعد التوتر بين الإمارات والسلطات في محافظة شبوة المدعومة من قيادة الشرعية اليمنية، والتي تطالب فيها بإخراج القوات الإماراتية والقوات التابعة للمجلس الانتقالي من منشأة وميناء بلحاف على بحر العرب والسماح بتصدير الغاز والنفط.
وكانت قيادة السلطات المحلية والعسكرية والأمنية في شبوة قد حشدت منذ أيام لشن هجوم عسكري على التواجد للقوات الإماراتية وتلك التابعة للانتقالي في بلحاف في محاولة لطردها عسكرياً، وفرضت حصاراً من ثلاث جهات مع بعض الاشتباكات، لكن وساطة سعودية نجحت في وقف الانفجار العسكري وخفض التوتر، مع وعود بإخراج تلك القوات وتسليمها لقوات الشرعية في شبوة، وإعادة تشغيل منشاة بلحاف الغازية وتصدير الغاز والنفط.
واستمر التوتر بعد أن قامت قبائل في شبوة الاثنين الماضي أمس الأول بإيقاف قوة إماراتية لساعات طويلة، دفعت الإمارات إلى تحليق طيرانها العسكري بكثافة فوق مدينة عتق، وحلقت بعلو منخفض وفتحت حاجز الصوت، فضلاً عن إرسال تحذيرات قبل أن يتدخل وسطاء سعوديون من جديد ويقودوا وساطة للإفراج عن القوة الإماراتية والسماح لها في المرور وإجراء تبادل المناوبة في معسكر العلم التابع للتحالف.
هذه التطورات اعتبرتها أبوظبي والمجلس الانتقالي تصعيدا واستهدافا لهما، لذلك دفع الانتقالي أنصاره إلى التحضير والاستعداد لخروج مظاهرات ضد السلطات في شبوة، وإفشال مساعي السلطات الشرعية في إخلاء المحافظة من الإمارات والتحكم بشكل انفرادي في هذه المحافظة الغنية بالثروات، ما يمكنها من تصدير الغاز والبترول، وكسر حاجز الحصار الاقتصادي المفروض عليها منذ بدء الحرب من خلال منعها من تصدير النفط والغاز.
في موازاة ذلك، يتصاعد الصراع الإعلامي بين الطرفين، إذ يتهم إعلام الشرعية الانتقالي بالعمل على إنقاذ أبوظبي من الخروج المهين من بلحاف من خلال افتعال الفوضى وإثارة المشاكل في شبوة، بنفس الوقت الذي يتهم أنصار الانتقالي السلطات في شبوة بأنها تتبع الاخوان وأنها تسعى لتمكين مافيا النفط والغاز في التحكم بثروات أبناء شبوة وإقصائهم من الوظائف في الشركات الأجنبية والمحلية وتمكين "أبناء الشمال في ذلك، بينما يتم الزج بأبناء شبوة في السجون والمعتقلات وفق ادعاءات أنصار الانتقالي.