تصاعدت العمليات العسكرية ليل السبت - الأحد في الساحل الغربي لليمن بين القوات المشتركة التابعة للحكومة الشرعية، وبمشاركة من التحالف السعودي الإماراتي من جهة، والحوثيين من جهة ثانية، عقب الانسحابات المفاجئة للقوات المشتركة بناءً على أوامر من قيادتها، ما أدى إلى سيطرة الحوثيين على مناطق عدة في الحديدة.
ووفق مصادر ميدانية عسكرية في الساحل الغربي، تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإنّ المعارك اشتدت منتصف ليل السبت - الأحد في جميع جبهات الحديدة بعد أن أعادت القوات المشتركة، تحديداً ألوية العمالقة والسلفيين والألوية التهامية، ترتيب صفوفها، وتحولت من الدفاع إلى الهجوم، في محاولة لاستعادة المناطق التي سيطر عليها الحوثيون، فيما تسعى الجماعة إلى استغلال الارتباك الذي حدث في صفوف القوات المشتركة بعد الأوامر الغامضة بالانسحاب، عبر شنّ هجمات تهدف إلى توسيع سيطرتها على ميناء الحيمة في مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة.
وكشفت المصادر أن المعارك اشتدت ضراوتها بعد أن دفع الطرفان بتعزيزات كبيرة إلى مناطق المواجهات في أكثر من منطقة في الحديدة، فضلاً عن دخول طيران التحالف على خط المواجهات عبر شنّ غارات مكثفة بعد منتصف الليل على مواقع الحوثيين في التحيتا في الحديدة، إلى جانب شنّه غارات استهدفت تعزيزات للحوثيين في إب وحدود صنعاء كانت في طريقها إلى الحديدة.
ووفق مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الرابعة، وآخر في قوات العمالقة، تحدثا لـ"العربي الجديد"، فإن تعزيزات عسكرية كبيرة لقوات من المنطقة الرابعة في الجيش اليمني، غادرت ليلاً عدن ولحج في طريقها إلى محافظة الحديدة للمشاركة في العمليات العسكرية الجارية هناك، وأكد المصدران أن هناك توجيهات واضحة بضرورة استعادة المناطق التي سيطر عليها الحوثيون، وأن هذه التعزيزات ستوزع كدعم وتعزيز لكل الجبهات في الحديدة. وكانت هذه القوات قد شاركت في السابق في الساحل الغربي والحديدة قبيل اتفاق استوكهولم الموقع في 2018.
في الأثناء، علم "العربي الجديد" أن وزارة الدفاع اليمنية وجهت قواتها في جنوب مأرب بتوسيع العمليات العسكرية ضد الحوثيين، واعتبار أن كل الطرق ساحة عمليات عسكرية، وسط تحذيرات للمواطنين والمدنيين من المرور منها خلال الساعات المقبلة في ظل أنباء عن تقدم لقوات الجيش الوطني والقبائل في مديرية حريب.
وتزامنت هذه التطورات مع شنّ القوات المشتركة في جبهات غرب الضالع هجوم مباغتاً على الحوثيين في جبهات الخب وتدمير آليات عسكرية، ما أدى إلى مقتل وجرح وأسر العديد منهم وفق مصدر عسكري لـ"العربي الجديد".
من جهة ثانية، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي السبت، دعوة السعودية رئيس المجلس عيدروس الزبيدي إلى زيارة الرياض. وأكدت هيئة رئاسة المجلس تقديرها لكل الجهود الرامية إلى معالجة الأوضاع الاقتصادية والخدمية والمعيشية، وتوطيد دعائم الأمن والاستقرار في محافظات الجنوب المحررة، مجددة "التزامها كل ما من شأنه توحيد الجبهة الداخلية للتصدي للتمدد الإيراني وأذرعه المليشياوية في المنطقة".