اليمين المتطرف يسعى لفوز انتخابي جديد في شرق ألمانيا

22 سبتمبر 2024
رئيس وزراء ولاية براندنبورغ ديتمار فويدكي يدلي بصوته في الانتخابات 22 سبتمبر 2022 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **انتخابات محلية في براندنبورغ**: بدأ الناخبون في براندنبورغ الإدلاء بأصواتهم، حيث يتقدم حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف في استطلاعات الرأي، مما يشكل تهديداً لحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة المستشار أولاف شولتز.

- **تحديات داخلية وخارجية**: تسببت الخلافات داخل الائتلاف الحكومي بتراجع شعبية شولتز، بينما يتصدر وزير الدفاع بوريس بيستوريس استطلاعات الرأي. يحق لنحو 2.2 مليون شخص التصويت، وتعهد رئيس حكومة المقاطعة ديتمار فويدكه بالاستقالة إذا لم يحقق حزبه فوزاً صريحاً.

- **قضايا الهجرة وصعود الأحزاب**: الهجرة هي مصدر القلق الرئيسي للناخبين، مما استغله حزب "البديل من أجل ألمانيا" لتعزيز شعبيته. شهدت ألمانيا بروز حزب يساري جديد "تحالف زهرا فاغنكنخت"، الذي يمكن أن يؤثر على التحالفات السياسية في براندنبورغ.

بدأ الناخبون في مقاطعة براندنبورغ الإدلاء بأصواتهم، الأحد، في انتخابات محلية في هذه الولاية الألمانية الشرقية السابقة، حيث يتقدم حزب "البديل من أجل ألمانيا" من اليمين المتطرف بشكل طفيف في استطلاعات الرأي، ويسعى لتحقيق فوز جديد في عمليات الاقتراع الإقليمية. ولطالما انتقد الحزب المناهض للهجرة، الائتلاف الحكومي بزعامة المستشار أولاف شولتز الذي يواجه تراجعاً في شعبيته قبل انتخابات وطنية عامة خلال سنة.

ويأمل "البديل من أجل ألمانيا" أن يكرر في براندنبورغ، المكاسب القوية التي حققها في انتخابات محلية في مقاطعتين شرقيتين أجريتا في الأول من سبتمبر/أيلول، حين فاز في تورينغن وحل ثانياً في ساكسونيا. وفي حال تحقيقه الفوز في براندبورغ القريبة من برلين، سيلحق "البديل من أجل ألمانيا" ضربة جديدة بالاشتراكي الديمقراطي، حزب يسار الوسط بزعامة شولتز، والذي يحكم هذه المقاطعة منذ إعادة توحيد ألمانيا في عام 1990.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيمنيتز التقنية بنجامان هوينه إن "عدم حلول الحزب الاشتراكي الديمقراطي في الصدارة بالانتخابات سيكون ضربة قاسية للاشتراكيين الديمقراطيين وشولتز". وأوضح أن تلّقي حزب شولتز هزيمة قاسية في انتخابات الأحد سيعني "أن النقاش داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي بشأن من هو المرشح الأفضل لمنصب المستشار، سيتسارع على الأرجح".

وتسببت الخلافات داخل الائتلاف الحكومي بتراجع شعبية شولتز، بينما يتصدر وزير الدفاع بوريس بيستوريس المنتمي إلى الحزب نفسه، استطلاعات الرأي بشأن السياسي الأكثر شعبية في ألمانيا. ومع بدء الاستعدادات للانتخابات العامة في سبتمبر 2025، اختار التحالف المعارض المحافظ المكوّن من حزبي الاتحاد الاجتماعي المسيحي والاتحاد الديمقراطي المسيحي، فريدريش ميرتس، مرشحه للمستشارية. وقال ميرتس في آخر تجمع ضمن الحملة الانتخابية لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في بوتسدام السبت "ليس فقط سكان براندنبروغ يراقبون هذه الانتخابات إنما كل ألمانيا وخارجها".

هجمات 

ويحق لنحو 2.2 مليون شخص ممن أتموا السادسة عشرة من العمر، الإدلاء بأصواتهم في براندنبورغ التي تضم مزيجاً من المدن الحديثة مثل بوتسدام، والمناطق الريفية والصناعية. وعلى الرغم من أن بوتسدام هي الدائرة الانتخابية لشولتز، فإن زميله في الحزب رئيس حكومة المقاطعة ديتمار فويدكه نأى بنفسه عنه خلال الحملة.

وعوضاً عن دعم شولتز، تعهد فويدكه (62 عاماً) الذي يشغل هذا المنصب منذ نحو عقد، بتقديم استقالته في حال لم يحقق الحزب الاشتراكي الديمقراطي فوزاً صريحاً يمنحه الغالبية في المقاطعة. إلا أن آخر استطلاعات الرأي أعطت "البديل من أجل ألمانيا" الأفضلية، مع ترجيح بأن يحصد ما بين 27 و29% من الأصوات، في حين تمكن الحزب الاشتراكي الديمقراطي من تقليص الفارق، وباتت الاستطلاعات تتوقع أن يحصل على ما بين 25 و26 %.

وحتى في حال فوزه بالغالبية، يستبعد أن يتمكن "البديل من أجل ألمانيا" من أن يحكم المقاطعة، نظراً لأن كل الأحزاب الأخرى رفضت تشكيل ائتلاف يضمه، إلا أن صعود الحزب في الآونة الأخيرة فرض ضغوطاً إضافية على ائتلاف شولتز الحاكم الذي يضم الخضر والليبراليين. وأثار حزب "البديل من أجل ألمانيا" واستغل المخاوف الشعبية المتنامية من الهجرة غير النظامية، خصوصاً بعد سلسلة اعتداءات في الآونة الأخيرة نفّذها مهاجرون ميولهم إسلامية متطرفة.

وكان أبرز هذه الاعتداءات عملية طعن في مدينة زولينغن (غرب) أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثمانية. وبعد العملية التي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية، أكدت السلطات أن شاباً سورياً كان قد طلب اللجوء ونجح في الافلات من أمر بترحيله، سلّم نفسه وأقر بتنفيذ الهجوم.

الهجرة في الصدارة 

وأظهر استطلاع للرأي أجري حديثاً في براندنبورغ، أن مسألة الهجرة هي مصدر القلق الرئيسي للعديد من الناخبين. وقالت إدلترود وندلاند (82 عاماً) لفرانس برس في حي تجاري ببوتسدام: "الناس يتحدثون عن الاندماج ويقولون إنهم غير راضين عمّا يجري". وأضافت "بالطبع علينا مساعدة الناس، لكن لا يمكننا أن نستقبل الكثيرين".

وإضافة إلى مواقفه المناهضة للهجرة والإسلام والتعدد الثقافي، يطرح "البديل من أجل ألمانيا" تساؤلات بشأن التغير المناخي، ويعكس مواقف مؤيدة لروسيا في الحرب ضد أوكرانيا. وشهدت ألمانيا هذه السنة بروز حزب يساري هو "تحالف زهرا فاغنكنخت" المعروف بـ"بي أس في" (BSW)، وتضعه استطلاعات الرأي في المركز الثالث في انتخابات براندنبورغ.

ولدت فاغنكنخت (55 عاماً) لأب إيراني وأم ألمانية في ألمانيا الشرقية، خلال حقبة الحرب الباردة. انفصلت العام الماضي عن حزب دي لينكه اليساري المتشدد، وأسست حزبها الخاص. أثارت فاغنكنخت ضجة في الأوساط السياسية الألمانية بدعوتها صراحة إلى الحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإنهاء دعم برلين لكييف في مواجهة غزو موسكو، والمطالبة بالتشدد في التعامل مع المهاجرين.

ووصفت فاغنكنخت سياسات حزبها بـ"اليسارية المحافظة"، وتمزج بين السياسات الاقتصادية التي تساعد العمال والطبقة الفقيرة، ومواقف ثقافية محافظة منها ضبط الهجرة. وكما في ثورينغن وساكسونيا، يمكن لحزب "بي أس في" أن يتحول إلى صانع للملوك في براندنبورغ، ما يصعّب مهمة التحالف معه للأحزاب الأخرى التي لا تتفق مع آرائه القريبة من روسيا والمناهضة لحلف شمال الأطلسي.

(فرانس برس)