كشفت مصادر مقربة من حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، لـ"العربي الجديد"، عن اتجاه في الحركة لإجراء انتخابات داخلية لاختيار أمين عام جديد لها، بعد الوعكة الصحية التي ألّمت بأمينها العام الحالي، رمضان عبدالله شلح، الذي يتلقى العلاج في العاصمة اللبنانية بيروت منذ شهور.
وقالت المصادر إنّ الانتخابات الداخلية ستكون قريبة، وقد تتوسع لتشمل انتخاب المكتب السياسي والقيادات المناطقية للحركة التي يتركز ثقلها الأساسي في قطاع غزة، مشيرة إلى أنّ الأوفر حظاً لمنصب الأمين العام هو نائب الأمين العام الحالي، زياد النخالة، المقيم في لبنان منذ سنوات. وتوقعت المصادر أنّ يُنتخب عضو المكتب السياسي للحركة، محمد الهندي، المقيم في تركيا منذ أكثر من عامين، لمنصب نائب الأمين العام خلفاً للنخالة. وهذه أول انتخابات داخلية في حركة الجهاد الإسلامي التي تعد ثاني أكبر فصيل مسلح بعد حركة "حماس" في قطاع غزة، وهي ذات توجه إسلامي، غير أنها ترفض حتى الآن الدخول في الانتخابات العامة الفلسطينية وتعتبرها نتاج اتفاقية أوسلو التي رفضتها الحركة مبكراً وتصدت لها.
وكان شلح، المولود في غزة في العام 1958، خضع لعملية قلب مفتوح، ولا يزال منذ ذلك الوقت يخضع لمراقبة طبية حثيثة في بيروت، ويقال إنه منذ ذلك الوقت في "غيبوبة تامة". وتولى شلح منصب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي عقب اغتيال الموساد الإسرائيلي لأول أمين عام للحركة الدكتور فتحي الشقاقي في 26 أكتوبر/تشرين الأول 1995 في مالطا، وظل من ذلك الوقت يعيش في دمشق إلى قيام الثورة السورية، وحينها انتقل إلى بيروت. ويحظى شلح بثقل مهم على الساحة السياسية الفلسطينية، كما أن كثيرين يطلقون عليه "حكيم الثورة الثاني" بعد جورج حبش، وساعد في جمع الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي السابق لحركة "حماس"، خالد مشعل، عدة مرات في القاهرة، بعد أزمة الانقسام الفلسطيني، وكان له دور في إنجاح مباحثات المصالحة الفلسطينية في العام 2011.
وكان شلح من أوائل الفلسطينيين الذين أدرجتهم الإدارة الأميركية على لوائح "الإرهاب"، وصدرت بحقه عشرات الاتهامات الأميركية المتعلقة بالعمليات الفدائية التي نفذتها سرايا القدس ــ الجناح العسكري لحركة الجهاد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما رُصدت مبالغ مالية كبيرة مقابل تقديم معلومات عنه. وخلال فترة حكم الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، رفضت إسرائيل السماح لشلّح والنخالة بالوصول إلى قطاع غزة للمشاركة في مهرجان مركزي نظمته حركة "حماس" بذكرى انطلاقتها، وقد حضره معظم قادة "حماس" في الخارج.