انتخبت حركة التوحيد والإصلاح، الجناح الدعوي لحزب "العدالة والتنمية" المغربي، ليل السبت-الأحد، أوس رمال، رئيساً للحركة، خلفاً للرئيس السابق عبد الرحيم الشيخي، الذي قاد الحركة لولايتين متتاليتين.
وتمكّن رمال، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الحركة، خلال اجتماع عام للحركة، من الحصول على 380 صوتاً بفارق 172 صوتاً عن ثاني منافس له، مسؤول قسم الدعوة بالحركة محمد البراهمي، الذي حصل على 208 أصوات، فيما تمكّن المنسق العام لمجلس الشورى، محمد عليلو من الظفر بـ154 صوتاً، تلاه الكاتب العام للحركة، خالد الحرشي بـ 142 صوتاً، وعضو المكتب التنفيذي الحسين الموس بـ123 صوتاً.
وجاء انتخاب رمال على رأس حركة التوحيد والإصلاح بعد نجاحه في المرور من مرحلتين للتصويت: الأولى رشح خلالها المؤتمرون في المؤتمر الوطني السابع للحركة خمسة أسماء لمنصب الرئيس تصدرها رمال متبوعاً بمحمد إبراهيمي، ومحمد عليلو، ثم خالد الحرشي، فالحسين الموس، ثم في مرحلة ثانية، تداول المؤتمرون بخصوص المرشحين الخمسة، حول "أرجحهم لتحمّل المسؤولية من حيث الكفاءة والمؤهلات العلمية والعملية".
كذلك جاء انتخاب رمال رئيساً للجناح الدعوي للحزب الإسلامي، مطابقاً لتوقعات المراقبين الذين توقعوا أن يظفر بقيادة الحركة. ووصفه الموقع الإلكتروني للحركة بـ"رجل تواصل، وانفتاح على تكنولوجيا العصر، له تقدير لقيمة الزمن، وحريص على احترام مواعيد الأنشطة واللقاءات"، وبأنّ "من احتك به وتعامل معه يصفه بأنه إنسان رباني وصاحب شخصية رقيقة وتمثله بأخلاق صوفية في نمط حياته اليومية".
وشغل رمال، الذي ولد في مدينة فاس (وسط المغرب) في عام 1958، عدداً من المهام التنظيمية بحركة التوحيد والإصلاح، آخرها منصب نائب رئيس الحركة، وقبلها كان مسؤولاً عن قسم التكوين المركزي، كذلك شغل سابقاً مسؤولية الجهة الكبرى للقرويين لحركة التوحيد والإصلاح، وسبق له الانخراط في عضوية عدد من الجمعيات الثّقافية والتربوية والرياضية.
إلى ذلك، انتخب أعضاء الجمع العام الوطني السابع، خلال الساعات الأولى من فجر يوم الأحد، رشيد العدوني نائباً أول لرئيس الحركة، فيما ينتظر خلال الساعات المقبلة انتخاب منسق مجلس شورى الحركة وأعضاء المكتب التنفيذي الجديد باقتراح من رئيسها المنتخب، البالغ عددهم 11 عضواً.
وتعقد حركة التوحيد والاصلاح مؤتمرها السابع لاختيار قيادة جديدة للحركة، الذي يطلق عليه من طرف أعضاء الحركة "الجمع العام الوطني"، ما بين 15 و17 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بمركب مولاي رشيد ببوزنيقة (جنوب الرباط).
وتسعى حركة التوحيد والإصلاح للمساهمة في إقامة الدين وتجديد فهمه والعمل به، على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع والدولة والأمة وبناء نهضة إسلامية رائدة وحضارة إنسانية راشدة، من خلال حركة دعوية تربوية، وإصلاحية معتدلة، وشورية ديمقراطية، تعمل وفق الكتاب والسُّنة.
ومنذ يوليو/ تموز 2016، أطلقت حركة التوحيد والإصلاح برنامج مراجعة ميثاقها، قبل أن تخلص إلى التخلي عن "المجال السياسي"، حيث صدّقت في المؤتمر العام للحركة في أغسطس/ آب 2018، على تعديلات في ميثاقها المؤسس، ودعت إلى "تطليق" السياسة وتعميق طابعها الدعوي.
وأخذت الحركة شكلها الحالي باسم "حركة التوحيد والإصلاح" في 31 أغسطس 1996، بعد الوحدة الاندماجية بين كل من حركة "الإصلاح والتجديد" و"رابطة المستقبل الإسلامي" المغربيتين. وتوالى على رئاستها كل من العالم المقاصدي أحمد الريسوني، ومحمد الحمداوي، وعبد الرحيم شيخي.