أنهى رئيس الحكومة المغربية المكلف، عزيز أخنوش، مساء الاثنين، الجولة الأولى من المفاوضات الرسمية لتشكيل الحكومة، بلقائه قيادة الأحزاب السياسية التي احتلت المراكز الستة الأولى في اقتراع الثامن من سبتمبر/ أيلول.
ويجري أخنوش جولة جديدة يوم غد مع قيادات أحزاب "التقدم والاشتراكية" و"العدالة والتنمية" و"الحركة الديمقراطية الاجتماعية" و"جبهة القوى الديمقراطية" و"تحالف فيدرالية اليسار".
وكشفت مصادر مقربة من المفاوضات أن لقاء رئيس الحكومة المكلف، يوم الأربعاء، مع الأحزاب الممثلة في مجلس النواب الجديد، يندرج في سياق عرف دأب عليه كل رئيس حكومة مكلف، ولن ينصب على المشاركة في الحكومة، مشيرة إلى أن المفاوضات مع الأحزاب التي ستقبل عرض الحزب للمشاركة في الحكومة القادمة ستنتقل بعد ذلك إلى مرحلة التفاوض المباشر حول هيكلة الحكومة وعدد الحقائب التي ستؤول إلى كل حزب، قبل أن يتم بعد ذلك التوافق على البرنامج الحكومي للسنوات الخمس المقبلة، وميثاق الأغلبية الذي سينظم طريقة تدبير عمل الحكومة.
إلى ذلك، كشف الأمين العام لحزب "الاستقلال"، نزار بركة، بعد لقائه مع رئيس الحكومة المكلف، أنه تلقى عرضا للمشاركة في الحكومة ستتم مناقشته في المؤسسات التقريرية لحزب الاستقلال، وأساسا المجلس الوطني (برلمان الحزب).
وقال بركة، قي تصريح صحافي، إنه أجرى مشاورات مع رئيس الحكومة المكلف حول البرنامج الحكومي المقبل، لكي يتم "إدراج عدة التزامات أخذناها على عاتقنا، في إطار البرنامج الانتخابي، للأحزاب التي ستكون الأغلبية الحكومية المقبلة".
من جهته، اعتبر الكاتب الأول لحزب "الاتحاد الاشتراكي"، إدريس لشكر، أن "ما بذله حزبا الاتحاد الاشتراكي والتجمع الوطني للأحرار (المتصدر ويتزعمه أخنوش) تحت التوجيهات الملكية خلال المرحلة الماضية، يتعين أن يستمر في المرحلة المقبلة من أجل خدمة مصالح البلد"، في إشارة واضحة إلى عزم الحزب المشاركة في الحكومة القادمة.
وشدد لشكر، بعد اللقاء الذي جمعه بأخنوش بمقر حزب "التجمع الوطني للأحرار"، على أن حزبه "مستعد لبذل مزيد من الجهود والعطاء، لإنجاح مشروع النموذج التنموي الجديد لبلادنا"، مشيرا إلى أن اللقاء "جاء في إطار مشاورات تمهيدية لعرض تصوراتهما حول القضايا الدولية والوطنية، وحول ما هو مطروح على الشعب المغربي وعلى البلاد في هذه الظرفية الدقيقة".
من جهته، اعتبر الأمين العام لحزب "الحركة الشعبية"، امحند العنصر، أن الجولة الأولى من مشاورات تشكيل الحكومة شكلت مناسبة للاستماع إلى رئيس الحكومة المكلف حول الطريقة التي يريد أن يشتغل بها لتشكيل الحكومة.
وقال لعنصر، في تصريح صحافي بعد انتهاء لقائه رئيس الحكومة المكلف، إن المشاورات ستتواصل "وما سيكون صالحا للمغرب هو الأهم والأساسي"، معربا عن أمله في أن "يخرج المغرب فائزا وناجحا بالحكومة الجديدة التي سيقودها أخنوش".
وفي وقت سابق، أبدى الأمين العام لحزب "الأصالة والمعاصرة"، عبد اللطيف وهبي، تفاؤله بإمكانية مشاركة حزبه في الحكومة المغربية الجديدة، التي سيقودها أخنوش، مؤكدا أنه تلقى "إشارات جد إيجابية".
وقال زعيم "الأصالة والمعاصرة"، الذي احتل المرتبة الثانية خلف "الأحرار" في اقتراع الثامن من سبتمبر/ أيلول، بعد انتهاء جلسة المفاوضات التي جمعته برئيس الحكومة المكلف: "تبادلنا مجموعة من الأفكار حول إمكانية التحالف الحكومي والعمل المشترك. وقد تلقينا من رئيس الحكومة إشارات جد إيجابية، سنعمل على استمرار هذا الحوار وسنحاول بناء تصور مشترك للمستقبل إذا وافق السيد الرئيس"، قبل أن يضيف، في تصريح صحافي: "لدينا شعور بأن الأمور ستسير بشكل أفضل".
وكان العاهل المغربي، الملك محمد السادس، قد عيّن الجمعة، في القصر الملكي بفاس، أخنوش رئيساً للحكومة، وذلك بعد تصدُّر حزبه للانتخابات التشريعية.
وكانت النتائج التي أعلنتها الداخلية المغربية ليلة الأربعاء/ الخميس، قد كشفت عن ارتفاع حصيلة "التجمع الوطني للأحرار" إلى 102 مقعد نيابي، متبوعاً بحزب "الأصالة والمعاصرة" بـ86 مقعداً، وحزب الاستقلال بـ81 مقعداً، فيما احتل حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" المرتبة الرابعة بـ35 مقعداً، وحزب "الحركة الشعبية" المرتبة الخامسة بـ29 مقعداً.