انخراط مصري في البحث عن مخرج لانقلاب السودان

02 نوفمبر 2021
سعت القاهرة للسيطرة على التداعيات التي سبّبها عسكر السودان (محمود حجاج/الأناضول)
+ الخط -

كشفت مصادر غربية وأميركية في القاهرة، لـ"العربي الجديد"، تفاصيل جديدة بشأن الانقلاب الذي قام به المكون العسكري في السودان أخيراً، وإطاحته بالمكون المدني في مجلس السيادة الانتقالي. وقال دبلوماسي أميركي في القاهرة، لـ"العربي الجديد"، إن السلطات المصرية كانت على دراية كاملة بالأحداث التي شهدها السودان، مضيفاً أن مسؤولين أمنيين مصريين شاركوا في مشاورات على مدار الفترة الماضية للترتيب للخطوة التي جرت بانقلاب المكون العسكري في السودان.


المسؤولون في القاهرة نصحوا بضرورة تأجيل أي تحركات على الأرض حتى حشد المزيد من المتظاهرين

وأوضح المصدر أن المسؤولين في القاهرة نصحوا بضرورة تأجيل أي تحركات على الأرض، سواء بالسيطرة على مرافق الدولة أو توقيف المسؤولين المدنيين، إلى حين حشد مزيد من المتظاهرين الداعمين للجيش السوداني في تحركاته والتركيز على تلك التظاهرات إعلامياً لفترة من الوقت، حتى يبدو أن تحرك الجيش جاء تلبية لمطلب الشارع السوداني. وتابع أن "الرؤية المصرية بشكلها الكامل لم تكن محل موافقة من جانب المسؤولين في الإمارات، ما حدا بهم إلى التعجيل عبر دفع الأطراف العسكرية المدعومة من جانبها للبدء في خطوات الانقلاب".

وكشف الدبلوماسي الأميركي أن أحد المساعدين البارزين لرئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل زار الخرطوم أخيراً، واجتمع بعدد من المسؤولين هناك، لوضع خطة تضمن خروجاً من الأزمة لا يمس تماسك المكون العسكري، مشيراً إلى أن المسؤول المصري التقى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك في مقر إقامته. وبحسب المصدر، فإن هناك ما يشبه خلية عمل مصرية مكونة من عدة جهات، للتعامل مع الأزمة في السودان، والتوصل إلى حل يحافظ على المصالح المصرية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن التحركات المصرية تتم بشكل منفصل عن تحركات إماراتية مماثلة للسيطرة على فشل تحركات المكون العسكري الأخير.


انخرطت مصر في اتصالات مع المسؤولين الأميركيين لتخفيف الضغوط على البرهان والجيش السوداني

وفي السياق، قال دبلوماسي أوروبي في القاهرة، لـ"العربي الجديد"، إن المسؤولين في القاهرة سعوا إلى السيطرة على التداعيات التي سبّبها عسكر السودان بتسرعهم، من دون ترتيبات دولية وإقليمية، ما أدى إلى أزمة أكبر بالنسبة للجانب المصري في ظل عدم قدرة العسكريين في السودان وحليفهم الإماراتي على تسويق تحكّمهم دولياً، واضطرارهم تحت الضغوط للتراجع خطوة إلى الوراء وإطلاق سراح حمدوك أمام الضغوط الأميركية والدولية.
وبحسب المصدر، انخرطت مصر في اتصالات مع المسؤولين في الإدارة الأميركية لتخفيف الضغوط على قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان والجيش السوداني، لمنع أي إجراءات من شأنها الإطاحة بالبرهان، مؤكداً أن "القاهرة حذرت الإدارة الأميركية من أي إجراءات قد تسبّب انفجار الوضع في السودان وتفسخ الجيش السوداني الذي لا يزال المؤسسة المتماسكة التي يمكنها الحفاظ على الوضع هناك".

وأشار المصدر إلى أن "القاهرة من جانبها طالبت الإدارة الأميركية بمهلة لمحاولة التوسط لدى الأطراف في السودان ومحاولة السيطرة على الموقف هناك، والتوصل إلى حل لا يُدخل السودان في مزيد من الأزمات ولا يعصف بالمنطقة برمتها". وأوضح المصدر أن "الإدارة الأميركية وافقت على المطلب المصري، ووعدت بدعمه أيضاً في ظل الرغبة الأميركية في إنهاء الأزمة بأقل مستوى ممكن من الخسائر، خصوصاً في ظل التحركات الروسية حول السودان".