انطلاق الجولة الثانية للحوار الليبي... وحفتر يستعد عسكرياً لاحتمال الفشل

23 نوفمبر 2020
حذرت مصادر ليبية من إمكانية عودة الحرب إلى واجهة المشهد (Getty)
+ الخط -

حذرت مصادر ليبية متطابقة من إمكانية عودة الحرب إلى واجهة المشهد في ليبيا، في وقت بدأ فيه أعضاء ملتقى الحوار السياسي، بمشاركة 75 شخصية ليبية من مختلف الشرائح المجتمعية والسياسية، الجولة الثانية من أعمال الملتقى عبر الفيديو.

وأعلنت البعثة الأممية انطلاق أعمال الجولة الثانية للملتقى، صباح اليوم الاثنين، عبر الاتصال المرئي بحضور رئيسة البعثة الأممية ستيفاني وليامز، في وقت بدأ فيه أعضاء من مجلس النواب الليبي عقد اجتماع "تصالحي" لتوحيد المجلس في مدينة طنجة المغربية.

وأعلن الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق، ليل الأحد، عن رصده تحشيدات عسكرية وصفت بـ"الكبيرة" من جانب اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في مدينة بنغازي، متجهة إلى غرب البلاد.

وبحسب تصريحات للمتحدث الرسمي باسم غرفة عمليات تحرير سرت-الجفرة التابعة لحكومة الوفاق، عبد الهادي دراه، فإن الجيش الليبي رصد "تحشيدات كبيرة لمليشيات حفتر تمتد من منطقة الهواري إلى منطقة سيدي فرج في بنغازي، وجهتها إلى غرب البلاد".

وأضاف دراه، في تصريح صوتي وزع على وسائل الإعلام، أن مليشيات حفتر في مدينة سرت ومناطق الجفرة تقوم بتحشيدات متزامنة، مشيرا إلى أنه لم يعرف حتى الآن الهدف من هذه التحشيدات، لكن رجح أن "يخرق حفتر وقف إطلاق النار"، الموقع بين وفدي اللجنة العسكرية المشتركة في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

التحشيدات الحالية التي تجريها مليشيات حفتر تهدف للاستعداد لـ"مرحلة إذا ما فشل الحوار السياسي"

 

وكشفت مصادر برلمانية من طبرق مقربة من حفتر أن التحشيدات الحالية التي تجريها مليشيات حفتر تهدف إلى الاستعداد لـ"مرحلة إذا ما فشل الحوار السياسي"، في إشارة للجولة الثانية لملتقى الحوار السياسي التي بدأت صباح اليوم، بعد انتهاء الجولة الأولى الأسبوع قبل الماضي من دون التوصل إلى نتائج.

ولفتت المصادر، لـ"العربي الجديد"، إلى أن تحرك حفتر الحالي يأتي "تحت ذريعة ضبط سلاح المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون، لكن الهدف منها هو إعادة ترتيب صفوف ميلشياته في أكثر من موقع استعدادا لمرحلة مقبلة، يرجح أن يفشل فيها قيادات من شرق البلاد، وتحديدا عقيلة صالح رئيس مجلس نواب طبرق، في الوصول إلى رئاسة المجلس الرئاسي الجديد".

وأوضحت المصادر، التي فضلت عدم ذكر اسمها، أن "منصب عقيلة رئيسا للمجلس سيحفظ لحفتر الاستمرار في البقاء، كونه يمتلك صلاحيات القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبالتالي فلن يسمح بإزاحته من المشهد"، مؤكدة أن الاستعدادات العسكرية الجارية حاليا تقف وراءها أبوظبي وموسكو.

وفيما لم ترشح حتى الآن أي معلومات بشأن الجلسة الأولى من الجولة الثانية لملتقى الحوار السياسي، تناقلت وسائل إعلام ليبية، بشكل واسع، تصريحاً لعضو مجلس نواب طبرق وعضو ملتقى الحوار، زياد دغيم، يقول فيه إنه وعددا من أعضاء الملتقى سيطلبون "إيقاف أعمال الملتقى إلى حين انتهاء التحقيق حول مزاعم الرشاوى والمناصب والتهديد".

وتابع دغيم في تصريح لتلفزيون محلي، ليل البارحة الأحد، أنهم "سيعملون حتى تتم إعادة الثقة للشعب الليبي في الملتقى ومخرجاته".

وتهدف الجولة الثانية للملتقى إلى إكمال جهود التوافق على آليات وشروط اختيار شاغلي المناصب في السلطة الجديدة، والبدء في اختيارها لرئاسة مجلس رئاسي جديد وحكومة منفصلة، بعد فشل الجولة الأولى للملتقى في ذلك.

تقارير عربية
التحديثات الحية

توحيد المجلس النيابي

وفي سياق منفصل، يواصل أعضاء من مجلس النواب اجتماعاتهم في مدينة طنجة المغربية، منذ مساء أمس الأحد، وفيما اتفق هدفهم على توحيد المجلس المنقسم بين جلسات في طبرق وأخرى في طرابلس، تضاربت رغباتهم الأخرى، بين دعم مخرجات ملتقى الحوار السياسي وبين التحفظ عليها.

ووفق عبد النبي عبد المولى، عضو مجلس النواب، فقد وصل أكثر من 100 عضو من أعضاء مجلس النواب إلى مدينة طنجة، حيث سيتواصل اجتماع موسع بين النواب الليبيين بهدف توحيد المجلس المنقسم بين أعضاء يعقدون جلساته في طبرق وآخرين في طرابلس.

وأضاف عبد المولى متحدثا لـ"العربي الجديد" أن 75 نائبا ابتدأوا الاجتماع، يوم أمس الأحد، لبحث الآليات المناسبة لتوحيد المجلس، بينما ستواصل الجلسة اليوم، بعد وصول عدد إضافي، نقاش الآليات والاتفاق عليها لبدء تنفيذها.

وأكد عبد المولى أن عدداً من النواب سيطلبون من المجلس تحديد موقفه من منطق المحاصصة الجغرافية التي تقيم البعثة الأممية عليه حلولها المقترحة، مبينا أن المجلس يجب أن يضطلع بدوره.

ومن جهته، أشار محمد آدم، عضو مجلس النواب، إلى ضرورة تنسيق مجلس النواب جهوده مع مخرجات حوار الليبيين في ملتقى الحوار، ودعمه والدفع به.

وذكر آدم في حديثه لـ"العربي الجديد" وجود مقترح بعقد لقاء آخر في القاهرة خلال الأيام المقبلة، مشيرا إلى أن المجلس ينبغي عليه عدم القفز على المراحل وتنسيق جهوده مع ما توصلت إليه مسارات الحل في ليبيا.