افتتح في الجزائر، اليوم السبت، المؤتمر العام الثاني لحركة البناء الوطني (فصيل الإخوان في الجزائر)، بحضور ثلاثة مندوبين يمثلون قواعد الحركة، وشارك في حفل افتتاح المؤتمر شخصيات تمثل أحزاباً وتنظيمات عربية وإسلامية من عدة دول، إضافة إلى قادة الأحزاب والتنظيمات الجزائرية.
وكان لافتاً حضور القيادي في الحركة المدنية في مصر حمدين صباحي، المؤتمر بصفته الأمين العام للمنتدى القومي العربي، على الرغم من الجدل الذي أثاره حضوره بسبب موقفه المؤيد لحادثة فض رابعة في مصر عام 2013، ومساندته للانقلاب على الشرعية.
وأشاد صباحي بالمؤسس التاريخي لتنظيم الإخوان في الجزائر، الشيخ محفوظ نحناح، ومشاركته في فعاليات المؤتمر القومي العربي ووصفه "بمؤسس الوسطية والاعتدال"، كما أشاد بنشاط والتجربة الحزبية لحركة البناء الوطني.
كما حضر المؤتمر شخصيات عدة، من بينهم رئيس الوزراء السابق لمدغشقر، مونجا رونان، والنائب السابق لرئيس الحكومة الكويتية، إسماعيل الشطي، ووزير خارجية النيجر، بشير سيدي عبد العزيز، وزير الدفاع النيجيري السابق، يوسفو كتامبي، وشيخ شيوخ قبائل حاشد ورئيس رابطة برلمانيون من أجل القدس الأمين العام لمؤسسة القدس الدولية، الشيخ حميد الأحمر، والقيادي في حركة النهضة التونسية، فتحي العيادي، والقيادي في حزب العدالة والبناء ليبيا عماد البناني، وكان لافتاً إيفاد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ممثلين عنه إلى المؤتمر كوزير الداخلية إبراهيم مراد إضافة إلى خمسة وزراء آخرين.
وتُعد حركة البناء الوطني ثاني أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر، وانشقت مجموعتها القيادية في البداية عن حركة مجتمع السلم، عام 2008، وشكلت جبهة التغيير، لكن الكتلة القيادية الغالبة انشقت مجدداً عن التغيير وأسست حركة البناء الوطني عام 2012، بقيادة مصطفى بلمهدي (أحد المؤسسين التاريخيين لتيار الإخوان وحركة مجتمع السلم)، وتحوز الحركة حالياً على خامس أكبر كتلة نيابية في البرلمان وأربع حقائب وزارية في الحكومة الحالية، بعد التعديل الحكومي الأخير منتصف مارس/ آذار الماضي.
ودعا عبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء، الذي يتجه إلى الحصول على عهدة ثانية في قيادة الحركة على الرغم من إعلان رغبته في التنحي عن القيادة إلى إقرار توافقات محلية في الجزائر تقي البلاد من التوترات القائمة في الإقليم، ومن تأثير التحولات الحاصلة في العالم، وإلى الحفاظ على "حالة الاستقرار السياسي الذي تشهده بلادنا رغم كل ما يحوط بها من تعقيدات إقليمية وتحديات اقتصادية وأمنية".
ودافع بن قرينة، الذي يشارك حزبه في الحزام الرئاسي وفي الحكومة ويدعم سياسات تبون، عن خيارات المشاركة مع السلطة التي يتبناها حزبه، وقال "نريد أن نكون مساهمين أساسيين متحملين مع شركاء الوطن لأي أعباء متوقعة في مسار بناء الجزائر الجديدة التي تسعى لاسترجاع محوريتها".