معركة قانونية دارت، منذ صباح اليوم الجمعة وحتى الرابعة عصراً بالتوقيت المحلي، في محاكم الصلح بمدينة بئر السبع، بين المحامين العرب والشرطة الإسرائيلية والقضاء، وفق ما أفاد به أحد المحامين العرب، حيث قام كل من المحامين من جهة والشرطة من جهة أخرى بالاستئناف على كل قرار يصدره القضاة في ثلاث قاعات مختلفة، في دار القضاء بمدينة بئر السبع، في 35 جلسة منفصلة، عقب أحداث المظاهرة على مفرق قرية سعوة، أمس الخميس، والتي اشتعلت، بعدما قامت الشرطة بإطلاق قنابل الغاز والهلع على المتظاهرين السلميين بهدف تفريقهم.
وقال المحامي مروان أبو فريحة، من مركز عدالة ومركز الاعتقالات، لـ"العربي الجديد" إنه "تم التداول اليوم في 35 ملف اعتقال لـ30 معتقلاً منذ الأمس في مختلف المحطات سواء كان من المظاهرة ذاتها أو من أحداث احتجاج وقعت في مناطق أخرى في النقب ليلاً"، موضحاً أن عدد المعتقلين منذ بداية الاحتجاجات، تجاوز 100 معتقل".
بدوره، أشاد المحامي شحدة بن بري، أحد أبناء النقب المتطوعين منذ بداية الأحداث للترافع عن المعتقلين، بالمحامين العرب من شمال البلاد، من مناطق مجد الكروم والجليل والمثلث وقلنسوة والطيبة والطيرة، الذين لبوا نداء الأهل، والمحامين في النقب، للدفاع عن أبنائهم المعتقلين في سعوة.
ويبدو أن المحكمة ومن خلال تفاهمات داخلية بين القضاة، توصلت إلى قرار بالإفراج عن القاصرين وتمديد اعتقال البالغين، بينما قدمت الشرطة استئنافاً على قرار الإفراج عن القاصرين. في وقت استأنف المحامون العرب قرار اعتقال البالغين. ومن المقرر أن يتم السبت والأحد والإثنين، التداول في قضايا المعتقلين المتبقين، وقال ابن بري، إنه تم الإفراج عن القاصرَين كرم (16 عاما) وقسام (13 عاما) أبو عنزة، اللذين تعرضا لعنف شديد من قبل الشرطة، وأحمد أبو عمرة (14 عاما)، ويونس أبو بلال (قاصر)، وعلي بطيحات (40 عاما) مع وقف التنفيذ، حيث قامت الشرطة بتقديم استئناف للمحكمة المركزية. فيما تم تمديد اعتقال عدد من المعتقلين عُرف من بينهم توفيق الأطرش (22 عاما)، ويوسف أبو شلظم، وكرم القاضي، وعبدالرحمن الحريزي، وخليل حرب، ووسيم أبو مساعد، ورائد أبو قرينات.
وفي قضية المعتقلة الوحيدة من المظاهرة نوال أبو كف، التي تم اعتقالها وسحلها أمام كاميرات الصحافة بصورة وحشية، فقد تم تمديد اعتقالها حتى يوم الأحد، وقام محاميها من مجد الكروم، حسين مناع، بتقديم استئناف حول اعتقالها.
ودخل إلى مستشفى سوروكا في مدينة بئر السبع حوالي ثمانية مصابين، ناهيك بعدد الإصابات التي تم علاجها ميدانيا بعد استنشاق الغاز المسيل للدموع أو كانت إصاباتهم طفيفة لم تستلزم التوجه إلى المستشفى. ومن ضمن المصابين في المستشفى، الشاب طالب السعايدة (39 عاما) الذي تعرض لإصابة بالرصاص المطاطي في الرأس، أدت إلى حدوث نزيف وفقدانه الوعي، ومن خلال الفحوصات اتضح أنه مصاب بفيروس كورونا، ما استلزم وضعه في الحجر الصحي، قبل وبعد إجرائه لعملية خطيرة في الرأس لوقف النزيف، وضع بعدها على أجهزة المراقبة والتنفس بحالة تخدير كاملة، وقال الأطباء إن حالته مستقرة.
من جانب آخر، تعرّض عبيدة البطيحات للإصابة بـ17 رصاصة مطاطية ألزمته المكوث في المستشفى للعلاج، والخضوع لعملية في الفم، أيضا دون وجود خطر على حياته. أما المصاب باسم أبو ربيعة فدخل خلال نهار اليوم لعملية جراحية في الفك العلوي، عدي علي البطيحات (ووالده أحد المعتقلين الذين تم تمديد اعتقالهم) أنهى خلال اليوم عملية جراحية في الوجه.
ميدانياً، ساد هدوء حذر في كل أرجاء النقب بعد الأحداث الدامية أمس، ومحاولة لملمة الجراح، والترتيب لنشاطات احتجاجية أخرى في الأيام القادمة سيتم التحضير لها الأحد، خلال التئام الجلسة الأسبوعية للجنة التوجيه لعرب النقب.