أكد باحثون، اليوم الاثنين، أهمية "المنتدى السنوي لفلسطين" باعتباره "رافعة مهمّة، ليس للبحث العلمي حول فلسطين والقضايا العديدة المرتبطة بها فحسب، بل أيضا لتعزيز مركزية القضية الفلسطينية والاهتمام العربي والدولي بها".
واختتمت، اليوم، جلسات النسخة الثانية من المنتدى، بتنظيم من المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، في العاصمة القطرية الدوحة.
وقال الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة، المشارك في المنتدى، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن المنتدى السنوي لفلسطين يحقق مهمتين أساسيتين، اجتماعية وسياسية، موضحا أنه "بعد انتهاء جلسات ومؤتمرات المجلس الوطني الفلسطيني، لم يتح للفلسطينيين كمثقفين وناشطين وباحثين من الضفة الغربية وقطاع غزة، ومن الخارج، أن يجتمعوا ويتبادلوا الآراء". وقال إن هذا "ما لمسناه في أروقة هذا المنتدى، حيث تناقشت شخصيات في قضايا أساسية مرتبطة بالعناوين التي قدمها الباحثون المشاركون في المنتدى، اجتماعيا أو أكاديميا".
ولفت أبو ستة إلى حضور باحثين في علم الاجتماع وفي الاقتصاد وفي الدراسات ما بعد الاستعمارية، "ما يشكّل نظرة متعددة التخصصات للقضية الفلسطينية".
وقالت هبة يزبك، الباحثة في مسألة التهجير الداخلي القسري للفلسطينيين عام 1948 والاستعمار الاستيطاني وقضايا الذاكرة، إن المنتدى السنوي يشكل فرصة "استثنائية" للقاء جامع وجماعي حول الأبحاث الفلسطينية، كما يجمع الباحثين الفلسطينيين، والباحثين المهتمين بالقضية الفلسطينية، مضيفة أن هذا المنتدى "يأخذ أهمية كبرى خاصة في هذه الأيام التي توجد فيها ملاحقة ومحاولة قمع وإسكات للصوت الفلسطيني".
وتابعت في حديث لـ"العربي الجديد": "يأتي المنتدى ليؤكد من خلال الأوراق والبحوث المقدمة أن القضية الفلسطينية هي قضية حيّة ثابتة، فثمة باحثون يغوصون في جوانب مختلفة من هذه القضية.. وهم قادرون على تثبيت السردية الفلسطينية"، معتبرة ذلك أمرا مركزيا لتدعيم الموقف السياسي والوطني عبر أبحاث تنمي وتشجع وتدعم القضية الفلسطينية.
من ناحيته، قال مدير عام معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني "ماس" في رام الله رجا الخالدي إن المنتدى مشروع يُبنى سنة بعد سنة، والسنة الأولى (عام 2023) كانت استكشافية، أما الدوة الثانية الحالية، فجمعت الباحثين الشباب، إلى جانب القدماء، لكي يكون هناك حوار وتعلم متبادل".
وأضاف لـ"العربي الجديد" إن الكثافة في الأفكار والمحاور المطروحة حول فلسطين، خلال المنتدى، ليست في الدراسات المتعلقة بالتنمية أو التاريخ، بل في مختلف المجالات، معتبرا ذلك مظهرا علميا، يبرز للعالم دراسات فلسطين متعددة التخصصات والتوجهات العقائدية، ضمن تجانس وتنوع وتعدد بالأجيال.
يشارإلى أن الدورة الثانية لـ"المنتدى السنوي لفلسطين" شهدت تقديم نحو 70 ورقة علمية محكمة، إضافة إلى عقد خمس ندوات عامة، على مدى ثلاثة أيام شارك فيها عدد من الأكاديميين والإعلاميين والنشطاء، وتناولت الأبعاد المختلفة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتحديات التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني.