أعلنت هيئة الأركان الفرنسية، اليوم الثلاثاء، أن قوة "برخان" المناهضة للمتشددين، بدأت المرحلة الأخيرة من نقل القاعدة في كيدال بشمالي مالي إلى قوة الأمم المتحدة (مينوسما) والجيش المالي.
وقال المتحدث باسم الهيئة الكولونيل باسكال لاني: "غادرت آخر قافلة لوجستية إلى جاو اليوم في الخامسة صباحاً. ستبقى مفرزة من برخان في الموقع لإتمام آخر الإجراءات الإدارية واللوجستية".
وتعهدت باريس في يونيو/ حزيران الماضي بإعادة تنظيم وجودها العسكري في منطقة الساحل، ولا سيما من خلال التخلي عن القواعد الواقعة في أقصى شمالي مالي (كيدال، وتمبكتو، وتيساليت) والتخطيط لتقليص عدد أفرادها في المنطقة بحلول عام 2023 بين ألفين وخمسمئة إلى ثلاثة آلاف عسكري، مقارنة بأكثر من 5 آلاف اليوم.
وأضاف المتحدث أن "عملية تسليم القاعدة إلى مينوسما والقوات المسلحة المالية سيكون نهائياً في غضون عشرة أيام"، مؤكداً على "التعاون الوثيق مع السلطات والجيش المالي".
وتدهورت العلاقات بين باريس وباماكو في 25 سبتمبر/ أيلول الماضي، عندما اتهم رئيس الوزراء المالي الانتقالي تشوجيل كوكالا مايغا فرنسا بـ"التخلي عن القوات الحكومية"، ما فتح الباب أمام مفاوضات لم تنفها مالي مع قوات مليشيا "فاغنر" الروسية لتعويض الفراغ الذي سيتركه رحيل القوات الفرنسية.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن في يونيو/ حزيران الماضي أن فرنسا ستقوم بإغلاق قواعدها العسكرية في شمالي مالي في النصف الثاني من عام 2021، وذلك في إطار خطة إعادة تموضع وانتشار للقوات في منطقة الساحل.
وقال ماكرون إن التحوّل الذي سينتهي بإغلاق القواعد العسكرية في شمالي مالي؛ "يستجيب لضرورة التكيف مع الوضع الجديد للمجموعات الإرهابية ومواكبة تحمّل دول المنطقة المسؤولية"، الأمر الذي باغت الدول الأفريقية رغم أنه لم يكن مفاجئاً، إذ أعلنت فرنسا مراراً عن رغبتها في تقليص عملياتها في منطقة الساحل مع الشركاء الأوروبيين، بعد ثماني سنوات من إطلاق عملية "برخان"، التي كلّفت باريس أموالاً طائلة وأرواح 50 جندياً.