أبدى رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، فتحي باشاغا، استغرابه من عزم رئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني، زيارة حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس في الأيام المقبلة، وحضور توقيع اتفاق نفطي جديد.
وأصدر باشاغا بيانا ليلة الثلاثاء جدد من خلاله رفضه ما سماه "محاولة إحياء حكومة الوحدة" بإقحام قوت الليبيين في مثل هذه الصفقات، مشيرا إلى أن الزيارة الإيطالية على علاقة بصفقة، وصفها بـ"الغامضة"، بين المؤسسة الوطنية للنفط، التي تخضع لسيطرة حكومة الوحدة الوطنية، والجانب الإيطالي في مجال إنتاج الغاز.
وذكّر باشاعا ببيان سابق لحكومته في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كشف فيه النقاب عن إعداد حكومة الوحدة الوطنية، لصفقة ستعقد بين المؤسسة الليبية للنفط وشركة "إيني" الإيطالية تقضي بـ"زيادة حصة الشريك الأجنبي وتقليص حصة الشريك الليبي".
كما استهجن باشاغا ما نعته بـ"السلوك الانتهازي للحكومة الإيطالية الذي يتجاوز المصالح الليبية العليا ويغامر بالعلاقة الطيبة بين البلدين"، خصوصاً بعد تغيب أغلب وزراء الخارجية العرب عن حضور اجتماع مجلس الجامعة العربية الأحد الماضي في طرابلس، الأمر الذي اعتبره باشاغا "رفضا لإعادة شرعنة حكومة طرابلس".
وجدد باشاغا التأكيد على عدم أهلية حكومة الدبيبة لتوقيع أية اتفاقيات أو مذكرات تفاهم، وعدم تخويلها بذلك طبقاً لاتفاق ملتقى الحوار السياسي الذي أنتج الحكومة، مشيرًا إلى أن الدولة الليبية "لن تلتزم بأية اتفاقيات أو مذكرات تفاهم مشبوهة الغرض والمآلات"، وأنها "في منأى عن كل الآثار القانونية والمادية التي تأتي بها مثل هذه الاتفاقيات"، مؤكدا اللجوء إلى القضاء بهذا الشأن.
وشدد باشاغا دعوته لجميع الدول لنسج علاقات مبنية على الاحترام المتبادل، وترتكز على تحقيق المصالح المشتركة، وحثتهم على احترام الإرادة الليبية.
وتعتزم رئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني زيارة ليبيا في المدة القادمة، ضمن جولة في المنطقة شملت تونس والجزائر.
وأمس الثلاثاء ناقشت وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الموقتة، نجلاء المنقوش، مع السفير الإيطالي لدى ليبيا، جوزيبي بوتشيني، الاستعدادات اللوجستية لزيارة وفد إيطالي رفيع المستوى إلى ليبيا برئاسة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، وفق منشور للوزارة عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك".
وأشارت الوزارة الى أن وزيري الخارجية والداخلية الإيطالية وعدداً من المسؤولين بالحكومة الإيطالية سيرافقون ميلوني خلال زيارتها إلى ليبيا، دون أي توضيح لموعد الزيارة وجدول أعمالها.
من جانبها، ذكرت وسائل إعلام إيطالية أن ميلوني ستبحث في زيارتها الشراكة السياسية، وقضايا التعاون في مجال الصناعة والتجارة وإمدادات الطاقة، بالإضافة لملف الهجرة غير الشرعية.
ومنذ نحو العام لا يزال الصراع الحكومي في ليبيا محتدما، حيث تسيطر حكومة الوحدة الوطنية على غرب البلاد، خصوصا العاصمة طرابلس التي تتواجد فيها المؤسسات السيادية، وترفض تسليم السلطة إلا لجهة منتخبة، بينما تتخذ حكومة باشاغا من مدينتي بنغازي وسرت مقرا لها، وتستفيد من نفوذ اللواء المتقاعد خليفة حفتر في شرق وجنوب البلاد في تدعيم مراكزها، وتصر على شرعيتها حكومة رسمية.