قال متحدث باسم الحكومة الباكستانية وشهود إن اشتباكات وقعت، اليوم الثلاثاء، بين الشرطة وأنصار رئيس الوزراء السابق عمران خان أمام منزله في مدينة لاهور بشرق البلاد قبل اعتقاله المحتمل.
وأصيب العشرات جراء الاشتباكات بينهم 27 من عناصر الشرطة الباكستانية.
وقال أمير مير، المتحدث باسم الحكومة لـ"رويترز"، إن بضع مئات من أنصار خان تجمعوا أمام المنزل بعد وصول فريق من الشرطة من إسلام أباد لاعتقاله بناءً على أمر قضائي.
وأضاف المتحدث أن أعضاء حزب خان (حركة الإنصاف) كانوا البادئين بالعنف الذي أدى إلى إصابة عدد من مسؤولي الشرطة، متابعاً: "إذا ضمن عمران خان مثوله أمام المحكمة، فسيكون ذلك جيداً، وإلا فسيأخذ القانون مجراه".
وتابع مير قائلاً إن الحكومة استدعت قوات شبه عسكرية للسيطرة على الموقف. ووقعت اشتباكات مماثلة الأسبوع الماضي.
وقال نائب المفتش العام للشرطة، سيد شاه زاد نديم، للصحافيين: "جئنا إلى هنا فقط امتثالاً لأمر المحكمة".
وأضاف أن أعضاء الحزب بدأوا برشق الشرطة بالحجارة والطوب، ورداً على ذلك وجهت الشرطة مدفع مياه نحوهم واستخدمت الهراوات مع بعضهم.
وأظهرت لقطات بثّ تلفزيوني مباشر أنصار خان يستخدمون المقاليع ويهاجمون الشرطة بالطوب والعصي.
في المقابل، قال شاه محمود قريشي، مساعد خان، للصحافيين بحسب "رويترز": "ما نفهمه هو أن الشرطة لا يمكنها اعتقال عمران خان لأنه حصل من محكمة عليا على كفالة توفر له الحماية".
من جانبه، قال رئيس الوزراء عمران خان في كلمة مصورة موجهة إلى أنصاره، إن الشرطة الباكستانية تحاول أن تداهم منزله وتعتقله، داعيا الشعب الباكستاني إلى الخروج والتصدي للشرطة.
وأكد عمران خان أنه سيمثل أمام المحكمة بنفسه ولا حاجة لاعتقاله، مشيرًا إلى أن قرار اعتقاله يأتي من أجل إزاحته عن الساحة السياسية.
إلى ذلك، قال وزير الداخلية رانا ثناء الله، في خطاب له أمام اجتماع لأنصاره في مدينة لاهور إن الشرطة الباكستانية لا بد وأن تعتقل عمران خان.
كما قال رئيس شرطة إقليم البنجاب دكتور عثمان أنور، في حديث مع الصحافيين في لاهور، إن الشرطة ذهبت إلى منزل خان من أجل اعتقاله تطبيقا لقرار المحكمة، مضيفًا: "لقد ذهب 300 من عناصر شرطة إسلام أباد إلى لاهور من أجل اعتقال خان ولكن أنصاره كانوا مستعدين للمواجهات.. استخدموا القنابل البترولية والأحجار والعصي من أجل مواجهة الشرطة، وأحرقوا مدرعة كذلك".
وأضاف المسؤول أن الشرطة لا تزال تطوق منزل عمران خان، وأن تعزيزات جديدة من الشرطة قد وصلت إلى المنطقة من أجل اعتقاله.
ولا تزال الشرطة الباكستانية تتصدى بالغاز المسيل للدموع وتحاول التقدم إلى منزل خان ولكن أنصار خان يتصدون لها، كما خرج مئات من أنصار خان إلى المدن الباكستانية المختلفة احتجاجا على محاولة الشرطة الباكستانية اعتقاله.
وقال القيادي في حزب عمران خان، شهريار أفريدي في حديث مع الصحافيين أمام منزل خان، إن على الحكومة الباكستانية أن تدرك حساسية الوضع وألا تدفع البلاد نحو أزمات جديدة، مشيدا بدور أنصار خان في الدفاع عن زعيمهم.
من جانبها، قطعت الحكومة الباكستانية الكهرباء عن منزل خان، وأوقفت شبكة الإنترنت وشبكات الهواتف النقالة وغير النقالة.
وأصدرت المحكمة في إسلام أباد مذكرات اعتقال في قضية يواجه فيها خان تهماً بتهديد قاضٍ في خطاب له العام الماضي.
وواجه رئيس الوزراء السابق عدة قضايا منذ إطاحته في أوائل العام الماضي، في تصويت برلماني على الثقة.
وطالب خان في تجمعات احتجاجية في أنحاء البلاد بإجراء انتخابات مبكرة، وهي خطوة رفضها خلفه شهباز شريف، قائلاً إن الانتخابات ستُجرى في موعدها المقرر في وقت لاحق من العام. وأصيب خان بطلق ناري في أحد هذه التجمعات.