قال الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم السبت، إن بلاده سلمت رسالة بشكل خاص إلى إيران بشأن جماعة الحوثيين المتحالفة معها والتي تشن هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر.
وأضاف بايدن للصحافيين في البيت الأبيض، قبل مغادرته إلى المنتجع الرئاسي في كامب ديفيد لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، "سلمنا الرسالة بشكل خاص، ونحن واثقون من أننا مستعدون جيداً".
وكان بايدن قد أكد يوم الجمعة، أن الولايات المتحدة "سترد إذا واصل الحوثيون سلوكهم غير المقبول"، واستمروا في مهاجمة سفن في البحر الأحمر. ورداً على أسئلة صحافيين بشأن الرسالة التي يريد إيصالها إلى طهران بعد ضرب الحوثيين، قال بايدن إن رسالته وصلت.
واستهدفت ضربة جديدة بعد ظهر السبت موقعاً عسكرياً في الحديدة بغرب اليمن، كان قد أطلق منه الحوثيون صاروخاً باتجاه البحر الأحمر، وفق ما أفاد مصدران في صفوف الحوثيين، وذلك بعد ساعات من ضربة أميركية على قاعدة في صنعاء.
وتأتي هذه الضربات السبت، غداة شنّ القوات الأميركية والبريطانية عشرات الغارات على مواقع عسكرية عديدة تابعة للحوثيين، رداً على هجماتهم على السفن في البحر الأحمر.
وقال مصدر عسكري موالٍ للحوثيين في الحديدة لم يكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس "تم ضرب الموقع الذي انطلق منه قبل قليل صاروخ حوثي على أطراف مدينة الحديدة باتجاه البحر الأحمر".
وأضاف "لم يُعرف ما إذا كان القصف من البحر أم غارة".
وأكد مصدر أمني في شرطة الحديدة بدون الكشف عن هويته، حصول الضربة الجديدة.
ولم يحدد المصدران الجهة التي شنّت الضربة كما لم يصدر حتى الساعة أي تعليق عن القوات الأميركية أو البريطانية.
وأفادت مراسلة لوكالة فرانس برس في الحديدة عن سماع صوت تحليق صاروخ ودويّ انفجار قوي تلاه بعد ساعة ونصف صوت انفجار بعيد.
ويأتي ذلك بعد ساعات من شنّ الجيش الأميركي ضربة على قاعدة عسكرية في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين المدعومين من إيران منذ عام 2014.
وذكرت القيادة العسكرية المركزية الأميركية (سنتكوم) في بيان أن "القوات الأميركية نفذت ضربة ضد موقع رادار في اليمن" نحو الساعة 3,45 صباحاً بالتوقيت المحلي السبت (00,45 توقيت غرينتش غ).
واتّهمت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين "العدو الأميركي البريطاني" باستهداف قاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة، بعدد من الغارات.
والجمعة، أطلق الحوثيون في اليمن صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن، رداً على ضربات أميركية وبريطانية استهدفت مناطق مختلفة في اليمن.
وقال مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة اللفتنانت جنرال دوغلاس سيمز، في حديثه مع الصحافيين: "نعلم أنهم أطلقوا صاروخاً واحداً على الأقل في رد انتقامي"، مضيفاً أن "الصاروخ لم يصب أي سفينة".
وتوقع الجنرال الأميركي أن "تحاول الجماعة القيام برد انتقامي ما"، في إشارة إلى الحوثيين.
وفي السياق ذاته، كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن "إسرائيل تستعد لرد مضاد من الحوثيين على إيلات" بعد الغارات الجوية الأميركية البريطانية على اليمن.
وأكدت الهيئة الإسرائيلية أن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي أجرى اتصالات مع قائد المنطقة في الجيش الأميركي، وبحث معه استعدادات إسرائيل لرد محتمل من الحوثيين قد يستهدف إيلات.
وكان البيت الأبيض قد أعلن، في وقت سابق من يوم الجمعة، أن واشنطن "لا تسعى إلى نزاع مع إيران" رغم الضربات الأميركية والبريطانية على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن.
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، عبر شبكة "إم إس إن بي سي": "نحن لا نسعى إلى نزاع مع إيران. لا نسعى إلى تصعيد، ولا يوجد سبب لحدوث تصعيد يتجاوز ما حدث في الأيام الأخيرة".
وأوضح كيربي أن أميركا "تجري تقييماً لأثر الضربات الجوية على جماعة الحوثي في اليمن"، موضحاً أنه "ستكون لدى واشنطن فكرة أفضل عن الضرر الذي حدث خلال الساعات المقبلة".
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الجمعة، إنه يعتقد أن الضربات التي شنتها بريطانيا والولايات المتحدة في اليمن "ستؤدي إلى إضعاف قدرة جماعة الحوثيين".
وأضاف سوناك في حديثه مع الصحافيين خلال زيارته لأوكرانيا: "لقد نفذنا سلسلة من الضربات مع الحلفاء، والتي نعتقد أنها ستؤدي إلى إضعاف وتعطيل قدرة الحوثيين، لقد استهدفنا مواقع إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة". وتابع: "المؤشرات الأولية تقول إنّ تلك الضربات كانت ناجحة (...) هدفنا واضح للغاية، وهو تهدئة التوترات واستعادة الاستقرار في المنطقة".
وكانت طائرات أميركية بريطانية قد شنّت، فجر الجمعة، غارت على مواقع في العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى في اليمن.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)