استمع إلى الملخص
- يناقش بايدن العلاقات الأميركية السعودية، مشيرًا إلى تغير موقفه تجاه السعودية بعد تولي محمد بن سلمان السلطة وأهمية الصفقة التطبيعية المحتملة مع إسرائيل، رغم تعليق السعودية لمحادثات التطبيع بسبب الحرب على غزة.
- يتطرق بايدن إلى الغزو الروسي لأوكرانيا، مؤكدًا على التزامه بانتصار أوكرانيا ومحذرًا من تداعيات سقوطها، ويعبر عن قلقه من تدخل الصين في الانتخابات الأميركية المقبلة، مشيرًا إلى احتمال استخدام بكين للذكاء الاصطناعي.
اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ "من غير المؤكد" ارتكاب إسرائيل جرائم حرب في قطاع غزة، في وقت تسعى المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت، على خلفية ارتكاب جرائم حرب في القطاع، مع استمرار العدوان عليه منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال بايدن في حديث مع مجلة تايم الأميركية، نُشر اليوم الثلاثاء، إن الإسرائيليين أنفسهم يحققون في جرائم الحرب، وإن بلاده لا تعترف بالمحكمة الجنائية الدولية، مشيراً إلى أن هناك أمراً مؤكداً، وهو أن الفلسطينيين في غزة يعانون بسبب نقص المياه والغذاء والدواء، وقد قُتل الكثير من الأبرياء.
ورداً على سؤال عن الجهة التي تؤخر اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، اتّهم بايدن حماس بالأمر، مدعياً أن بإمكانها أن تنهي الحرب غداً، متحدثاً عن أن العرض الأخير الذي قدمته إسرائيل كان سخياً للغاية في ما يتعلق بمن يرغبون في إطلاق سراحهم، وما الذي سيقدمونه في المقابل، وما إلى ذلك. وأضاف: "يتعرض بيبي (بنيامين نتنياهو) لضغوط هائلة في قضية الرهائن، (...) ولذا فهو مستعد لفعل أي شيء لاستعادة الرهائن".
وفي وقت يقول مقرّبون من بايدن إن العائق الوحيد أمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، هو نتنياهو، رفض بايدن قول ذلك، لكنه أقرّ، رداً على سؤال عما إذا كان الأخير يطيل أمد الحرب لأسباب سياسية خاصة به، بأن "هناك كلّ الأسباب التي تجعل الناس يتوصّلون إلى هذا الاستنتاج".
وقدّم بايدن الجمعة مقترحاً من 3 مراحل قال إنه إسرائيلي، لوقف إطلاق النار في القطاع، والإفراج عن المحتجزين. وفي السياق، أشار بايدن في مقابلته اليوم، إلى أن إدارته تعتقد أن هناك من لا يزالون على قيد الحياة من بين المحتجزين الأميركيين. وقال: "لقد التقيت جميع العائلات، ولكن ليس لدينا دليل نهائي على من هو على قيد الحياة بالضبط".
العلاقات مع السعودية
وفي سياق آخر، تطرّق بايدن إلى العلاقات الأميركية السعودية، قائلاً إن لدى بلاده نوعين من التحالفات، تحالفات قائمة على القيم، وتحالفات عملية. وذكّرت المجلة بتوعّد بايدن بجعل المملكة العربية السعودية "منبوذة"، متحدثة عن استدارة هادئة لإدارته، بعدما أصبح محمد بن سلمان الحاكم الفعلي في السعودية، واقتراحه تعاوناً أكبر في مجال الطاقة النووية والأمن مع بكين. وبدا، وفق المجلة، أن تراجع بايدن الأخلاقي مع بن سلمان في السنوات اللاحقة، أعاد السعوديين إلى الجانب الأميركي، وأعاد إطلاق صفقة تطبيع محتملة مع إسرائيل. ويقرّ بايدن في المقابلة بأن الخطوط العريضة لهذه الصفقة كانت "في مصلحتنا بشكل كبير".
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، قررت السعودية تعليق محادثات التطبيع مع إسرائيل. ولم تتوقف واشنطن عن محاولاتها من أجل تحريك الأمر، الذي ربطته الرياض بوقف الحرب، وإطلاق عملية سياسية لحل القضية الفلسطينية. وجال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أخيراً بين الرياض وتل أبيب، في محاولة لإنجاز صفقة التطبيع بين السعودية وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة. وساد تفاؤل حذر بعد اللقاء بين بن سلمان وسوليفان في مدينة الظهران السعودية في 19 مايو/ أيار الحالي، مع أن وسائل الإعلام تحدثت عن التوصل إلى "صيغة شبه نهائية" في شأن "الاتفاق الأمني الاستراتيجي" المرتقب، المفترض أن يكون الأول من نوعه بين الولايات المتحدة ودولة عربية على الإطلاق.
أوكرانيا
وفي سياق آخر، تطرّق بايدن في مقابلته مع المجلة الأميركية إلى الغزو الروسي لأوكرانيا، والعلاقات بين واشنطن وكييف، مجدداً تأكيد التزامه انتصار أوكرانيا. وقال: "إذا سمحنا لأوكرانيا بالسقوط، تذكروا كلماتي، سترون بولندا تنهار، وسترون كلّ الدول الواقعة على طول الحدود الفعلية لروسيا (تسقط)".
الصين
وعلى خط الصين، عبّر بايدن عن اعتقاده أن لبكين مصلحة في التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة في نوفمبر/ تشرين الثاني. وقال الرئيس الأميركي رداً على سؤال عما إذا كانت الصين تستخدم الذكاء الاصطناعي أو وسائل أخرى للتدخل في الانتخابات، إن هناك من يستخدمها، ممتنعاً عن تحديد الجهة، لكنه عاد وتابع بعد إلحاح: "أعتقد أن الصين سيكون لها مصلحة في التدخل".