صُدم الرئيس الأميركي جو بايدن وكبار المسؤولين الأميركيين الأحد، من سرعة استيلاء حركة "طالبان" شبه الكامل على أفغانستان، حيث تحوّلت عملية سحب القوات الأميركية المخطّط لها بشكل طارئ، إلى "مهمّة" لضمان الإخلاء الآمن.
وقالت وكالة "أسوشييتد برس" إن سرعة سقوط الحكومة الأفغانية والفوضى التي أعقبته، شكّلت أكثر الاختبارات جدية لبايدن كقائد أعلى للقوات المسلحة، وكان موضع انتقادات للعديد من الجمهوريين الذين قالوا إنه فشل.
وروّج بايدن لنفسه كخبير متمرّس في العلاقات الدولية، وأمضى أشهراً يقلّل من احتمال صعود "طالبان"، بينما كان يجادل بأنّ الأميركيين، من جميع المعتقدات السياسية تعِبوا من حرب امتدّت 20 عاماً.
وبحلول أمس الأحد، أقرّ مسؤولون بارزون في الإدارة الأميركية بأنّهم فوجئوا بالسرعة المطلقة لانهيار القوات الأفغانية. وتقول "أسوشييتد برس" إن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على استعادة مستوى معيّن من السيطرة على الوضع.
وقالت وزارتا الدفاع والخارجية الأميركيتين في بيان مشترك أمس الأحد، إنهما تكملان سلسلة من الخطوات لتأمين مطار حامد كرزاي الدولي لضمان مغادرة آمنة للأفراد الأميركيين وحلفائهم من أفغانستان عبر رحلات مدنية وعسكرية. وقد أمر بايدن بإرسال 100 جندي إضافي إلى كابول لضمان عمليات الإجلاء.
ونقلت "أسوشييتد برس" عن مسؤولَين كبيرين في الإدارة الأميركية، طلبا عدم الكشف عن هويتهما، قولهما إن مناقشات جارية بشأن تحدّث بايدن علناً، والذي من المتوقع أن يعود من المجمع الرئاسي في كامب ديفيد الأربعاء، إلى البيت الأبيض، إذا قرّر إلقاء خطاب.
ودخلت حركة "طالبان" العاصمة الأفغانية كابول، أمس الأحد، في وقت غادر الرئيس الأفغاني أشرف غني البلاد. واستولت "طالبان" على كل أفغانستان تقريباً في ما يزيد قليلاً عن أسبوع، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، على مدى ما يقرب من 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
ومنذ مايو/أيار الماضي، بدأت "طالبان" بتوسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأميركية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/ آب الجاري.