بايدن ينسحب من الانتخابات الرئاسية الأميركية ويدعم كامالا هاريس

21 يوليو 2024
بايدن خلال قمة حلف الأطلسي في واشنطن / 11 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **انسحاب بايدن**: أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن انسحابه من الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد ضغوط من حزبه الديمقراطي وأداء باهت في المناظرة الأولى مع ترامب، متعهداً بالتركيز على مهامه حتى نهاية ولايته في يناير 2025.

- **دعم كامالا هاريس**: أعلن بايدن دعمه لترشح نائبته كامالا هاريس، وأيدها بيل وهيلاري كلينتون وكتلة النواب السود في الكونغرس، مع تصويت افتراضي لترشيحها رسمياً قبل المؤتمر الوطني الديمقراطي في أغسطس.

- **تحديات هاريس**: يعتقد ترامب أن هزيمة هاريس أسهل من بايدن، وتواجه هاريس تحديات كبيرة في توحيد الحزب والمانحين خلال ثلاثة أشهر فقط، مع احتمال دخولها التاريخ كأول سيدة من ذوي البشرة السمراء مرشحة للرئاسة.

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن رسمياً، اليوم الأحد، انسحابه من الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وذلك بعد تعرضه لضغوط كبيرة من حزبه الديمقراطي لسحب ترشّحه، بعد ظهوره الباهت في أول مناظرة مع منافسه الجمهوري دونالد ترامب، وتراجع الثقة في قدرته على انتزاع ولاية رئاسية ثانية أمام ترامب. وفي المقابل، تعهّد بايدن بالتركيز على الوفاء بمهامه الرئاسية حتى انقضاء ولايته، معلناً في الوقت نفسه عزمه مخاطبة الأميركيين بشأن قرار التنحي في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

وفي تغريدة على موقع "إكس"، أكد بايدن أنه سيواصل أداء مهامه كرئيس وقائد أعلى للجيش الأميركي حتى انقضاء فترة ولايته في يناير/ كانون الثاني 2025، ثم أضاف: "لقد كان أعظم شرف في حياتي أن أخدم كرئيس لكم. ورغم أنني كنت أعتزم الترشح لولاية أخرى، أعتقد أنه من مصلحة حزبي وبلدي أن أتنحى وأركز فقط على أداء مهامي الرئاسية خلال الفترة المتبقية من ولايتي".

وفي منشور لاحق، أعلن بايدن أنه يدعم ترشح نائبته كامالا هاريس للانتخابات الرئاسية عن الحزب الديمقراطي. وغرد قائلاً: "كان أول قرار اتخذه كمرشح عن الحزب في 2020 هو اختيار كامالا هاريس في منصب نائب الرئيس. وكان ذلك أفضل قرار أقوم به. اليوم أود أن أمنح دعمي الكامل وتزكيتي لكامالا لكي تكون مرشحة حزبنا هذا العام".

بايدن غير رأيه فجأة

في الأثناء، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر مطلع قوله إن بايدن كان يعتزم حتى مساء أمس السبت البقاء في السباق الرئاسي لعام 2024، قبل أن يبلغ كبار معاونيه بعد ظهر اليوم الأحد أنه سينسحب منه. وقال المصدر طالبا عدم الكشف عن هويته "الليلة الماضية كانت الرسالة المضي قدماً في كل شيء وبأقصى سرعة. في نحو الساعة 1:45 بعد ظهر اليوم: أخبر الرئيس فريقه من كبار المسؤولين أنه غير رأيه".

وحتى أمس الأول الجمعة، كان بايدن متمسّكاً بالترشح لولاية رئاسية ثانية، على الرغم من تزايد التمرد عليه داخل الحزب الديمقراطي، وقال في بيان مكتوب من منزله في ديلاوير حيث يتعافى من فيروس كورونا: "المخاطر مرتفعة والخيار واضح. معاً، سنفوز". وتعهد بايدن باستئناف حملته الانتخابية الأسبوع المقبل، مهاجماً الرؤية "المتشائمة" للمستقبل التي قدّمها منافسه ترامب خلال مؤتمر الحزب الجمهوري وقبوله ترشيح الحزب رسمياً.

بيل وهيلاري كلينتون يدعمان هاريس

على الفور، أشاد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون بقرار بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي، وأعلنا دعمهما ترشيح هاريس. وأثنى كلينتون وزوجته في بيان مشترك على "مسيرة الخدمة الاستثنائية" لبايدن وقالا إنهما "يتشرفان" بالانضمام إليه في تأييد هاريس كمرشحة ديمقراطية، "وسوف نفعل كل ما في وسعنا لدعمها". وأضافا "لا شيء جعلنا أكثر قلقا على بلادناً من التهديد الذي تشكله ولاية ثانية لترامب. لقد وعد بأن يكون ديكتاتوراً من اليوم الأول". كما أعلنت كتلة النواب السود في الكونغرس عن دعمها "بشكل كامل" كامالا هاريس مرشحة ديمقراطية للرئاسة.

ويساعد دعم بايدن في تمهيد الطريق أمام هاريس، لكن انتقال الترشيح السلس ليس مضمونًا بأي حال من الأحوال. فمن المقرر أن ينعقد المؤتمر الوطني الديمقراطي خلال الفترة من 19 إلى 22 أغسطس/ آب في شيكاغو، لكن الحزب أعلن أنه سيعقد تصويتاً افتراضياً عبر نداء الأسماء لترشيح بايدن رسمياً قبل بدء الإجراءات الشخصية. وقال رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية، جايمي هاريسون، في بيان إن الحزب "سيقوم بعملية شفافة ومنظمة" لاختيار "مرشح يمكنه هزيمة دونالد ترامب".

ترامب: هزيمة هاريس ستكون أسهل

وفي أول تعليق له، قال المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب لشبكة "سي أن أن" إنه يعتقد أن هزيمة هاريس ستكون أسهل من هزيمة بايدن الذي انتصر عليه في الانتخابات السابقة ويرفض حتى اليوم الإقرار بنتائجها. وقال مراسل من الشبكة على منصة "إكس" إن ترامب أدلى بهذه التصريحات للشبكة التلفزيونية بعد وقت قصير من إعلان بايدن قراره.

ومع تنحي بايدن الذي كان مرجحاً إلا انه فاجأ المعنيين وأثار جملة أسئلة حول تداعيات خطوته التي حاول خلال الأسابيع الأخيرة تحاشيها، لكن تراكم الضغوط الحزبية وتراجع رصيده بصورة متسارعة فضلا عن تراجع عملية تمويل حملته، وضعته أمام الطريق المسدود الذي أجبره على اتخاذ القرار.

وبذلك يعيد بايدن رسم خريطة المعركة الانتخابية ويفتحها أمام أكثر من مرشح ديمقراطي يعتزم منافسة هاريس، إضافة إلى المرشحين المحتملين لمنصب نائب الرئيس الذين بدأ التداول بأسمائهم ولو على سبيل التكهن. ومع أنه من المبكر الحسم بخصوص المرشحين المحتملين لمنصب الرئيس ونائب الرئيس عن الحزب الديمقراطي، يبقى المؤكد أن هاريس قد تدخل التاريخ كأول سيدة من بين ذوي البشرة السمراء تصبح مرشحة للسباق نحو البيت الأبيض.

أوباما يشييد ببايدن ويحجم عن تأييد هاريس

من جهته، أشاد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ببايدن لانسحابه من الترشح، لكنه أحجم عن تأييد كامالا هاريس مرشحة ديمقراطية للرئاسة. وسيتعين على الحزب الديمقراطي اختيار مرشح جديد لخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية، في عملية ستكون معقدة، في ظل ضيق الوقت المتبقي، فيما يرى العديد من أعضاء الحزب الديمقراطي أن عملية اختيار بديل لبايدن في الانتخابات الرئاسية قد تنتهي بسرعة إذا ما وقع الاختيار على نائبته هاريس.

وبانسحاب بايدن، ينتظر أن يختار ما يقرب من 3900 مندوب ديمقراطي من جميع أنحاء الولايات المتحدة مرشحاً بديلاً. وفي حال رسا الاختيار على كمالا هاريس مرشحة رئاسية لمواجهة ترامب، فمن المفترض أنها ستكون قادرة على استخدام صندوق حملة بايدن، لأن اسمها موجود في جميع الملفات، ولكن قد يضطر أي مرشح آخر إلى جمع أمواله الخاصة لخوض الحملة، وفق تقرير سابق لشبكة "سي أن أن".

تواجه هاريس تحديات كبيرة أخرى حال فوزها بترشيح الحزب الديمقراطي، فلن يكون أمامها سوى ثلاثة أشهر تقريبا للانتهاء من حملتها الانتخابية وتوحيد الحزب والمانحين خلفها. إلا أن عددا كبيرا من الديمقراطيين متحمسون لفرصها. وقبل قرار بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي، عبر نحو 30 مشرعاً ديمقراطياً عن مخاوفهم من خسارة بايدن (81 عاماً) في الانتخابات لافتقاره إلى القدرة العقلية والبدنية التي تؤهله للفوز في الانتخابات والبقاء في السلطة لأربع سنوات أخرى.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون