استمع إلى الملخص
- أكدت هيئة الانتخابات التونسية أن نسبة الإقبال بلغت 27.7%، ووصفتها بالجيدة، مشيرة إلى سير العملية الانتخابية بسلاسة دون خروقات كبيرة، مع إعلان النتائج الأولية قريباً.
- شهدت الانتخابات مشاركة واسعة من الناخبين، مع تجهيز مراكز اقتراع إضافية وتأمين العملية الانتخابية بمراقبة محلية ودولية لضمان نزاهتها.
أكد مدير مؤسسة "سيقما كونساي" لسبر الآراء حسن الزرقوني، اليوم الأحد، حصول الرئيس الحالي قيس سعيّد على 89.2% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية في تونس وحصول المرشح العياشي الزمال على 6.9%، والمرشح زهير المغزاوي على 3.9%. وقال الزرقوني في حوار للتلفزيون الرسمي إن هذه النتائج تعني فوز قيس سعيّد بالانتخابات منذ الدور الأول بحصوله على 2140000 من أصوات الناخبين المقدرة بـ2704155.
وإثر الإعلان عن هذه التوقعات خرج أنصار سعيّد للاحتفال بفوز مرشحهم. وقال شقيق الرئيس قيس سعيد، نوفل سعيد للتلفزيون الرسمي إنها "فرحة عارمة بهذه النتائج التي تعكس منسوب الثقة بقيس سعيّد وشعبه، وهي ضمانة لاستمرار مؤسسات الدولة واستقرارها". وأضاف: "ليس هناك إمكانية للبناء دون ثقة بين الحاكم والمحكوم، وهذه الأرقام الكبيرة تؤكد هذه الثقة".
27.7% نسبة الإقبال على التصويت
من جانبها، أكدت هيئة الانتخابات التونسية، مساء اليوم الأحد، أن نسبة التصويت الأولية بعد غلق مراكز الاقتراع على الساعة السادسة مساء، بلغت 27.7%. واعتبرت الهيئة أن النسبة جيدة. وقال رئيس الهيئة، فاروق بوعسكر، في مؤتمر صحافي، إن نسب التصويت تتوزع على .5 28% بالداخل، وبلغت في الخارج 16.3%.
وبيّن بوعسكر أن "تنظيم انتخابات في تونس والخارج تم دون تسجيل خروقات، حيث جرت العملية الانتخابية تنظيمياً ولوجستياً بسلاسة"، وهذا يحسب لهيئة الانتخابات، مشيراً إلى أن المقترعين وبحسب الجنس يتوزعون على 58% رجالا و42% نساء.
وتتوزع النسب حسب الفئة العمرية بين 6% عند المترشحين بين الفئة العمرية بين 18-35 سنة، و65% بين 36-60 سنة، و29% فوق الـ60 عاماً. وأوضح أنه سيتم الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية مساء غد الاثنين، مضيفاً أن الهيئة ستاخذ بعين الاعتبار الأحكام القضائية الباتة والصادرة عن القضاء عند إعلان النتائج النهائية. وأكد عضو الهيئة بلقاسم العياشي في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "النسب المعلنة محترمة وهذا يعود إلى ارتفاع أعداد المسجلين"، مبيناً أن "نتائج التصويت سيتم الإعلان عنها غداً".
وقالت عضو الهيئة، نجلاء العبروقي، في كلمة لها، إن "العملية الانتخابية تتم وفق القانون وبسلاسة ولم نسجل خروقات جسيمة، فيما شهدنا تداول بعض النسب على صفحات التواصل الاجتماعي، ودعاية لأحد المترشحين، وهي مخالفات ترتقي إلى جرائم انتخابية، فتداول نتائج سبر الآراء والنسب ممنوع، وتخصيص رقم نداء أو الدعاية السياسية ممنوع"، مضيفة أن وحدات الرصد "بصدد إحالة التقارير ومجلس الهيئة سيبت في هذه الشبهات".
وفي أول رد على هذا الإعلان عن توقعات النتائج، قال مدير حملة العياشي زمال، رمزي الجبابلي، لـ"العربي الجديد": "نحن نعتبر أن في تقديم النسب تأثيراً لا على الانتخابات التي انتهت، بل على الرأي العام للقبول بالنتائج التي ستعلنها هيئة الانتخابات، فسوء النية محتمل لتغطية وتوجيه الرأي العام عن حقيقة الأرقام الانتخابية التي نعتقد جازمين أن العياشي زمال مرّ على أساسها للدور الثاني".
وبخصوص ما قاله رئيس هيئة الانتخابات، فاروق بوعسكر، في الندوة الصحافية، من أن الهيئة ستنظر غداً في الأحكام الباتة بشأن المرشحين، بما يحيل إلى إمكانية إلغاء الأصوات التي تحصل عليها زمال، أكد الجبابلي أن "الأحكام القضائية لا تأثير لها على وضعية عياشي زمال الانتخابية، فالهيئة لم تصرح بعد بصفة نهائية بنتائج الانتخابات وآجال الطعون في الأحكام الصادرة ضده ستفتح، ولا يمكن الحديث عن سحب الأصوات قبلها".
وبين أنه "ممنوع قانونياً نشر نتائج سبر الآراء حول فوز مرشح من قبل التلفزة الوطنية، وهو عمل لاأخلاقي من إعلام عمومي ندفع له من أموال الضرائب، فهذه مسألة لاأخلاقية ولاقانونية وفي ذلك توجيه للرأي العام للقبول بما ستعلنه هيئة الانتخابات غداً".
من جانبه، قال المرشح زهير المغزاوي في تصريح إعلامي من مقر حملته، إن "النتائج الأولية التي أُعلن عنها من قبل مؤسسة سيغما كونساي لسبر الآراء على التلفزيون الرسمي مجانبة للصواب وغير صحيحة"، منتقداً ما وصفه بـ"انحياز التلفزيون الرسمي لفائدة المترشح والرئيس المنتهية ولايته قيس سعيّد". وأكد المغزاوي أن "نتائج سبر الآراء مخالفة للمعطيات المتوفرة لديه بخصوص الأصوات التي حصل عليها"، معتبراً أن "الغاية من ذلك هي تهيئة الرأي العام لتقبل النتائج الرسمية التي ستعلن عنها الهيئة المستقلة للانتخابات غداً".
وحمّل المغزاوي، هيئة الانتخابات "المسؤولية التاريخية لسلامة المسار الانتخابي". كذلك دعا "الجيش والأمن التونسيين، لحماية المسار الانتخابي الذي يراد العبث به" وفق قوله. وأكد أن "المسألة لا تتعلق فقط بنتائج الانتخابات وإنما أيضاً بسلامة مستقبل تونس والأمن القومي".
وأكد ناخبون تونسيون، اليوم الأحد، أن التصويت مهم لأنه سيُختار في ضوئه رئيس البلاد، وبالتالي تحديد مستقبل تونس، مضيفين أن على كل تونسي ممارسة واجبه واختيار من يراه مناسباً للمرحلة القادمة. ولوحظ توافد التونسيين على مختلف مراكز ومكاتب الاقتراع منذ الساعات الأولى من الصباح، ورغم أن الفئة الأكثر حضوراً هي المسنون والكهول، إلا أن بعض الشباب حضروا للتصويت.
وفي المدرسة الابتدائية نهج القيروان ببن عروس، التقى "العربي الجديد" الستيني عبد المجيد الاسكندراني، الذي قال إن "التصويت مهم لاختيار الرئيس الذي سيحكم البلاد والذي عليه أن يقوم بواجبه"، مبيناً أن "الانتخابات الرئاسية تبقى دائماً ذات قيمة لدى التونسيين". وأضاف أنه دأب على التصويت والحضور في جلّ الاستحقاقات الانتخابية، لأن هذا واجب وطني. وبيّن المتحدث أنه "لا يجب خسارة الأصوات، فكل تونسي مدعو إلى التصويت والحضور بمكاتب الاقتراع، لأن البقاء في البيوت والمقاطعة أو اتخاذ موقف بدافع الغضب ليس الحل، بل هو خسارة لصوت من الأصوات، وهذا ضد المصلحة العامة".
وأكدت العشرينية "استبرق"، التي تدلي بصوتها لأول مرة، أن "حضورها يشعرها بالسعادة، خصوصاً أنها تشارك في استحقاق وطني مهم"، مضيفة في تصريح لـ"العربي الجديد" أنها "لم تتمكن من التصويت سابقاً بحكم عدم بلوغها 18 عاماً (السن المحددة للتصويت)، ولذلك سارعت اليوم بالحضور"، داعية بقية الناس، وبخاصة الشباب، إلى الحضور "لأن العملية لا تستغرق الكثير من الوقت". وترى المتحدثة أن "الانتخابات الرئاسية مهمة لأنها ستحدد مصير البلاد، فالرئيس هو الذي يقود تونس وكل من يريد أن تتحسن بلاده عليه أن يدلي بصوته".
وأكدت السبعينية "بيّة"، أن "التصويت واجب وعلى الشباب ممارسة حقهم والنهوض من فراشهم للقيام بواجبهم وترك الكسل جانباً"، موضحة أنها "حريصة على الحضور في كل المحطات الانتخابية"، ومشيرة إلى أن "فئة الشيوخ حاضرة بكثافة أكثر من الشباب لأنهم يستيقظون باكراً ويتوجهون مباشرة إلى مراكز الاقتراع" .
وقرر الأربعيني "بلعيد" أن يرافقه طفلاه الصغيران للاطلاع على سير الانتخابات، ومعرفة الأجواء التي تجري فيها الانتخابات، قائلاً في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "على التونسيين التصويت لأنها مسألة مهمة ستحدد مستقبل الأجيال القادمة"، ومبيناً أن "تحسين الوضع الاقتصادي والسياسي يكون عبر اختيار من يمثلنا، ولذلك تجب ممارسة هذا الحق". وأضاف أن "على كل تونسي متردد ولم يصوّت بعد أن يفكر في الأجيال القادمة وأن يأمل تحسن الأوضاع في البلاد".
وأكد رئيس مركز الاقتراع بالمدرسة الابتدائية نهج القيروان بولاية بن عروس محمد علي بن حسين، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "لديهم نحو 5335 مسجلاً، وقد خصصوا 5 مكاتب للاقتراع، ولديهم مراقبون ممثلون للمترشحين، وهناك مراقبون ممثلون من الاتحاد الأفريقي"، مشيراً إلى أن "الإقبال محترم، والتصويت يتواصل على امتداد اليوم وإلى حدود الساعة السادسة مساءً"، مضيفاً أن فئة 45 وما فوق تعتبر "الأكثر توافداً".
وتابع أن الشباب موجود، ولكن ينتظر أن يحضر أكثر مساءً، وأنه بحكم خبرته في هذا المجال فإن لكل فئة توقيتاً تحضر فيه أكثر من غيرها، مبيناً أن "تأمين الانتخابات يحصل في ظروف طيبة، وتقريباً أصبحت هناك تقاليد في هذه العملية، فهناك احترام للصفوف وانتظار للدور، والكل يتوجه مباشرة إلى مكتبه، وتقريباً كل ناخب يعرف مكتبه ورقم تسجيله، وذلك بحسب بطاقة الهوية". وبين أن "هناك حضوراً مهماً لوحدات الجيش الوطني وللعناصر الأمنية لتأمين الانتخابات ويؤمل أن تستكمل في أفضل الظروف" .
وانطلقت صباح اليوم الأحد عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية في تونس لاختيار رئيس للبلاد لولاية مدتها خمس سنوات، يتنافس فيها 3 مرشحين، بينهم الرئيس الحالي قيس سعيّد. ويتنافس على رئاسة البلاد كل من رئيس حركة "عازمون" العياشي زمال الموجود في السجن والذي يحمل الرقم 1 على ورقة الاقتراع، والأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي الذي يحمل الرقم 2، والرئيس الحالي قيس سعيّد الذي يحمل الرقم 3 على ورقة الاقتراع.
ومن المنتظر إعلان النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية مساء غد الاثنين، وفق ما صرح به الناطق الرسمي للهيئة العليا المستقلة للانتخابات محمد التليلي المنصري لوكالة الأنباء التونسية (وات)، السبت.
ويقدَّر عدد الناخبين المسجلين في السجل الانتخابي بتسعة ملايين و753 ألفاً و217، وتبلغ نسبة الإناث منهم 50.4% ونسبة الذكور 49.6%. وتبلغ نسبة الناخبين الشباب بأعمار أقل من 35 سنة 23.6%. وبالنسبة إلى الخارج، يبلغ عدد الناخبين التونسيين 642 ألفاً و810 ناخبين، وهو ما يمثل 6.6% من الناخبين، ومن بينهم 300 ألف ناخب جديد في إطار التسجيل الآلي.
وأكد حسان مقدمي، وهو رئيس أحد مراكز الاقتراع، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "كافة المكاتب جاهزة لاستقبال الناخبين الذين توافدوا منذ الصباح الباكر"، مبيناً أن "فتح المركز انطلق في موعده المحدد، أي الثامنة صباحاً، إلى غاية السادسة مساءً، وبدأ الاقتراع في أجواء هادئة".
وأضاف مقدمي أن "الأعوان جاهزون، فكل يعرف مهمته، وهم يتوقعون أن يكون الإقبال عادياً"، وحول توافد كبار السن ككل انتخابات، قال إن "هذه الفئة في العادة تصوت باكراً وخلال الساعات القادمة قد تتوافد بقية الفئات".
وبحسب وكالة الأنباء التونسية، فقد جهزت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات 5013 مركز اقتراع في كامل تراب الجمهورية و9669 مكتب اقتراع. ويختلف عدد مراكز الاقتراع حسب كل ولاية، وتضم ولاية صفاقس أكبر عدد لمراكز الاقتراع بـ399 مركزاً، فيما تضم ولاية توزر أقل عدد من المراكز، وهو 61 مركز اقتراع.
ويقع أكبر مركز اقتراع داخل الجمهورية بالوردية، وتحديداً في المدرسة الابتدائية بالوردية، التي بلغ فيها عدد الناخبين المسجلين 16 ألفاً و424 ناخباً مسجلاً و13 مكتب اقتراع. أما أصغر المراكز، فهو يتمثل بخيمة في الأعشاش بتوزر، وهي مخصصة لاستقبال 27 ناخباً، وفيها مكتب اقتراع وحيد.
ونصبت الهيئة العليا للانتخابات 57 خيمة اقتراع بمناسبة الانتخابات الرئاسية لتقريب مراكز الاقتراع من المواطنين، وهي موجودة في ولايات بن عروس وأريانة، والكاف، والمنستير، وصفاقس.
ومنحت الهيئة أكثر من 16 ألف اعتماد لأشخاص، بين صحافيين محليين وأجانب وضيوف وممثلين عن المرشحين وملاحظين من المجتمع المدني، ولكنها أيضاً رفضت اعتماد بعض الجمعيات لملاحظة الانتخابات الرئاسية في تونس، من بينها "مراقبون" و"أنا يقظ"، بسبب ما قالت هيئة الانتخابات إن هناك شبهات بـ"تلقيها تمويلات أجنبية مشبوهة بمبالغ مالية ضخمة".
وسخّرت الهيئة 42 ألف عون للانتخابات الرئاسية، منهم 2000 في الخارج، "تلقوا التكوين اللازم وتتوافر فيهم شروط الاستقلالية والحياد والنزاهة"، وكذلك أعوان المراقبة البالغ عددهم ألف عون، والذين كُلِّفوا مراقبة الحملة الانتخابية ومراكز الاقتراع.