بداية تراشق سياسي بين قادة الأحزاب في الانتخابات الجزائرية.. اتهامات بالتبعية للإخوان وأخرى بالتزوير
اندلع سجال سياسي حاد بين رئيسي حزبين بارزين في الجزائر، في خضم حملة الدعاية للانتخابات البرلمانية المبكرة المقررة في 12 يونيو/ حزيران المقبل، عُد بداية لتراشق أكثر حدة قد يحمله الأسبوع الثاني والأخير من الحملة الانتخابية بين الأحزاب وقوائم المستقلين، على الرغم من وجود ميثاق شرف أخلاقي يمنع الخطابات الحادة.
ورد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أبو الفضل بعجي، على تصريحات رئيس حركة البناء الوطني (إسلامي) عبد القادر بن قرينة، حمّل فيها الجبهة مسؤولية النكبة السياسية والاقتصادية التي انتهت إليها البلاد، واتهم بعجي خلال تجمع انتخابي عقده في منطقة قسنطينة شرقي البلاد، رئيس حركة البناء "باستغلال الدين الإسلامي بصورة مبتذلة، واستخدام وتر الجهوية في الخطاب الانتخابي، لاستقطاب الناخبين".
وقال بعجي في إشارة إلى بن قرينة، إن "هناك رئيس حزب لا أذكر اسمه، يسعى إلى استغلال الدين الإسلامي بصورة مبتذلة، من خلال الصلاة على قارعة الطرق، بينما جبهة التحرير عندما كانت في الحكم لم تستغل الإسلام، بل نظمت منتدى الفكر الإسلامي"، وهي مؤتمرات إسلامية بدأ انعقادها في الثمانينيات، وكان يحضرها كبار العلماء والمفكرين المسلمين من الدول كافة، وأضاف: "هذا السياسي تهجّم على جبهة التحرير، هل هذه الأخلاق سياسية، وهل بهذا الخطاب يريدون تعويض جبهة التحرير في الحكم؟".
وانتقد بعجي تصريحات بن قرينة التي تهجّم فيها على جبهة التحرير، وقال: "جبهة التحرير عزة الماضي والحاضر والمستقبل، وليس جمع الحشود، كما أن ولاءها الأول والأخير للجزائر، ولا تتبع تنظيماً عالمياً"، في إشارة منه إلى تبعية حركة البناء الوطني لتنظيم الإخوان المسلمين، وقال: "رئيس هذا الحزب ينشر العنصرية بتهجمه على منطقة عزيزة علينا، وهي منطقة القبائل، يجب محاربة هذه الخطابات والأفكار العنصرية، ولا بد من الوحدة، فهو يمارس الفتنة خدمة لمخطط أجنبي"، مشيراً إلى أن ذلك يُعَد خرقاً واضحاً لميثاق أخلاقيات الحملة الانتخابية الموقع عليه".
وكان رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة، قد هاجم حزب جبهة التحرير، واعتبر أن الحزب التاريخي الذي كان يحكم البلاد قبل إقرار التعددية السياسية عقب مظاهرات أكتوبر/تشرين الأول 1988، يتحمل المسؤولية في المشكلات والأزمات التي عرفتها البلاد، مشيراً إلى أن جبهة التحرير لم يكن لها أي دخل في إرساء قواعد التعليم والصحة المجانية غداة الاستقلال البلاد في يوليو/ تموز 1962، وذكر أن "الطابع الاجتماعي للدولة الجزائرية مكسب ثوري، تضمّنه بيان اندلاع الثورة في الأول نوفمبر/ تشرين الثاني 1954"، وأكد بن قرينة أن جبهة التحرير وأحزاب السلطة كانت المستفيد الأول من تزوير الانتخابات في زمن حكم من يصفه بـ"العصابة"، وهو وصف يستخدم للإشارة إلى فترة حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
ويفتح هذا السجال السياسي والانتخابي الباب أمام تراشق بين مزيد من قادة الأحزاب السياسية، خاصة أن الحملة الانتخابية تدخل أسبوعها الثاني والأخير، الذي يوصف بالحاسم، حيث يتوقع أن تشتد المنافسة الانتخابية، ما قد يدفع قادة الأحزاب والمرشحين إلى الجنوح نحو استخدام خطاب حاد ومهاجمة الخصوم والمنافسين، على الرغم من توقيع مجموع الأحزاب والمرشحين، عشية بدء الحملة الانتخابية، ميثاق شرف انتخابياً، يتضمن التزامات بعدم التراشق أو استخدام خطابات حادة، أو تتضمن عبارات مسيئة.