استمع إلى الملخص
- ينس ستولتنبرغ، أمين عام حلف الناتو، أكد حق أوكرانيا في مهاجمة أهداف عسكرية روسية دفاعًا عن نفسها، فيما أعرب الرئيس الأوكراني عن أمله في الحصول على دعم عسكري فرنسي.
- الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن سيطرة موسكو على 47 بلدة وقرية أوكرانية، بينما تواجه أوكرانيا تحديات بسبب نقص العديد والعتاد وتأخر المساعدات الغربية، مما يفاقم الأزمة الإنسانية.
أبلغت المفوضية الأوروبية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة، بأن أوكرانيا ومولدوفا استوفتا كل المعايير اللازمة لبدء مفاوضات الانضمام إلى التكتل، وفق ما قال مسؤولون. وتضغط دول أوروبية على التكتل الذي يضم 27 دولة لبدء المفاوضات رسمياً في 25 يونيو/ حزيران، بعدما اتخذ القادة قرار إطلاق محادثات عضوية البلدين في الاتحاد الأوروبي في ديسمبر/ كانون الأول، لكن معارضة المجر التي تربطها علاقات جيدة بروسيا، تهدد بعرقلة هذه الخطوة التي تتطلب تأييداً بالإجماع من الدول الأعضاء.
وكانت المفوضية الأوروبية طلبت من أوكرانيا ومولدوفا استكمال سلسلة من الإصلاحات قبل بدء المفاوضات. وفي إحاطة لسفراء الاتحاد الأوروبي، قالت المفوضية إن كييف استوفت المتطلبات، بما فيها الجهود الرامية إلى الحد من نفوذ الأوليغارش، وضمان حقوق الأقليات الإثنية بشكل أفضل. وقالت ناطقة باسم المفوضية "نعتبر أن البلدين نفّذا كل الخطوات" اللازمة، مضيفة: "الآن، أصبح القرار بأيدي الدول الأعضاء".
ستولتنبرغ: لأوكرانيا الحق في مهاجمة أهداف عسكرية في روسيا
وتقدّمت أوكرانيا ومولدوفا بطلب الانضمام الى الاتحاد الأوروبي بعد بدء روسيا غزوها في فبراير/ شباط 2022. إلى ذلك، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ خلال زيارة إلى السويد، اليوم الجمعة، أن أوكرانيا لها الحق في مهاجمة أهداف عسكرية مشروعة في روسيا من أجل الدفاع عن نفسها وفقاً للقانون الدولي. وأضاف ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون في قاعدة عسكرية قرب استوكهولم، "لأوكرانيا الحق في الدفاع عن نفسها... إن الحق في الدفاع عن النفس يشمل أيضاً الحق في ضرب أهداف عسكرية مشروعة على أراضي الطرف المهاجم المعتدي، في هذه الحالة روسيا".
ولفت ستولتنبرغ إلى أن "هذه حرب هجومية بدأتها روسيا ضد أوكرانيا، الدولة المجاورة المسالمة والديمقراطية، التي لم تشكل في أي وقت من الأوقات تهديداً لروسيا". وأضاف "ليس هناك شك في أن أوكرانيا لها الحق في ضرب أهداف على الأراضي الروسية".
زيلينكسي: نأمل في رؤية طائرات حربية فرنسية في سماء أوكرانيا
من جهته، أمل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رؤية طائرات حربية فرنسية في سماء أوكرانيا، في تعليقات جاءت بعد قليل من إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون أن باريس تعتزم تزويد كييف بطائرات مقاتلة من طراز ميراج (2000-5). وعبّر زيلينسكي عدة مرات عن خيبة أمله إزاء المدة التي يستغرقها الحلفاء الغربيون لاتخاذ قرارات هامة في ما يتعلق بالدعم العسكري لأوكرانيا في حربها ضد القوات الروسية.
وقال زيلينسكي لمشرعين فرنسيين "أثق في أن سماء أوكرانيا سترى يوماً ما الطائرات نفسها التي رأيناها في سماء نورماندي بالأمس"، في إشارة إلى احتفالات الذكرى الثمانين ليوم الإنزال في نورماندي أمس الخميس. وأضاف زيلينسكي: "طائراتكم المقاتلة الفذة تحت قيادة الطيارين الأوكرانيين ستثبت أن أوروبا أقوى من الشر الذي تجرأ على تهديدها".
وطائرة ميراج (2000-5) هي مقاتلة متعددة المهام بمحرك واحد. وتهدف فرنسا إلى إحلال أسطولها الحالي من طائرات ميراج بطائرات رافال بحلول 2030، لكنها تأمل أيضاً في إقناع دول أخرى تمتلك طائرات ميراج بتزويد أوكرانيا بها. سياسياً أيضاً، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن لزيلينسكي خلال محادثات بينهما في العاصمة الفرنسية باريس، أن واشنطن "لن تنسحب" بعيداً عن الأزمة التي تواجهها أوكرانيا بسبب الحرب مع روسيا.
شركة أسلحة فرنسية ألمانية تفتح فرعاً لها في أوكرانيا
وفي السياق، أضفت شركة الأسلحة الفرنسية الألمانية "كي ان دي اس" التي تصنع مدافع قيصر خاصة، الطابع الرسمي على إنشاء فرع تابع لها في أوكرانيا أثناء وجود زيلينسكي في باريس. وقالت الشركة لفرانس برس إن شركتها الفرعية ستقوم بإنتاج معدات عسكرية وذخائر على الأراضي الأوكرانية، بحسب ما أعلن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو ونظيره الألماني بوريس بيستوريوس في نهاية مارس/ آذار.
ووقع ممثلون عن "كي ان دي اس-فرنسا" وعن شركة "اي ان ام اي كي" الأوكرانية على خطابي نوايا، أحدهما يتعلّق بإنشاء مركز صيانة لمدافع قيصر، والثاني يتعلّق بالطباعة ثلاثية الأبعاد لقطع الغيار. كذلك، تمّ إضفاء الطابع الرسمي على عقد لنقل الإنتاج المرخّص لقذائف عيار 155 مليمتراً إلى الأراضي الأوكرانية. وقال وزير الدفاع الفرنسي إنّ "الحاجة الأكثر إلحاحاً تتعلّق بتوفير قطع غيار على الأراضي الأوكرانية".
بوتين: سيطرنا على 47 بلدة في أوكرانيا منذ بداية العام
ميدانياً، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم، أن موسكو سيطرت على 47 بلدة وقرية أوكرانية منذ بداية العام 2024. وصرّح بوتين أمام الحاضرين في المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبرغ "منذ بداية هذا العام وحده، أعتقد أنه تم تحرير 47 بلدة". وأحرز الجيش الروسي تقدماً في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا في الأشهر الأخيرة. وفي الشمال بمنطقة خاركيف، بدأ هجوماً في العاشر من مايو/ أيار، من دون أن يحقق اختراقاً حتى الآن. ويعاني الجيش الأوكراني نقصاً في العديد والعتاد، خصوصاً بسبب تأخر تسليم المساعدات العسكرية الغربية.
وفي حضور مسؤولين اقتصاديين روس وبعض الضيوف الغربيين، أكد بوتين الجمعة أن "أكثر من 160 ألف شخص" انخرطوا في الجيش الروسي منذ الأول من يناير/ كانون الثاني 2024 للقتال على الجبهة الأوكرانية. وتتم حملات التجنيد خصوصاً عبر شبكات التواصل الاجتماعي والإعلانات في الشوارع، مع وعود بظروف أفضل للمجندين الجدد.
وفي سبتمبر/ أيلول 2022، اضطرت السلطات الروسية، في ظل الخسائر التي تكبدتها في الجبهة، إلى القيام بتعبئة جزئية لعناصر الاحتياط، الأمر الذي أتاح تجنيد ما لا يقل عن 300 ألف شخص، خصوصاً في المناطق النائية، لكن هذا القرار أدى إلى فرار مئات آلاف الروس خارج البلاد، علماً أن قسماً منهم عاد. وأوضح بوتين اليوم، أن السلطات الروسية "لا تعتزم" إطلاق حملة تعبئة جديدة.
ويأتي هذا في وقت أعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على قرية باراسكوفييفكا في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، حيث تحقق القوات الروسية تقدماً في مواجهة الجيش الأوكراني. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان اليوم "خلال الأسبوع الماضي، حسّنت وحدات من المجموعة الجنوبية مواقعها على طول خط المواجهة وحررت بلدة باراسكوفييفكا". وتقع هذه البلدة على مسافة نحو 25 كيلومتراً جنوب غربي مدينة دونيتسك، عاصمة المنطقة التي أعلنت موسكو ضمها في العام 2022.
وفي وقت سابق، أعلن مسؤولون روس أن هجوماً صاروخياً على مدينة لوغانسك التي تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا الجمعة، أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة أكثر من 30 آخرين. وقالت وزارة الحالات الطارئة "للأسف قتل ثلاثة أشخاص"، وتمكّن المسعفون من انتشال سبعة ناجين من تحت الأنقاض.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن أوكرانيا "أطلقت عمداً خمسة صواريخ ATACMS أميركية الصنع على مناطق سكنية في مدينة لوغانسك". وأضافت "أسقطت الدفاعات الجوية الروسية أربعة صواريخ أميركية. أصاب صاروخ مبنيَين". أما أوكرانيا، فتشهد انقطاعاً في التيار الكهربائي، فيما غرقت هذا الأسبوع أجزاء من العاصمة كييف والعديد من المناطق في الظلام، بسبب القصف الروسي المتواصل على البنى التحتية للطاقة.
ارتفاع عدد القتلى المدنيين في أوكرانيا بحِدّة
إلى ذلك، قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، إن عدد القتلى من المدنيين في أوكرانيا ارتفع بحِدّة الشهر الماضي إلى 174، ليصل إلى أعلى مستوى في عام تقريباً، مع زيادة الهجمات بالصواريخ والقنابل على المناطق المأهولة بالسكان حول خاركيف. وأعداد مايو/ أيار أعلى بنسبة 31 % مقارنة بإبريل/ نيسان، والأعلى منذ يونيو/ حزيران 2023، وفقاً لبيانات بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا.
وذكر التقرير أن الهجمات تستهدف أحياناً البنية التحتية المدنية مثل هجوم على مركز تسوق في 25 مايو أيار أسفر عن مقتل 19 مدنياً. وأشار التقرير إلى هجمات أخرى أسفرت عن سقوط قتلى في الشهر الماضي على مركز ترفيهي، ودار طباعة، وبناية سكنية متعددة الطوابق. وقالت رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا دانييل بيل "تبرز الهجمات على مركز تجاري ودار طباعة في مدينة خاركيف حجم الخطر على المدنيين خلال الأنشطة اليومية، إذ يمكن أن ينجم عن مهام عادية مثل شراء مؤن لترميم منازل متضررة سقوط قتلى وفقد أحبة".
(رويترز، فرانس برس)