أعلنت الحكومة البريطانية، اليوم الثلاثاء، عن رفع مستوى التهديد الإرهابي في أيرلندا الشمالية من "مهم" إلى "خطر"، قبيل زيارة متوقعة للرئيس الأميركي، جو بايدن، للاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لاتفاق السلام.
بإعلانها عن ارتفاع مستوى التهديد الذي قرره مكتب الأمن الداخلي، تؤكد الحكومة البريطانية "زيادة مستوى النشاط الإرهابي"، في إشارة إلى محاولة اغتيال شرطي مؤخراً.
ويعتبر هذا المستوى أن الهجوم "محتمل جداً"، بحسب بيان للوزير البريطاني لشؤون أيرلندا الشمالية كريس هيتون هاريس، مشددًا على أن السكان يجب أن يبقوا "يقظين" دون "قلق".
وأضاف "خلال السنوات الـ25 الماضية، تحولت أيرلندا الشمالية إلى مجتمع مسالم ... ومع ذلك لا يزال عدد قليل من الناس مصممين على إلحاق الضرر بالسكان من خلال أعمال عنف ذات دوافع سياسية".
يشير بذلك إلى محاولة قتل الشرطي جون كالدويل الذي أطلق عليه رجلان النار عدة مرات في 22 فبراير/ شباط، عندما كان يقوم بتدريب أطفال على كرة القدم في بلدة أوماغ (وسط).
وقع هذا الهجوم الذي أدانه جميع القادة السياسيين في المقاطعة البريطانية، قبيل الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لاتفاق السلام الموقع في 10 إبريل/ نيسان 1998، بعد ثلاثة عقود من الاقتتال الذي خلف 3500 قتيل.
وتشتبه الشرطة بضلوع "الجيش الجمهوري الأيرلندي الجديد"، وهو مجموعة منشقة تبنت هجومين في السنوات الأخيرة. في إبريل/ نيسان 2021، تم زرع عبوة ناسفة تحت سيارة شرطية أمام منزلها.
تمر المقاطعة بلحظة سياسية حساسة، إذ توصلت لندن وبروكسل أخيراً إلى اتفاق بشأن ترتيبات ما بعد بريكست، إلا أن الهيئات السياسية المحلية لا تزال معطلة بسبب مقاطعة "الحزب الاتحادي الديمقراطي".
وكان رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، يأمل في حل الخلاف مع "الحزب الاتحادي الديمقراطي" قبل منتصف شهر إبريل/نيسان المقبل، موعد الذكرى الخامسة والعشرين لاتفاقية السلام "الجمعة العظيمة"، والتي من المفترض أن يحضرها بايدن، إلى جانب شخصيات سياسية بارزة مثل الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وزوجته هيلاري.
وألغى اتفاق "الجمعة العظيمة"، السيادة البريطانية على كامل الجزيرة الأيرلندية، وأيّد حق جميع سكان أيرلندا الشمالية في حمل جنسيات أيرلندية أو بريطانية، والعودة إلى الشعب في أي خطوات تُتخذ بشأن مستقبل أيرلندا.
(فرانس برس، العربي الجديد)