أعلن برلماني من حزب "العمال" البريطاني، صباح اليوم الجمعة، انسحابه من عضوية الحزب، ليكون النائب البريطاني التاسع الذي يتنحى عن الحزب الذي يتزعمه جيريمي كوربن.
وقال النائب إيان أوستن، إن تنحّيه جاء بسبب اعتراضه على طريقة إدارة الحزب لمسألة "معاداة السامية".
وأوضح النائب المستقيل في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن خطوته تأتي على خلفية فشل حزب المعارضة الرئيسي في معالجة "معاداة السامية"، ولأنه أصبح "فرقة ضيقة" تحت قيادة كوربن.
وحول إمكانية انضمامه للمجموعة البرلمانية المستقلة، قال أوستن "أعتقد أن حزب العمال معطوب والوضع بحاجة إلى تغيير بكل وضوح، ولكن اليوم ليس الوقت المناسب، ولم أتحدث معهم حيال ذلك." وخلافاً لبقية أعضاء المجموعة، أوستن من مؤيدي "بريكست"، وهو من بين ثلاثة نواب عن العمال ممن يدعمون اتفاق ماي.
وكان أوستن، وهو ابن بالتبني لعائلة لاجئين يهودية، ونائب في البرلمان البريطاني منذ عام 2005، قد هاجم كوربن مرات عديدة على خلفية ما وصفه بمعاداة السامية. ورأى أن حزب العمال تغير كثيراً في ظلّ زعامة الأخير.
من جهته، علّق متحدث باسم "العمال" على الاستقالة بقوله "نأسف لمغادرة إيان أوستن الحزب. لقد تم انتخابه كنائب عن العمال، ولذلك فإن الخطوة الديمقراطية تكون في استقالته من منصبه وإفساح المجال أمام الناخبين في منطقة دودلي لاختيار من يمثلهم".
وكان مكتب كوربن قد تلقى تحذيرات من استعداد العشرات من نواب الحزب للاستقالة، أو الانضمام إلى المجموعة المستقلة، ما لم يدعم خطة تهدف إلى وضع اتفاق ماي لـ"بريكست" على سكة استفتاء ثانٍ.
ويأتي ذلك في إطار الضغط على زعامة "العمال" لدعم مقترح تقدم به نائبان عن الحزب يقوم فيه بدعم تشريع يوافق على اتفاق ماي لـ"بريكست" مقابل طرح الاتفاق على استفتاء شعبي. وفي حال رفض البريطانيين لصفقة ماي، فيجب على الحكومة حينها إلغاء "بريكست".
ويرى داعمو هذا المقترح وجود دعم له أيضاً بين نواب المحافظين المعتدلين، ولكن كي يحصل على فرصة حقيقية للنجاح في البرلمان، فهو بحاجة لتبني زعامة "العمال" له. وتعد هذه الخطة عملياً اختباراً لمدى التزام كوربن بالسعي وراء استفتاء ثانٍ على "بريكست". وفي حال رفضه دعم هذا المقترح، فإن موجة أخرى من النواب العماليين ستتجه للاستقالة، والانضمام إلى المجموعة المستقلة.
إلا أن صحيفة الغارديان نقلت عن مصادرها داخل الحزب ليونة في موقف كوربن من الاستفتاء الثاني في مسعى منه لوقف موجة الاستقالات، وبضغط من قيادات حزبية، مثل وزير "بريكست" في حكومة الظل العمالية، كير ستارمر.
ونقلت الصحيفة تفاصيل عن اجتماع زعامة العمال حول "بريكست" الأسبوع الحالي، حيث دافع ستارمر عن المقترح المذكور، والذي تقدم به بيتر كايل وفيل ويلسون. وينال المقترح أيضاً دعم وزيرة الداخلية في الحكومة المعارضة ديان آبوت، رغم تحفظها على بعض نقاطها.
وكان سبعة نواب في البرلمان البريطاني قد أعلنوا في 18 من شهر فبراير/ شباط الحالي استقالتهم من حزب "العمال"، وانضمامهم إلى صفوف المستقلين، اعتراضاً على الطريقة التي يدير بها كوربن سياسة الحزب الخاصّة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، وعلى طريقة تعامله مع اتهامات "معاداة السامية"، وذلك في خطوة تمثل أبرز انقسام في حزب "العمال" منذ الانفصال عن "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" في أوائل الثمانينيات.
وفي 20 فبراير/ شباط، أعلنت نائبة أخرى من "العمال" استقالتها، وانضمامها إلى "المجموعة المستقلة".
كذلك، استقالت ثلاث برلمانيات من حزب المحافظين الحاكم، لمعارضتهن طريقة تعاطي الحكومة مع عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي، وانضممن للمجموعة المستقلة.
وفي ظلّ تعقد المشهد السياسي البريطاني، ولا سيما في ما يتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تُطرح الكثير من الفرضيات عمّا يمكن أن يواجهه "العمال" من أزمات داخلية إضافية، قد ينتج عنها مزيد من الانشقاقات والاستقالات.