ما مصير مفاوضات إطلاق النار في لبنان وغزة بعد اغتيال نصر الله؟

29 سبتمبر 2024
وقفة منددة باغتيال نصر الله في صيدا، 28 سبتمبر 2024 (محمد أبو شمة/ الأناضول)
+ الخط -

قالت صحيفة وول ستريت جورنال، السبت، إنّ مسؤولين أميركيين كباراً يبذلون جهوداً لإنقاذ مساعيهم في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني على الحدود، بعد اغتيال أمين عام الحزب حسن نصر الله في ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت. وبحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين كبار، فإنّ اغتيال نصر الله قد يوفر فرصة لإحياء المحادثات بين حزب الله وإسرائيل والتوصل على الأقل إلى وقف مؤقت للقتال، "مع وجود إسرائيل في أقوى موقف لها ضد حزب الله منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتراجع الحزب".

ولم تظهر إسرائيل أي إشارة تدل على توجهها نحو المحادثات، وتواصل التهديد بمواصلة التصعيد في لبنان، بحسب الصحيفة، إذ قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إنّ اغتيال نصر الله كان "شرطاً ضرورياً لتحقيق الأهداف التي وضعناها للحرب"، فيما قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت إنّ اغتيال نصر الله يعد "من أهم عمليات الاغتيال في تاريخ إسرائيل"، متوعداً كل من يشن حرباً على إسرائيل بـ"دفع ثمن باهظ".

وقال مسؤول أميركي كبير، لـ"وول ستريت جورنال"، إنه "من المبكر للغاية أن نقول ما إذا كان اغتيال نصر الله سيساعد أو يعيق مفاوضات وقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة". وأضاف المسؤول "أنه لا توجد أي احتمالات لإجراء محادثات وشيكة، رغم أنّ الاحتمال لا يزال قائماً بأن تستأنف الدبلوماسية بمجرد توقف أكبر في العمليات الإسرائيلية".

"أن بي سي نيوز": قرار اغتيال نصر الله جاء بفعل إصراره على عدم فصل جبهة لبنان عن غزة

إلى ذلك، نقل موقع "أن بي سي نيوز" الأميركي، السبت، عن مسؤول إسرائيلي قوله، إنّ تل أبيب اتخذت قرار اغتيال نصر الله بعد أن خلصت إلى أنه لن يقبل أي حل دبلوماسي لإنهاء القتال على الحدود اللبنانية دون أن يكون مرتبطاً بإنهاء الحرب على غزة، زاعماً أنّ إسرائيل حاولت مراراً وتكراراً التوصل إلى حل دبلوماسي منفصل مع حزب الله منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول، "لكن نصر الله كان مصرّاً على مواصلة إطلاق النار حتى تتوصل إسرائيل إلى اتفاق مع حماس".

وأضاف "لقد رفض (نصر الله) كل الجهود الدبلوماسية، ورفض رسائل بوقف ربط نفسه مع ما يجري في غزة، واستمر في إطلاق النار، وفي الأسابيع أو الأشهر القليلة الماضية، وسّع نطاق وسرعة الهجمات ضد إسرائيل". وتابع "هذا جعلنا نفهم أنه لم يعد بإمكانه أن يكون جزءاً من اللعبة بعد الآن. ونفذنا ضربة دقيقة للغاية مبنية على معلومات استخباراتية ضد مقرّ حزب الله في بيروت، للتأكد من أنّ نصر الله لم يعد بإمكانه أن يكون صانع قرار في المنطقة".

وعندما سُئل عما إذا كانت إسرائيل تعتقد أنّ بديل نصر الله قد يكون أكثر انفتاحاً على الحل الدبلوماسي، أجاب المسؤول أنّ اختيار زعيم حزب الله الجديد الحل الدبلوماسي "هو أمر متروك له، إلا أنّ هذا الخيار ليس النهائي لدى إسرائيل لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم"، مؤكداً أنّ إسرائيل "تمتلك العديد من الأدوات المتاحة لتحقيق أهدافها"، رافضاً التعليق عما إذا كان من الممكن لإسرائيل تحقيق أهدافها دون غزو بري للبنان.