قال مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، ليل أمس الخميس، إنّ بلاده تبذل "جهوداً كبيرة" لتنفيذ الاتفاق الأمني مع إيران المتعلق بتفكيك تجمعات المعارضة الكردية الإيرانية الموجودة على الحدود العراقية الإيرانية في إقليم كردستان العراق.
وأضاف الأعرجي، في تصريح نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أنّ "بغداد تبذل جهوداً كبيرة لتنفيذ بنود الاتفاق الأمني مع إيران"، مشيراً إلى حرص بلاده "الشديد على تعزيز العلاقات بين البلدين الجارين، بما يصب في مصلحة بلدينا وشعبينا ويعزز أمن واستقرار المنطقة".
بغداد تبذل جهوداً كبيرة لتنفيذ بنود الاتفاق الأمني مع إيران، ونؤكد حرصنا الشديد على تعزيز العلاقات بين البلدين الجارين، بما يصب في مصالح بلدينا وشعبينا، ويعزز أمن واستقرار المنطقة.
— قاسم الاعرجي (@qassimalaraji) September 7, 2023
ويأتي كلام الأعرجي بعد يومين من زيارة أجراها وفد أمني عراقي رفيع إلى أربيل على خلفية تهديدات إيرانية بتنفيذ هجمات داخل الأراضي العراقية ضد الأحزاب الكردية المعارضة، والتي تتهمها طهران بالوقوف وراء أعمال عنف داخل الأراضي الإيرانية.
وكانت بغداد وطهران أعلنتا، نهاية الشهر الماضي، توقيع اتفاقية أمنية بين البلدين تقضي بتفكيك معسكرات المعارضة الكردية الإيرانية الموجودة في إقليم كردستان شمال العراق على الحدود مع إيران.
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، وقتها إنّ "العراق وقع اتفاقاً مع إيران ينص على منع تسلل المسلحين وتسليم المطلوبين ونزع السلاح وإزالة المعسكرات وقد نفذ التزامه".
وبدوره أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أنّ "إيران والعراق توصلا إلى اتفاق يلتزم بموجبه العراق بنزع سلاح المسلحين الانفصاليين والجماعات الإرهابية الموجودة على أراضيه، وإغلاق قواعدها، ونقلها إلى أماكن أخرى قبل 19 سبتمبر/ أيلول"، ملوّحاً بأنه "إذا لم ينفذ الاتفاق في موعده، فسنقوم بمسؤولياتنا تجاه الجماعات الإرهابية في كردستان العراق".
وعلى إثر الاتفاق باشرت بغداد بتسريع إجراءات تشكيل قوات حرس حدود جديدة من سكان إقليم كردستان لتنتشر في المنطقة الحدودية، والبحث عن آلية لتسليم المطلوبين الذين نفذوا أعمال عنف داخل إيران ويتواجدون حالياً داخل الأراضي العراقية.
آلية تنفيذ الاتفاق
وحتى الآن لم تكشف بغداد أو أربيل عن آلية تنفيذ الاتفاق، خاصة وأن أعداد المعارضين الإيرانيين الموجودين على الأراضي العراقية يصل إلى أكثر من 20 ألف شخص بمن فيهم عائلات المعارضين، كما أن فترة تنفيذ الاتفاق قصيرة جداً بحيث لم يتبق أكثر من ثلاث أسابيع.
وقال مسؤول عراقي بارز في بغداد، لـ"العربي الجديد" إنّ الخطوة الأولى ستكون نشر قوات على الحدود تكون تحت إمرة بغداد حصراً وتعمل على منع التسلل إلى إيران أو العكس، كما ستتولى عملية منع أي أنشطة مسلحة لجماعات المعارضة الموجودة داخل العراق.
وأكد المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أنّ مسألة إيجاد مكان آخر لهم بعيد عن حدود إيران هو البند الأكثر تعقيداً، كون الموجودين أغلبهم تحت حماية الأمم المتحدة، والعراق ملتزم باتفاقيات عديدة في هذا الإطار، مشدداً على أن تنفيذ الاتفاق بالكامل سيأخذ وقتاً أطول من المتوقع، لكن العراق جاد في حسم الملف لمنع أي هجمات إيرانية أخرى.
وتستهدف الهجمات الإيرانية المتكررة بلدات ومناطق حدودية عراقية في إقليم كردستان، تقول طهران إنها تؤوي مجموعات كردية تصنفها "إرهابية"، من أبرزها الحزب "الديمقراطي الكردستاني الإيراني" (حدكا)، وحزب "كوملة" الكردي اليساري، وحزب "الحياة الحرة" (بيجاك)، إضافة إلى منظمة "خبات" القومية الكردية.
وتنشط هذه القوى والأحزاب في مناطق وبلدات الشريط العراقي الإيراني الحدودي، وهي مناطق ذات تضاريس صعبة، أبرزها مناطق جبال وقرى جومان، وسيدكان، وسوران، وسيد صادق، وخليفان، وبالكايتي وقنديل وكويسنجق وحلبجة ورانيا ضمن إقليم كردستان العراق، شمالي أربيل وشرقي السليمانية.
وتوجه إيران اتهامات لأطراف داخل إقليم كردستان بأنها توفر دعماً غير مباشر للأحزاب والجماعات الكردية المعارضة من باب التعاطف القومي الكردي.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول الماضيين، نفذ الحرس الثوري الإيراني هجمات جوية وصاروخية ومدفعية واسعة، استهدفت مقرات ومواقع مختلفة لجماعات إيرانية كردية معارضة، شرقي السليمانية وشمال غربي أربيل، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من أعضاء تلك الجماعات بالإضافة إلى مواطنين عراقيين، عدا عن وقوع خسائر مادية بممتلكات عامة وخاصة في تلك المناطق.