بكين تتطلع إلى انضمام باكستان لمجموعة "بريكس"

23 سبتمبر 2024
أثناء اجتماع عقده ممثلو مجموعة بريكس في روسيا، 11 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- دعم روسيا لانضمام باكستان إلى مجموعة "بريكس" يثير جدلاً حول تأثيره على التوازنات السياسية بين الهند والصين داخل المجموعة، حيث تعتبر الصين الهند منافساً متنامياً.
- انضمام باكستان المحتمل يعزز نفوذ الصين داخل "بريكس"، مما يدفع بأجنداتها بدعم عضو إضافي، وهو ما تدعمه موسكو.
- الهند قد تعارض توسع "بريكس" مستقبلاً، نظراً للمعايير الصارمة للعضوية والعلاقات الودية المطلوبة بين الأعضاء الحاليين.

أثار دعم روسيا لانضمام باكستان إلى مجموعة "بريكس" جدلاً حول موقف الهند من الخطوة، وتأثيرها المحتمل على التوازنات السياسية داخل المجموعة خاصة بين نيودلهي وبكين. واعتبرت وسائل إعلام صينية دخول باكستان المحتمل إلى المجموعة خطوة جيدة بالنسبة للصين على حساب الهند، من شأنها أن تعزز من نفوذها بشكل أكبر.

وترى الصين الهند منافساً متنامياً في الكتلة، وبالتالي مع انضمام باكستان، ستحاول بكين عرقلة مواقف نيودلهي بصفتها مدافعة عن "مصالح الجنوب العالمي". وكانت موسكو قد أعلنت الأسبوع الماضي، أنها ستدعم مساعي باكستان للانضمام إلى المجموعة. حيث قال نائب رئيس الوزراء الروسي أليكسي أوفرشوك، في مؤتمر صحافي في إسلام آباد يوم الأربعاء عقب محادثاته مع وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار: "نحن سعداء بأن باكستان تقدمت بطلب للانضمام إلى مجموعة بريكس، وسوف ندعم ذلك".

وقالت صحيفة ساوث تشاينا مورنيغ بوست، اليوم الاثنين، إن دعم روسيا لهذه الخطوة يعني أن إسلام أباد ستكون جزءا من واحدة من أكبر مجموعات التعاون الاقتصادي الناشئة، وهو ما يعني أن الصين سوف تتمتع أيضا بمزيد من النفوذ لدفع أجنداتها داخل المجموعة بدعم عضو إضافي. ولفتت إلى أن بكين بدأت عملية توسيع مجموعة بريكس عندما تولت رئاسة المجموعة في عام 2022، وهي الخطوة التي تدعمها موسكو.

وأضافت الصحيفة أنه قد يكون لهذه الخطوة العديد من التداعيات، موضحة أن "بريكس" كانت في كثير من الأحيان كتلة تركز على الصين، وكثيراً ما كانت تسعى في المقام الأول إلى تحقيق أجندات معادية للولايات المتحدة. وخلال السنوات الأخيرة، كانت هناك معركة ناشئة بين الهند والصين حول الاتجاه المستقبلي للمجموعة وما إذا كان ينبغي أن تكون وسيلة للدفاع عن الجنوب العالمي أو وسيلة لملاحقة أجندات مناهضة للولايات المتحدة.

ونقلت الصحيفة الصينية، عن أبيشيك شارما، الباحث المساعد في برنامج الدراسات الاستراتيجية في مؤسسة أوبزرفر للأبحاث، وهي مؤسسة بحثية مقرها نيودلهي، قوله: "إنه من غير المرجح أن تدعم الهند المزيد من توسع مجموعة بريكس في السنوات القادمة، فضلاً عن أنه سيكون من الصعب على باكستان التأهل للعضوية نظراً للمعايير والإجراءات والقواعد الصارمة المعمول بها داخل المجموعة".

ولفت إلى أن أي عضو جديد في مجموعة بريكس يجب أن تكون لديه علاقات ودية مع جميع الأعضاء الحاليين أو تجارة كبيرة مع الدول الأعضاء. أيضاً أشار إلى أن الهند تنظر إلى مجموعة بريكس الحالية باعتبارها علامة تجارية تمثل اهتمامات العالم النامي ونموذجا للنظام متعدد الأطراف.

ومجموعة بريكس منظمة حكومية دولية تهدف إلى موازنة المؤسسات التي يهيمن عليها الغرب، أنشئت في عام 2006 بمشاركة البرازيل وروسيا والهند والصين كأعضاء مؤسسين. وانضمت جنوب أفريقيا إليها في العام 2010، بينما حصلت مصر وإيران والإمارات والسعودية وإثيوبيا على العضوية الكاملة في الأول من يناير/ كانون الثاني الماضي. وفي نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي، تقدمت باكستان بطلب للانضمام إلى المجموعة، وهو أمر سيكون مطروحاً على جدول أعمال القمة السادسة عشرة التي ستعقد في قازان عاصمة جمهورية تتارستان الروسية في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

المساهمون