أعلنت بلجيكا أنها ستدعم بشكل كامل القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا، والتي تتهم إسرائيل بارتكاب "جرائم إبادة جماعية"، إذا قررت محكمة العدل الدولية وقف الحرب على غزة.
وقالت وزيرة التعاون التنموي كارولين جينيز، على حسابها في منصة "إكس": "تؤكد بلجيكا من جديد دعمها الكامل للقضية أمام محكمة العدل الدولية. وإذا طلبت المحكمة من إسرائيل وقف عمليتها العسكرية ضد غزة، فإن بلادنا ستدعمها بشكل كامل".
وقالت الوزيرة البلجيكية: "بلادنا تتحمل مسؤوليتها تجاه حقوق الإنسان والقانون الإنساني".
وتعهدت جينيز بمواصلة الالتزام في تحقيق هدف ضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل كامل في أقرب وقت ممكن، على كافة المستويات".
كما أكدت أنّ بلادها ستواصل السعي داخل الاتحاد الأوروبي وعلى المستوى الدولي، من أجل وقف دائم لإطلاق النار، ووصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل، والإفراج عن الأسرى، والامتثال للقانون الدولي وحل الدولتين.
وتواجه إسرائيل قضية "إبادة جماعية" رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي في 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بسبب جرائمها في غزة، والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها انتهاك للقوانين الدولية، ومع ذلك، تنفي تل أبيب تلك الاتهامات.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى السبت 24 ألفاً و927 شهيداً، و62 ألفاً و388 مصاباً، وكارثة إنسانية وصحية، وتسببت في نزوح نحو 1.9 مليون شخص، أي أكثر من 85% من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.
وأمس الجمعة، أعلن 29 ممثلاً عالمياً عن دعمهم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، عبر تلاوتهم الاتهامات الموجهة لسلطات الاحتلال في جلسات المحكمة، ونشرها في "يوتيوب".
ومن بين المشاهير الذين أعادوا قراءة لائحة الاتهامات الموجهة إلى إسرائيل ممثلو مسلسل "التاج" خالد عبد الله وتوبياس مينزيس، وممثلو مسلسل "صراع العروش" تشارلز دانس وكاريس فان هوتن ولينا هيدي.
واختتمت محكمة العدل الدولية جلسات الاستماع العلنية المنعقدة يومي 11 و12 يناير/ كانون الثاني الحالي، بشأن الشكوى التي قدمتها جنوب أفريقيا بحق إسرائيل، والمتعلقة بانتهاك الأخيرة تطبيق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها خلال حربها على قطاع غزة.
وأعلنت المحكمة بدء مداولاتها، وسيصدر قرارها في جلسة علنية يُعلن عن موعدها في الوقت المناسب.
وشكلت جلسات محكمة العدل الدولية في لاهاي، حدثاً تاريخياً بالنسبة للفلسطينيين والعرب وداعمي القضية الفلسطينيّة حول العالم، وأيضاً بالنسبة لإسرائيل التي تمثل أمام المحكمة لأول مرة بتهمة الإبادة الجماعية.
وتُمثل الخطوة التي قامت بها جنوب أفريقيا بالنسبة للكثيرين امتحاناً للعالم ومؤسساته الدولية لوقف حرب الإبادة المستمرة في غزة، ولمدى إمكانية الالتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية على أرض الواقع عندما يتعلق الأمر بفلسطين.
(الأناضول، العربي الجديد)