تحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوم الخميس، عن إحراز "تقدم جيد" بمفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان، قائلاً للصحافيين: "بناءً على زيارتي الأخيرة للمنطقة، والعمل الجاري الآن، فقد حققنا تقدماً جيداً في تلك التفاهمات". وأضاف: "من المهم التأكد من وجود فهم واضح، سواء من لبنان أو من إسرائيل، لما هو مطلوب بموجب القرار 1701 لضمان تنفيذه الفعال". وأكد أنه على الرغم من تحقيق تقدم جيد، ما زال يتعين القيام بمزيد من العمل.
وزار مبعوثا الرئيس الأميركي جو بايدن الكبيران، عاموس هوكشتاين وبريت ماكغورك، تل أبيب، اليوم الخميس، لمحاولة إبرام الاتفاق، فيما يستبعد مسؤولون إسرائيليون التوصّل إلى تسوية قبل موعد الانتخابات الأميركية التي تجري الأسبوع المقبل، في 5 نوفمبر/تشرين الثاني، لكن إسرائيل تتمسك بشروط غير واقعية تتجاوز القرار 1701 الذي أنهى عدوان 2006.
وبحسب مسودة مقترح الهدنة الحالي، فإن الاتفاق يسمح لجيش الاحتلال بضرب لبنان خلال فترة انتقالية مدتها 60 يوماً رداً على "التهديدات الوشيكة". وتنص مسودة مقترح الهدنة على تطبيق الاتفاق وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي أنهى حرب 2006. وتدعو مسودة المقترح إسرائيل إلى سحب قواتها من لبنان بعد أسبوع واحد، وبعد ذلك الوقت تنتشر القوات المسلحة اللبنانية في الجنوب للمساعدة في تفكيك البنية التحتية العسكرية المرتبطة بحزب الله. لكن مقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قالوا لـ"وول ستريت جورنال" إنهم لا يتوقعون التوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الأميركية.
وكانت أوساط حكومية قد أكدت لـ"العربي الجديد"، مساء اليوم الخميس، أن لبنان "لم يرفض اقتراح الهدنة، وهو لا يزال يطالب بوقف إطلاق النار وإجراء مفاوضات غير مباشرة خلال هذه المدة"، مشيرة إلى أن "هناك شروطاً إسرائيلية لا يمكن القبول بها، فهي ضد المصلحة اللبنانية".
يأتي هذا بعد أن نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الخميس عن مصادرها رفض حزب الله والحكومة اللبنانية لمقترح هدنة بوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً في جنوب لبنان. واتهمت الأوساط دولة الاحتلال الإسرائيلي بالمناورة لكسب الوقت وارتكاب المزيد من المجازر والاعتداءات على لبنان، وأضافت: "إسرائيل تناور وتريد كسب الوقت وترتكب سلسلة مجازر للضغط على لبنان للقبول بشروطها، لكن ذلك لن يحصل وما زلنا متأملين أن نتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار"، مؤكدة أن "لبنان متمسك بالقرار 1701 بمندرجاته كافة، ووقف إطلاق النار يجب أن يتم من الطرفين".
وكانت وول ستريت جورنال قد قالت إن الحكومة اللبنانية لا تريد إسقاط الاتفاق علناً لأنّ الوثيقة تتيح مساحة لمواصلة المفاوضات التي قد تنهي الحرب في نهاية المطاف، وبحسب الصحيفة، من المتوقع أن يكون اقتراح الهدنة جزءاً من المناقشات التي يقودها كبار المسؤولين الأميركيين الذين سافروا إلى المنطقة هذا الأسبوع، محاولة من قبل الإدارة الأميركية لإنهاء الحرب في كل من غزة ولبنان، وفعلاً وصل اليوم المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين إلى تل أبيب والتقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ولكن مراسل موقع أكسيوس كشف هذا المساء أن هوكشتاين سيعود مباشرة إلى واشنطن، ولن يزور بيروت.
(رويترز، العربي الجديد)