أقرّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بالأثر العاطفي الذي تركته الحرب في غزة على موظفيه، وسط تقارير إعلامية أفادت بالتخطيط لعصيان داخل الوزارة احتجاجاً على طريقة تعامل واشنطن مع الصراع.
ووجّه بلينكن رسالة إلى جميع موظفي وزارته، ليل الخميس، أشار فيها إلى الظروف "الصعبة" التي تؤثر في السلك الدبلوماسي الأميركي الذي يشعر بعض المنتمين إليه بـ"موجات الخوف والتعصب" التي تولدها الحرب.
وتعهد المسؤولون الأميركيون، وفي مقدمتهم الرئيس جو بايدن وبلينكن بالدعم الثابت لإسرائيل، حيث باركا علناً الهجمات الانتقامية على غزة، التي تضمنت حملة قصف متواصلة على القطاع المكتظ بالسكان.
وأعلن مسؤول واحد على الأقل استقالته في الخارجية الأميركية، احتجاجاً على نهج إدارة بايدن في التعامل مع الأزمة. وأوضح جوش بول على موقع لينكدان أنّ استقالته جاءت بسبب "الخلاف حول السياسة المتعلقة بمساعدتنا الفتاكة المستمرة لإسرائيل".
وأكد مصدر مطلع أنّ رسالة بلينكن لم تكن رداً على التقارير عن حالة إحباط وتمرد داخل الوزارة.
وفي رسالته، وصف بلينكن رحلته الأخيرة إلى منطقة الشرق الأوسط التي شملت تنقله بين إسرائيل والعديد من الدول العربية.
وقال في الرسالة: "أعلم أنه بالنسبة إلى الكثيرين منكم لم يكن الأمر هذه المرة تحدياً على المستوى المهني فحسب، بل على المستوى الشخصي".
وأضاف أن الولايات المتحدة حزينة على خسارة "كل حياة بريئة في هذا النزاع".
وتابع: "لهذا السبب أوضح الرئيس بايدن (...) أنه بينما ندعم بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، فإن كيفية القيام بذلك مهم"، مشيراً إلى ضرورة احترام "المعايير الإنسانية الدولية".
وكتب بلينكن: "دعونا نتأكد أيضاً من الحفاظ على مساحة النقاش والمعارضة التي تجعل سياساتنا ومؤسستنا أفضل، وأن نوسع نطاقها".
وحذّر قائلاً: "أمامنا طريق صعب. خطر حدوث المزيد من الاضطرابات والصراعات أمر حقيقي".
وهذا الأسبوع، ذكر موقع "هافينغتون بوست" أنّ موظفي وزارة الخارجية مستاؤون من السياسة الأميركية حيال النزاع في الشرق الأوسط، حيث أفاد أحدهم للموقع عن "عصيان" يجري التخطيط له في الوزارة.
(فرانس برس)