التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في إسطنبول، اليوم السبت، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إضافة إلى نظيره التركي هاكان فيدان، في إطار جولة تتمحور حول أزمة حرب غزة وتشمل دولاً عربية وإسرائيل.
وجرى اللقاء بين أردوغان وبلينكن في قصر وحيد الدين بإسطنبول، وحضره وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، والسفير الأميركي لدى أنقرة جيفري فليك.
بلينكن: نعمل للحيلولة دون توسع الصراع
وتوجه بلينكن بعد محادثاته في تركيا إلى اليونان، حيث قال بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في خانيا بجزيرة كريت، إنّ الولايات المتحدة تبحث مع حلفائها ما يمكن فعله لحماية المدنيين في قطاع غزة.
وأضاف للصحافيين أنه يريد التأكد من أن دول المنطقة تستخدم العلاقات القائمة لضمان عدم تصعيد الصراع.
وقال "بحثت مع القادة في تركيا ما يمكن أن تقوم به بلادهم بشأن النزاع في الشرق الأوسط، ونعمل على الحيلولة دون توسع الصراع وما يمكن لدول المنطقة فعله بشأن ذلك".
وتابع "نبحث مستقبل غزة مع الشركاء وضرورة وجود حكم فلسطيني فيها مع ضمان عدم تكرار هجوم 7 أكتوبر"، مشدداً على ضرورة وصول المساعدات إلى غزة.
وأكد أنّ تركيا على استعداد لاستخدام علاقاتها ونفوذها مع الأطراف لضمان عدم توسع الصراع في المنطقة.
وأوضح "نعمل للحيلولة دون توسع الصراع على جبهة لبنان وضمان الأمن لسكان شمال إسرائيل"، مضيفاً رداً على سؤال بشأن قصف الضاحية الجنوبية لبيروت "إسرائيل لا تريد توسيع الصراع، لكن لها حق الدفاع عن النفس".
ولفت إلى أنّ هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر "تشكل خطراً على عدد كبير من البلدان في العالم وتؤثر سلباً على الشحن البحري وأسعار السلع".
فيدان يؤكدن لبلينكن ضرورة وقف فوري لإطلاق النار بغزة
وكانت مصادر دبلوماسية تركية قد كشفت لـ"الأناضول"، أنّه في لقاء بلينكن بنظيره فيدان، أكد الأخير للوزير الأميركي على ضرورة إعلان وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وإيصال المساعدات الإنسانية إليه دون انقطاع.
وأفادت المصادر بأنّ الوزيرين تناولا المأساة الإنسانية المتواصلة في غزة.
وخلال اللقاء، لفت فيدان، إلى أن العدوان الإسرائيلي المتزايد يشكل تهديدا للمنطقة بأكملها.
وشدد على ضرورة إعلان وقف فوري لإطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية دون انقطاع إلى غزة.
كما دعا إلى بدء المفاوضات من أجل حل الدولتين في أقرب وقت ممكن.
وعلى صعيد آخر، قال فيدان، لبلينكن، إن أنقرة تنتظر من واشنطن البت في عملية بيع تركيا مقاتلات "إف-16".
وبخصوص عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي (ناتو) أوضح أن القرار النهائي يعود للبرلمان التركي.
وقال مسؤول أميركي، وفقا لوكالة "رويترز"، إن مسؤولين بالولايات المتحدة أبدوا استياءهم حيال إطالة أمد عملية تضييق تركيا على انضمام السويد إلى حلف الأطلسي، لكنهم الآن واثقون من أن أنقرة ستوافق قريبا بعد أن أيدت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي الطلب الشهر الماضي.
وفي سياق منفصل، لفت فيدان، إلى أن تركيا لا ترغب بحدوث توتر في البحر الأسود.
وتطرق إلى الجهود التي تبذلها تركيا لضمان وصول المنتجات الغذائية المنتجة في روسيا وأوكرانيا إلى الأسواق العالمية بشكل آمن.
كما تناول الوزيران، المباحثات بين أذربيجان وأرمينيا، وقضايا إقليمية مثل سورية والعراق.
واستمر اللقاء بين فيدان وبلينكن في قصر وحيد الدين بإسطنبول، قرابة ساعتين.
وأمس الجمعة، وصل بلينكن إلى تركيا في مستهل جولة شرق أوسطية لبحث تطورات الحرب على غزة.
وقال متحدث الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، في تصريح الخميس، إن بلينكن سيناقش عددا من القضايا الحاسمة مع نظرائه على مدى أسبوع في تركيا واليونان والأردن وقطر والإمارات والسعودية وإسرائيل ومصر، والضفة الغربية. وسيوصل بلينكن خلال جولته رسالة مفادها أن واشنطن لا تريد تصعيدا إقليميا للصراع في قطاع غزة.
ويتطلع بلينكن أيضا إلى إحراز تقدم في المحادثات بشأن كيفية حكم غزة في حال حققت إسرائيل هدفها المتمثل في القضاء على حركة حماس. وقال مسؤول أميركي لوكالة "رويترز" إن واشنطن تريد أن تلعب الدول الإقليمية مثل تركيا دورا في إعادة إعمار وحكم غزة وربما الأمن في القطاع الذي تديره حماس منذ عام 2007.
وسيسافر بلينكن، بعد تركيا، إلى جزيرة كريت للقاء رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس. وتنتظر اليونان، العضو في حلف الأطلسي، موافقة الكونغرس الأميركي على بيع طائرات مقاتلة من طراز إف-35.
وصرح وزير الخارجية اليوناني جورج جيرابتريتيس لقناة سكاي التلفزيونية قائلا: "سنناقش هذه المسألة. أعتقد أنه ستكون هناك تطورات إيجابية".
بلينكن يلتقي الصفدي في عمّان الأحد
ومن المقرر أن يلتقي بلينكن بنائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، غداً الأحد، في عمّان، بحسب بيان صادر عن الخارجية الأردنية اليوم السبت.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة إن الصفدي "سيبحث مع نظيره الأميركي الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة نتيجة الحرب الإسرائيلية المستعرة، وسيشدد على ضرورة الوقف الفوري للعدوان وحماية المدنيين وإزالة جميع العقبات التي تضعها إسرائيل أمام وصول المساعدات الإنسانية والطبية بشكل كافٍ ومستدام إلى جميع مناطق غزة".
وأضاف القضاة أن الصفدي سيعيد تأكيد الموقف الأردني الثابت في رفض تهجير الفلسطينيين داخل أرضهم أو إلى خارجها، وكذا رفض أي مقاربة مستقبلية للتعامل مع غزة من منطلق أمني وخارج سياق خطة كاملة شاملة قائمة على وحدة غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وتستهدف تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح القضاة أن الصفدي "سيجري محادثات مكثفة مع بلينكن أيضاً حول وقف الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية في الضفة الغربية والقدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، والتي تدفع نحو تفجر الأوضاع"، كما سيبحثان أيضاً قضايا ثنائية وإقليمية.