حذّر الأمين العام لـ"العدالة والتنمية" المغربي ورئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، اليوم الأحد، السلطات الجزائرية من "جرّ المنطقة إلى التصعيد"، واصفا موقفها من قضية الصحراء بـ"غير المعقول".
وقال بنكيران، خلال انعقاد المؤتمر الجهوي لـ"العدالة والتنمية" بجهة الشرق، اليوم الأحد، بمدينة وجدة الحدودية: "إذا اقتربتم من المغرب شبرا فسيقترب منكم ذراعا، وإذا اقتربتم منه ذراعا فسيقترب باعا، وإذا أتيتموه تمشون فسيأتيكم هرولة، ليس خوفا منكم. المغرب صمد قرونا وهو يحمي الجناح الغربي للأمة الإسلامية، ودافع عنكم ودافع معكم، بلادنا واحدة، وأنتم إخوتنا، والعداوة لا تنفع. لكن إذا اعتدي على دولتنا فنحن منها".
وأضاف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، موجها كلامه للقيادة الجزائرية: "مهما كان التشويش، أقول لمسيري الجزائر الله يهديكم، العداء للمغرب لن ينجح ولن يعطي أي نتيجة، فنحن إخوتكم، والملك (العاهل المغربي محمد السادس) قال لكم علانية إنه لن يأتيكم السوء من المغرب.. لا أنفي وجود مناكفات في بعض المرات اضطررتمونا إليها، لكن المغرب حارب بسببكم وانهزم أمام فرنسا في 1844، وهي الهزيمة التي تسببت بعد ذاك في احتلاله".
وتابع: "ما قام به المغاربة في هذه المدينة العتيدة ( وجدة شرق المغرب) من مساعدة لإخوانهم الجزائريين المجاهدين وفي الحدود كلها هو مدون ومعروف. كما أن مساهمة ملوكنا معكم بالسلاح الثقيل فهي مثبتة، لكنكم لا تتذكرون ذلك. وإذا وقعت خلافات بيننا، فالله يقول فـ"أصلحوا بينهما"".
واستدرك: "في الظرف الذي يعيشه العالم ليس مجديا التفكير في انتزاع جزء من المغرب لإقامة دولة للمرور إلى المحيط الأطلسي، وإنما التفكير في كيف تقوّون منطقة المغرب العربي".
ووصف رئيس الحكومة المغربي السابق موقف الجزائر من قضية الصحراء بـ"غير معقول"، وقال: "الصحراء مغربية، كيف تكون للجزائر صحراء كبيرة والمغرب لا، هذا التاريخ، وهذا ليس كلام عاقل، والشعبان وحّد الله بينهما على جميع المستويات، وبدل أن تفكروا في انتزاع جزء من المغرب للمرور نحو المحيط الأطلسي، فكروا في تقوية المغرب العربي ليهابه الخصوم ويقيموا له الاعتبار".
وختم بنكيران: "إذا كان هناك خلاف، فبالإمكان أن نحله حبيا، خاصة أن المغاربة متسامحون.. الشعبان المغربي والجزائري وحّد الله بينهما على جميع المستويات. نحن إخوة، وتاريخنا ولغتنا وديننا وتكويننا واحد، فلماذا هذه العداوة؟!".
ومنذ أكثر من عام، تعيش المنطقة على إيقاع تطورات فارقة في تاريخها، وبالذات بعد تمكن الجيش المغربي، في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، من تأمين معبر "الكركرات" الحدودي الفاصل بين المغرب وموريتانيا، بعد أسابيع من عرقلة محسوبين على جبهة البوليساريو حركة السير فيه، وما تبع ذلك من إعلان قيادات الجبهة وقف الالتزام بقرار وقف إطلاق النار الموقع عام 1991.
وشكّل اعتراف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، بسيادة المغرب على الصحراء، منعرجاً فعلياً للتدهور في العلاقات بين المغرب والجزائر.
ظهرت بعد هذه الخطوة مؤشرات للتصعيد بين البلدين من خلال سلسلة من الإجراءات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، وصولاً إلى إعلان الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في 24 أغسطس/آب الماضي، وإطلاقها تهديدات بعد اتهام الرئاسة الجزائرية في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 المغرب بقصف شاحنتين جزائريتين وقتل ثلاثة من المواطنين الجزائريين.
وفي ظل تزايد الهوة واتساع دائرة الخلاف خلال الأشهر الماضية، دخلت العلاقات بين الدولتين الجارتين نفقاً مظلماً أثار مخاوف من اقترابهما أكثر من حافة الهاوية، وجعل المنطقة ككل مفتوحة على احتمالين؛ إما استمرار التصعيد السياسي، أو تحوله إلى مواجهة عسكرية.