ويوضح عميد عراقي لـ"العربي الجديد" أن "ثلاث طائرات روسية حلّقت في الأجواء العراقية لمسح مناطق تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)"، مشيراً إلى أن تلك الطائرات حلّقت فوق بيجي والصينية وتكريت وذراع دجلة والثرثار وأبو غريب وهي مناطق شمالية وشمالية غربية من العراق"، مؤكداً أنها "التقطت مئات الصور لتحركات التنظيم ومواقعه وسلمتها لسلاح الجو العراقي حصراً". ويشير إلى أن "الحكومة العراقية تتكتم عن الموضوع ولا تريد الإعلان عنه حالياً لأسباب سياسية، على الرغم من أن الأميركيين يعلمون بذلك ويجدون التصرف الروسي موجّهاً ضدهم بالدرجة الأولى وليس ضد داعش".
ويأتي كشف المصادر عن الطلعات الروسية بعد يومين من تلقي رئيس الحكومة حيدر العبادي، رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفقاً لبيان حكومي لم يفصح عن فحوى تلك الرسالة باستثناء ما وصفه بأنه بحث تعزيز العلاقات بين البلدين والتعاون الأمني والتجاري.
اقرأ أيضاً: العبادي يتريّث بطلب تدخّل روسي... ويلوح بالاستقالة
ويؤكد وزير عراقي لـ"العربي الجديد"، أن طلعات الطائرات الروسية المُسيّرة كانت محدودة في العراق وانطلقت من بغداد بعلم الحكومة، موضحاً أن "الغاية منها كانت المسح والاطلاع على الوضع في مناطق داعش بعد طلب جنرالات روس ذلك بشكل رسمي من الحكومة التي وافقت عليها"، لافتاً إلى أن "مجمل الطلعات بلغت نحو 11 طلعة بالطائرات المُسيّرة".
من جهته، قال رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية والقيادي في التحالف الوطني حاكم الزاملي، إن غرفة التحالف الرباعي المشتركة في بغداد جمعت الكثير من معلومات عن تحركات ومواقع تنظيم "داعش" في سورية والعراق. ونقلت وسائل إعلام عراقية عن الزاملي قوله إن "هذه الغرفة زوّدت الجانب السوري بالكثير من المعلومات عن تحركات وتنقل المجموعات المسلّحة في الآونة الأخيرة"، مستدركاً بالقول "لكن في العراق لم يكن تبادل المعلومات بين أعضاء المركز التنسيقي بشكل كبير وواسع ومؤثر".
وأوضح الزاملي أن "هذه المعلومات الاستخباراتية القليلة استفادت منها بعض القطعات العسكرية العراقية في حربها على تنظيم داعش"، مشيراً إلى أن "إيران وروسيا تمتلكان معلومات كبيرة عن تنظيمات داعش وتحركاتها ومواقعها وأسلحتها"، مؤكداً أن "الطائرات الروسية المسيرة تقوم بمراقبة الأرتال التابعة لتنظيم داعش داخل الأراضي السورية والعراقية لرصد تحركاتها وإعطاء المعلومات للطائرات العراقية التي تم استهدافها".
كذلك كشف عن زيارة مرتقبة للجنة الأمن والدفاع إلى موسكو خلال أيام ستتم خلالها مناقشة ملفات تسليح الجيش وإمكانية تسريع توريدها للحكومة العراقية، ملوّحاً بـ"إمكانية طلب العراق من روسيا شن هجماتها الجوية لضرب مواقع داعش"، مشيراً إلى أن "قضية طلب المساعدة من الطيران الروسي داخل العراق تتوقف على الزيارة ومدى استعداد روسيا لذلك في إطار حربها ضد داعش".
اقرأ أيضاً: عشائر عراقية ترفض "التحالف الرباعي"