جدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، دعوته إلى الإسرائيليين لحمل السلاح، بذريعة مواجهة العمليات الفلسطينية.
وقال بن غفير: "أقول للجمهور: احملوا السلاح"، وذلك لدى وصوله إلى مكان العملية التي أسفرت عن إصابة 7 إسرائيليين على الأقل في تل أبيب، اليوم الثلاثاء، في غضون عدوان واسع يشنه الاحتلال الإسرائيلي على مدينة جنين، أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى، وتهجير آلاف المواطنين من منازلهم، وتدمير للبنى التحتية والمنازل.
ووجه بن غفير "التحية" للإسرائيلي قاتل الشاب الفلسطيني منفذ العملية، ولـ"جميع الأبطال الذين يحملون السلاح وينقذون حياة الناس"، على حدّ تعبيره.
وقال الوزير المتطرف: "هذا التحييد أثبت مجدداً أهمية ونجاعة المواطنين حملة السلاح".
وتنضم هذه الدعوة إلى عدة خطوات شرع فيها الوزير المتطرف لتسهيل إصدار تراخيص حمل السلاح للإسرائيليين.
في يناير/ كانون الثاني الماضي، طالب بن غفير، في ظل توجيه انتقادات لفشله في منع عملية وقعت في القدس، بالسماح للإسرائيليين بحمل السلاح.
ونقل موقع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن بن غفير قوله حينها: "يتوجب علينا السماح لأكبر عدد من المواطنين بحمل السلاح، علينا تغيير السياسات المتعلقة بحمل السلاح، علينا منح المزيد من الناس أسلحة".
ولاحقاً، أصدر بن غفير تعليماته لتعديل الشروط المتّبعة لمنح الإسرائيليين تراخيص لحمل سلاح خاص، من ضمنها إتاحتها لكل من خدم في وحدات قتالية في الجيش ولسكان المستوطنات وفرق الإسعاف وشرائح أخرى.
وبحسب تقديرات وزارته من شأن "الإصلاحات" الجديدة كما يُسميها بن غفير أن تقود إلى حمل 30 ألف إسرائيلي آخر للسلاح خلال الفترة المقبلة، علماً أن أكثر من 150 ألف إسرائيلي يحملون سلاحاً خاصاً، فضلاً عن حملة السلاح في قوات الأمن.
وخلال موجة الإرهاب التي شنّها المستوطنون على قرى فلسطينية في الضفة الغربية، استشهد شاب فلسطيني بسلاح المستوطنين خلال محاولته الدفاع عن منزله ومنازل أخرى أحرقوها في قرية ترمسعيا شمالي شرق رام الله.
كذلك أطلق المستوطنون الرصاص من أسلحتهم على فلسطينيين في قرية أم صفا غرب رام الله، خلال موجة الإرهاب ذاتها.
ومن شأن خطوة التسليح التي يدعو لها بن غفير تهيئة الظروف لاحتمال ارتكاب المستوطنين مجازر في قرى فلسطينية في المستقبل.
وفي الداخل الفلسطيني يسود التخوف ذاته، في حال نشوب مواجهة بين السكان الأصليين والإسرائيليين، كتلك التي اندلعت إبان هبة القدس في 2021، عندما نشبت صدامات بين المستوطنين وسكان البلاد الأصليين من الفلسطينيين.
وفي مايو/ أيار الفائت قتل الشاب ديار عمري من بلدة صندلة قرب مدينة الناصرة في الداخل الفلسطيني، برصاص مستوطن مسلح، إثر شجار عابر بينهما. وأظهر مقطع فيديو حينها المستوطن وهو يسحب مسدساً ويطلق النار على الشاب عمري بينما كان يدير ظهره لمركبته.
ومثل هذه الحوادث تغذي مخاوف الفلسطينيين من توسعها في إطار ممنهج ضمن حملة استهداف في حوادث مستقبلية، خاصة في الضفة الغربية المحتلة، حيث تنشط جماعات استيطانية إرهابية أبرزها "شبيبة التلال" التي قادت هجمة الإرهاب والحرق الأخيرة في عدد من القرى.
وفي أواخر مايو/ أيار الفائت، كشفت شابة إسرائيلية تدعى روني حين في برنامج "الحقيقة" الذي تبثه القناة الإسرائيلية "12" عن هجمات ضد الفلسطينيين، تورط فيها بن غفير نفسه.
وقالت القناة الإسرائيلية "12" في مقدمة البرنامج، وفقاً لوكالة "الأناضول": "إنه اعتراف من النوع الذي لا تسمعه كل يوم".
وكانت الشابة ناشطة في تنظيم "شبيبة التلال"، غير أن المثير في قصتها أن عضو الكنيست من حركة "الصهيونية الدينية"، وزير الأمن القومي حالياً إيتمار بن غفير هو من جنّدها في التنظيم الإرهابي.
وأشارت إلى أنها في 15 مايو/ أيار 2011، أضرمت النيران في سيارة فلسطينية في منطقة محافظة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، بينما كانت قيد الإقامة الجبرية في منزل بن غفير بمستوطنة كريات أربع، الواقعة داخل المحافظة الفلسطينية.
وتحدثت تقارير إسرائيلية عدة عن أن بن غفير كان ناشطاً سابقاً في تنظيمات المستوطنين الإرهابية التي تخطط لقتل الفلسطينيين.