استمع إلى الملخص
- بوتين يتوعد بالرد على مصادرة الأصول الروسية من قبل الغرب، ويصف هذه الأفعال بأنها سرقة تضر بالعلاقات وتهدم المنظومة الدولية التي أقامتها الدول الغربية.
- يضع شرط انسحاب القوات الأوكرانية من المقاطعات التي ضمتها روسيا بشكل أحادي كأساس لوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات، مؤكدًا على استعداد روسيا للتفاوض بمجرد إعلان كييف عن العزوف عن الانضمام إلى الناتو.
رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، أن "أنانية" دول الغرب دفعت بالعالم إلى الاقتراب من نقطة "اللاعودة" في علاقة روسيا مع الغرب التي توترت أكثر عقب الحرب في أوكرانيا، وقال خلال لقاء مع كبار المسؤولين بوزارة الخارجية الروسية: "أدت أنانية الدول الغربية وغرورها إلى الوضع الحالي الخطر للغاية للأمور. اقتربنا بصورة غير مقبولة من نقطة اللاعودة".
ووصف الرئيس الروسي دعوات السياسيين الغربيين لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا الحائزة على أكبر ترسانة من الأسلحة النووية بأنها "مغامرة"، مضيفاً: "إما لا يدركون نطاق التهديد، وإما يتحكم بهم إيمانهم بإفلاتهم من العقاب وتميزهم"، وحذر من أن كلا الاحتمالين قد ينقلب مأساة، محملاً واشنطن المسؤولية عن نسف الاستقرار الاستراتيجي، ومستشهداً في ذلك بانسحاب الولايات المتحدة من مجموعة من الاتفاقيات الدولية في مجال الحد من الأسلحة.
في سياق آخر، توعد بوتين بالرد على أي محاولات غربية لمصادرة الأصول الروسية، واصفاً مثل هذه الأعمال بأنها سرقة "لن تمر مرور الكرام"، واعتبر أنه بسرقتها أصولاً روسية، تخطو الدول الغربية خطوة أخرى نحو هدم المنظومة التي أقامتها وحققت لها ازدهارها، وهو ما من شأنه أن يضر بعلاقة روسيا مع الغرب.
ووضع الرئيس الروسي، اليوم الجمعة، انسحاب القوات الأوكرانية من مقاطعات دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون التي ضمتها روسيا بشكل أحادي الجانب في العام قبل الماضي، كشرط لوقف إطلاق النار في أوكرانيا وبدء المفاوضات. وقال بوتين خلال لقاء مع كبار المسؤولين بوزارة الخارجية الروسية: "ألفت نظركم (الانسحاب) من كامل أراضي هذه الأقاليم ضمن حدودها الإدارية". وأضاف: "بمجرد إعلان كييف عن استعدادها لمثل هذا الحل وبدئها سحب القوات من هذه الأقاليم والإعلان رسمياً عن العزوف عن الانضمام إلى حلف الناتو، سنصدر من جانبنا فوراً أمراً بوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات".
علاقة روسيا مع الغرب
وتشهد علاقة روسيا مع الغرب توتراً مستمراً تصاعدت حدته بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. ومطلع الشهر الجاري، استهلّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مشاركته في منتدى بطرسبرغ الاقتصادي الدولي المنعقد في العاصمة الشمالية الروسية، بمقابلة مع رؤساء تحرير وكالات الأنباء العالمية، ردّ فيها على الاتهامات الغربية الموجهة إلى روسيا بالتلويح بعصا السلاح النووي، لافتاً إلى أن شروط إقدام موسكو على استخدام مثل هذا السلاح منصوص عليها في العقيدة العسكرية الروسية.
ودعا بوتين خلال لقائه مع رؤساء تحرير وكالات الأنباء العالمية في اليوم الأول من منتدى بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، إلى عدم إيصال الوضع في أوكرانيا حتى إلى التهديد باستخدام السلاح النووي، مستشهداً بنص العقيدة النووية الروسية التي تتيح اللجوء إلى السلاح النووي في حال تعرّض روسيا لأعمال تهدد سيادتها.
واعتبر بوتين أنّ ضرب الأراضي الروسية بمشاركة الغرب يعني حرباً "مفتوحة" مع روسيا، قائلاً: "مثل هذه الأعمال وصلت إلى أعلى درجة من المواجهة وستواصل هدم العلاقات الدولية ونسف الأمن الدولي بشكل نهائي. وفي نهاية المطاف، إذا رأينا أن هذه الدول تدخل حرباً ضدنا، وهذه مشاركة مباشرة في الحرب ضد روسيا الاتحادية، فسنحافظ على الحق في التصرف بالصورة الملائمة".