قال الكرملين إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أبلغ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي، مساء اليوم الاثنين، أن روسيا مستعدة للمساعدة في إنهاء المواجهة بين إسرائيل والفلسطينيين، وذلك في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، في أعقاب إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى".
وأضاف الكرملين: "فلاديمير بوتين أبلغ نتنياهو بالخطوات التي تتخذها روسيا للمساعدة في إعادة الوضع إلى طبيعته ومنع المزيد من تصعيد العنف والحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية في قطاع غزة"، مضيفا، في بيان، أنه جرى إبلاغ "الجانب الإسرائيلي أيضا بالنقاط الأساسية في الاتصالات الهاتفية التي جرت اليوم مع قادة فلسطين ومصر وإيران وسورية".
كما أجرى بوتين اتصالاً هاتفياً في وقت سابق اليوم مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أكد خلاله الأخير ضرورة منع محاولات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وقال عباس، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا)، إن "ذلك يُعتبر بمثابة نكبة ثانية للشعب الفلسطيني كما حدث في العام 1948".
وبحث عباس مع بوتين آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، والجهود المبذولة لوقف الاعتداءات على الشعب الفلسطيني.
وقدم الرئيس عباس التعازي لبوتين، ولعائلات الضحايا الروس الذين قتلوا خلال التصعيد الجاري في قطاع غزة، وثمّن مواقف روسيا "الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني ولسلام شامل وعادل في الشرق الأوسط مستند لقرارات الشرعية الدولية"، وجدد التأكيد على ضرورة وقف الاعتداءات، والتوقف عن استهداف المدنيين الفلسطينيين، وخلق ممرات آمنة لإدخال المواد الإغاثية الطبية والغذائية وتوفير المياه والكهرباء.
وأكد عباس رفض قتل المدنيين من الجانبين، وأهمية إطلاق سراح المدنيين والأسرى المعتقلين من الجانبين، مجدداً التأكيد على التمسك بالشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة، ونبذ العنف واتباع الطرق السياسية والقانونية لتحقيق أهدافنا الوطنية.
وشدد عباس على أن "السلام والأمن يتحققان من خلال تنفيذ حل الدولتين المستند لقرارات الشرعية الدولية، والاعتراف بدولة فلسطين".
من جانبه، أعرب بوتين عن تعازيه بالضحايا من أبناء الشعب الفلسطيني، وجدد تأكيده أهمية وقف القتال وتقديم المساعدات الإنسانية وعدم تهجير الفلسطينيين خارج بلادهم، وأكد موقف بلاده الداعم "حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال في دولته بعاصمتها القدس الشرقية".
وأفاد الكرملين، في وقت سابق اليوم الاثنين، بأن بوتين بحث تصعيد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مع زعماء إيران ومصر ورئيس النظام السوري، بشار الأسد، وقال إن أي شكل من أشكال العنف ضد المدنيين غير مقبول.
وأضاف الكرملين أن المحادثات تطرقت إلى "القلق البالغ من احتمال تفاقم الصراع وتحوله إلى حرب إقليمية".
وأكد بوتين مجددا التزام روسيا بالتنسيق مع جميع "الشركاء الإيجابيين"، لوقف القتال بين إسرائيل والفلسطينيين.
وتأتي هذه الاتصالات فيما تتواصل التحذيرات الدولية من مغبة شن الاحتلال الإسرائيلي هجومه البري الواسع على قطاع غزة، ومعها التحذيرات من تدهور الوضع الإنساني، لا سيما في المستشفيات التي باتت احتياطياتها من الوقود على وشك النفاد.
ويصوت مجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين على مشروعي قرارين بشأن إسرائيل وغزة يركزان إلى حد بعيد على الوضع الإنساني، لكن فرص الموافقة عليهما لا تزال غير واضحة.
وقدم كل من روسيا والبرازيل نص المسودتين. ويحتاج إصدار أي قرار لموافقة تسعة من أعضاء المجلس المكون من 15 عضوا دون استخدام أي من الأعضاء الخمسة الدائمين، بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا أو الولايات المتحدة، حق النقض.
ويدعو مشروع قرار روسيا إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، فيما يدعو مشروع القرار البرازيلي إلى هدنة إنسانية للسماح بوصول المساعدات. ويدين كلاهما العنف والأعمال العدائية ضد المدنيين وجميع الأفعال الإرهابية، ويدعوان إلى إطلاق سراح الأسرى.
(العربي الجديد، رويترز، فرانس برس)