- ميشوستين، بخلفيته التكنوقراطية والمهنية في تطوير النظام الضريبي وإدارة مناطق اقتصادية خاصة، يتولى المنصب في ظل إصلاحات دستورية تعزز من مدة رئاسة بوتين، مع التركيز على إصلاحات ضريبية وتطوير نظم إلكترونية للضرائب.
- تحت قيادته، واجهت روسيا تحديات مثل جائحة كورونا والعقوبات الغربية بسبب الحرب في أوكرانيا، لكن بوتين أعرب عن رضاه عن أداء الحكومة، مشيدًا بالإنجازات الاقتصادية والتكنولوجية التي تحققت تحت إدارة ميشوستين.
وقع الرئيس الروس فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، على مرسوم تعيين القائم بأعمال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين رئيساً للحكومة الروسية الجديدة، بعد ساعات من مصادقة مجلس الدوما (النواب) الروسي، بأغلبية 375 صوتاً على إعادة تعيين ميشوستين خلفاً للحكومة المستقيلة بعد تنصيب بوتين لولايته الرئاسية الخامسة يوم الثلاثاء الماضي.
وفي الوقت الذي امتنع فيه 57 نائباً عن الحزب الشيوعي الروسي (ثاني أكبر قوة سياسية في روسيا) عن التصويت، حظي ميشوستين بدعم كتل الأحزاب الأربعة الأخرى المتمثلة بالدوما، وهي أحزاب "روسيا الموحدة" الحاكم والليبرالي الديمقراطي و"روسيا العادلة - من أجل الحقيقة" و"أناس جدد".
ورغم أن الدستور الروسي يمنح الرئيس المنتخب مهلة مدتها أسبوعان لترشيح رئيس وزراء جديد، إلا أن رئيس الدوما، فياتشيسلاف فولودين، أعلن صباح اليوم تلقي المجلس مقترح إعادة تعيين ميشوستين، قبل أن تنعقد جلسة مناقشة ترشيحه. وفي كلمته أمام الدوما، حدد ميشوستين خمسة اتجاهات رئيسية لعمل الحكومة الجديدة، وهي التنمية الاقتصادية، وتحقيق السيادة التكنولوجية، والتحول الرقمي، وزيادة عدد السكان ودعم عائلات بها أطفال، والارتقاء برفاهية المواطنين، والتنمية المتوازنة للأقاليم والبنية التحتية الروسية.
وأضاف: "يجب ألا نزيد الإنتاج الإجمالي للسلع والخدمات فحسب، وإنما أيضاً الارتقاء بمستوى دخول الأفراد، مع الحفاظ، بالتأكيد، على استقرار الاقتصاد الكلي، وتحقيق السيادة التكنولوجية والمالية، وتسوية قضايا هامة أخرى". وكان بوتين قد وضع في مرسوم أصدره فور مراسم تنصيبه يوم الثلاثاء الماضي، مهمة دخول روسيا ضمن أكبر أربعة اقتصادات في العالم على أساس تعادل القدرة الشرائية بحلول عام 2030.
من تطوير الضرائب إلى رئاسة الحكومة
يعرف عن ميشوستين أنه تكنوقراطي، وشخصية بعيدة عن التجاذبات السياسية داخل النخبة الروسية، وهو من مواليد موسكو عام 1966، وتلقى تعليمه في تخصص الهندسة، قبل أن يتقلد عدداً من المناصب الحكومية، بما فيها منصب نائب وزير الضرائب والتحصيل من نهاية التسعينيات وحتى عام 2004. وفي عام 2006، تم تعيينه رئيساً لوكالة معنية بإقامة مناطق اقتصادية خاصة أشرفت على إقامة أولى مثل هذه المناطق في البلاد، إلى أن تم تعيينه رئيساً لهيئة الضرائب في عام 2010.
وخلال فترة توليه هذا المنصب، أشرف ميخائيل ميشوستين على استحداث منظومة آلية لمراقبة دفع ضريبة القيمة المضافة، وتطوير نظام إلكتروني لدافعي الضرائب بواسطة حسابات شخصية، وتطوير تطبيق لتسجيل وتحصيل الضرائب من أصحاب المهن الحرة، وغيرها من الإصلاحات. وفي بداية عام 2020، قرر بوتين ترشيح ميشوستين رئيساً للوزراء بعد استقالة حكومة الرئيس السابق، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي الحالي، دميتري مدفيديف، بعد ساعات عدة على إعلان إجراء إصلاح دستوري سيسفر في نهاية المطاف عن "تصفير" عدد ولايات بوتين وسيؤهله للترشح في انتخابات مارس/آذار الماضي.
وقاد ميخائيل ميشوستين الحكومة الروسية في ظروف بالغة الصعوبة بدءاً من تمدد جائحة كورونا حول العالم ووصولاً إلى بدء الحرب المفتوحة في أوكرانيا في عام 2022، وما ترتب عليها من فرض عقوبات غربية غير مسبوقة على مختلف قطاعات الاقتصاد الروسي. وقبيل إعادة تعيينه من الدوما اليوم، عقد بوتين لقاء مع ميشوستين توجه خلاله إليه بالحديث، قائلاً: "مؤخراً، التقينا مع الزملاء، ووضعنا تقييماً لأداء الحكومة في السنوات الماضية. جرى إنجاز الكثير في ظروف صعبة، ويبدو لي أنه سيكون من الصواب أن نواصل عملنا المشترك، وأن تواصلوا أنتم عملكم رئيساً للحكومة".