بيتا الفلسطينية تودّع شهيداً جديداً برصاص الاحتلال خلال التصدي لبؤرة "أفيتار" الاستيطانية
ودّعت بلدة بيتا جنوبي نابلس شمالي الضفة الغربية، مساء اليوم الجمعة، شهيدها جميل أبو عياش (31 عاماً) الذي ارتقى برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مسقط رأسه بلدة بيتا، وجرى التشييع بمشاركة آلاف الفلسطينيين، الذين جابوا شوارع البلدة على وقع الهتافات الغاضبة.
وارتقى أبو عياش برصاصة من النوع الحي، أطلقها تجاهه قناص إسرائيلي خلال المواجهات العنيفة التي شهدها محيط جبل صبيح في بلدة بيتا، ظهر اليوم الجمعة، بعد قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرة سلمية رافضة لإقامة بؤرة استيطانية على قمة جبل صبيح، فيما استقرت الرصاصة في رأس الشاب جميل أبو عياش، بعد أن اخترقت جمجمته وأدت إلى تهتك في الدماغ.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأحداث هدأت قليلاً، واعتقد البعض أنّ المواجهات انتهت، إلا أّن جنود الاحتلال كانوا قد نصبوا للشبان الفلسطينيين كميناً وأطلقوا تجاههم وابلاً من الرصاص من مسافة قصيرة".
ووفق مدير الإسعاف والطوارئ بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس أحمد جبريل، فإنّ أربعة شبان آخرين، إضافة للشهيد، أصيبوا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و52 حالة اختناق بالغاز المسيل للدموع.
وأشار جبريل إلى أن قوات الاحتلال أغلقت الطرق المؤدية إلى جبل صبيح، ما أعاق عمل طواقم الإسعاف، وتم السير بالإصابات مسافة كيلومتر لأقرب سيارة إسعاف، من أجل إسعاف للمصابين.
وما أن أعلن عن استشهاد أبو عياش، انطلق موكب تشييعه إلى مسقط رأسه في بيتا من أحد مستشفيات مدينة نابلس، وألقت عائلته نظرة الوداع عليه، وتم أداء صلاة الجنازة على الشهيد، ثم حُمل الشهيد على الأكتاف، في مسيرة شارك فيها آلاف الفلسطينيين جابت شوارع بيتا.
ورُفعت أعلام فلسطين ورايات الفصائل الوطنية، على وقع الهتافات الغاضبة التي تندد بالجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بقتل أبو عياش، وردد المشاركون هتافات من قبيل، "يا شهيد ارتاح ارتاح.. ونحنا نواصل الكفاح"، و"يا شهيد ويا مجروح.. دمك هدر ما بروح"، فيما ووري جثمان الشهيد الثرى في مقبرة بلدة بيتا.
وبارتقاء الشهيد أبو عياش، تكون بلدة بيتا قد قدمت ثمانية شهداء من أبناء البلدة وتاسعاً من قرية يتما المجاورة، خلال تصديهم لإقامة الاحتلال بؤرة "أفيتار" الاستيطانية على قمة جبل صبيح الذي يقع في منطقة استراتيجية تربط بيتا بالمناطق المجاورة.
ومنذ شهر مايو/أيار 2021، تتواصل الفعاليات الشعبية الرافضة لإقامة بؤرة "أفيتار" الاستيطانية، والمطالبة بإزالتها، وسط تنوع للفعاليات الشعبية، كان أبرزها "الإرباك الليلي"، فيما حاولت سلطات الاحتلال التحايل، وإصدار قرار بتحويل تلك البؤرة إلى مدرسة دينية للمستوطنين بدلاً من استخدامها للسكن، لكن أهالي بيتا رفضوا ذلك التحايل، مؤكدين أن ما يجري هو محاولات لشرعنة تلك البؤرة، والمهم لدى الأهالي هو الإخلاء لتلك البؤرة، وليس تحويل استخدامها لأغراض استيطانية أخرى.