يتوجه الناخبون في بيلاروسيا، الأحد، إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية في أول استحقاق سياسي على هذا المستوى منذ الانتخابات الرئاسية التي جرت في أغسطس/ آب 2020، وتخللتها احتجاجات واسعة النطاق رفضاً لفوز الرئيس ألكسندر لوكاشينكو بولاية جديدة.
وينتخب البيلاروس الأحد أعضاء مجلس النواب والمجالس المحلية. وتشارك في الحملة البرلمانية أربعة أحزاب سياسية، وهي "روسيا البيضاء" الحاكم الممول من الدولة والداعم للوكاشينكو، والشيوعي، والجمهوري للعمل والعدالة، والليبرالي الديمقراطي الذي يصنف نفسه كـ"معارضة بناءة" لا تعارض لوكاشينكو معارضة صريحة.
في المقابل، دعت المعارضة البيلاروسية في المنفى إلى مقاطعة التصويت، إذ اعتبرت المرشحة الرئاسية في انتخابات 2020، سفيتلانا تيخانوفسكايا، أن الانتخابات "لا علاقة لها بالعملية الديمقراطية"، قائلة في منتدى دافوس الاقتصادي الدولي في يناير/ كانون الثاني الماضي: "الحملة التي ينظمها النظام حالياً لا يمكن أن تكون حدثاً مؤثراً في حياة البلاد. لذلك نحث الناس على عدم إبداء أي نشاط احتجاجي، بل تجاهل الانتخابات وعدم التضحية بحريتهم أو حياتهم من أجل لا شيء".
وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "إر بي كا" الروسية عن الخبير الزائر بمركز "كارنيغي" لدراسة روسيا وأوراسيا في برلين، أرتيوم شرايبمان، قوله إنّ "الانتخابات في بيلاروسيا تصبح أكثر فأكثر "طقساً إدارياً بلا مجال لما يشبه صراع الأفكار"، مضيفاً: "لا يختلف المرشحون عن الحركات والأحزاب الموالية للسلطة الذين تم السماح لهم بالمشاركة في الانتخابات عن بعضهم البعض سوى من جهة درجات الدعم لـ لوكاشينكو".
ومن اللافت أن انتخابات الأحد، شأنها في ذلك شأن الانتخابات الرئاسية عام 2020، تجري بغياب مراقبين غربيين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وهو ما أرجعه مندوب بيلاروسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، أندريه دابكيوناس، مطلع العام الجاري إلى "تدهور جو التعاون الدولي في فضاء منظمة الأمن والتعاون وأوروبا سواء على المسار الثنائي أو داخل المنظمة نفسها".
وتجدر الإشارة إلى أنّ الجمعية الوطنية البيلاروسية تضم غرفتي مجلس النواب (110 نواب)، ومجلس الجمهورية (64 ممثلاً لأقاليم)، وتبلغ مدة صلاحيات أعضائهما خمس سنوات. ويخوض السباق إلى مجلس النواب 265 مرشحاً، بمن فيهم 92 من النساء، فيما يبلغ عمر أصغر المرشحين 23 عاماً فقط.
وكان لوكاشينكو قد أعرب، في نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، عن ثقته في أنّ الانتخابات ستجري في هدوء، قائلاً: "الفترة صعبة للغاية، ولكنها، كما ترون، تجري في هدوء (...) أثق في أننا سنجري هذه الفعاليات في هدوء".