بينت خلال "زيارة" مستوطنات في الضفة الغربية يتوعد المقاومين الفلسطينيين: دمكم مستباح

17 مايو 2022
دعا مستوطنون إلى التظاهر ضد بينت بزعم تخليه عن الاستيطان (فرانس برس)
+ الخط -

توعّد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، نفتالي بينت، اليوم الثلاثاء، باستهداف عناصر المقاومة الفلسطينية ومن ينفذون عمليات ضد الاحتلال، في كل مكان وبكل الأسلحة والوسائل المتوفرة.

وجاءت تهديدات بينت، في ختام جولة "تفقدية" لمستوطنة "الكناة" شمالي الضفة الغربية، والتي أدانتها الخارجية الفلسطينية، باعتبارها "اقتحام" أراضٍ فلسطينية محتلة.

وبحسب وسائل إعلام عبرية، فقد احتفلت مستوطنة "الكناة"، اليوم الثلاثاء، بمرور 45 عاماً على إقامتها، وذلك بمشاركة رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي وقائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، الجنرال يهودا فوكس، وقائد فرقة "يهودا والسامرة" العميد أفي بلوط وقائد لواء منطقة نابلس أريك مويئيل.

ونقل موقع "معاريف" العبري، أن بينت، أجرى تقييمات أمنية في مقر قيادة "لواء إفرايم" في الضفة الغربية المحتلة، وتلقى إحاطة على نشاط جيش الاحتلال بإحباط العمليات في الضفة الغربية عموماً وفي منطقة نابلس (شمال الضفة) على نحو خاص.

وبحسب "معاريف" فقد وجّه بينت تعليمات للجنود، قائلاً "يجب ضرب واستهداف المخربين في كل مكان يتواجدون فيه وبكل أنواع الأسلحة".

وأضاف "نحن نمنح كل الدعم للجيش وللشرطة لضرب واستهداف كل مخرب في القدس والضفة الغربية وكل مكان آخر في البلاد".

وتوعّد قائلاً "من يرفع يده على مواطن أو جندي إسرائيلي، فدمه مستباح".  

وفي وقت سابق، اليوم، أفاد موقع "والاه" الإسرائيلي، بأن بينت، يعتزم اليوم الثلاثاء، القيام بجولة في مستوطنات في الضفة الغربية، ومن بينها مستوطنة "إلكناة" احتفالاً بمرور 45 عاماً على إقامتها، فيما دعا مستوطنون إلى التظاهر ضده بزعم تخلّيه عن مواقفه اليمينية وتعزيز الاستيطان.

وتأتي دعوات المستوطنين رغم إقرار مجلس التخطيط والبناء في الإدارة المدنية لجيش الاحتلال، أخيراً، مخططات لبناء 4500 وحدة استيطانية في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

وقال رئيس مجلس مستوطنة "إلكناة"، آساف مينتسر، "هذه مناسبة احتفالية جيدة ويسرنا ويشرفنا تلقي طلب رئيس الحكومة بإجراء زيارة رسمية للمستوطنة وتكريمها سوية مع سكانها ومؤسسيها قبل 45 عاماً. معاً سنحتفل بـ45 عاماً من الاستيطان والصهيونية".

في المقابل، لفت الموقع إلى أن دعوات للتظاهر ضد بينت جرى تعميمها في مجموعات "واتساب" تحمل اسم "خط أحمر"، و"فجأة نهض الشعب". 

وبحسب الموقع، فقد تساءل رئيس مجلس مستوطنة "بيت إيل" شاي ألون: "أي بشرى تحمل معك يا رئيس الحكومة وأنت تقوم بهذه الزيارة؟ استباحة دماء المستوطنين، والاستيطان، وتأسيس الدولة الفلسطينية فعلياً. ضرر سيسجل التاريخ أنك المسؤول عنه". كما يقول.


الخارجية الفلسطينية تدين

على المقلب الآخر، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الاقتحام "الاستفزازي" لرئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف نفتالي بينت، لشمال الضفة الغربية المحتلة.

واعتبرت الخارجية في بيانها، اليوم الثلاثاء، الاقتحام جزءا لا يتجزأ من دعم الحكومة الإسرائيلية لعمليات تعميق وتوسيع الاستيطان الاستعماري في أرض دولة فلسطين، ويندرج في إطار سياسة التصعيد الإسرائيلية للأوضاع في ساحة الصراع، واستنجاداً بدوامة العنف للتغطية على عمليات الضم التدريجي للضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.

الخارجية والمغتربين// تدين اقتحام بينت للضفة المحتلة وتطالب مجلس الأمن تحمل مسؤولياته في تنفيذ القرار 2334https://t.co/6jdyyOBCVy

— State of Palestine - MFA (@pmofa) May 17, 2022

ورأت أن اقتحام بينت للضفة الغربية لأول مرة منذ تسلمه منصبه، يأتي في إطار التنافس مع خصمه السياسي بنيامين نتنياهو في مبارزة بينهما على مقدار إظهار العداء والعنصرية ضد الفلسطينيين وأرضهم، وإظهار مقدار التنافس فيما بينهما بشأن الانتماء للمنظومة الاستيطانية الاستعمارية العنصرية، والفكر الديني المتطرف الذي ينكر الحقوق الوطنية العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني.

وشددت على أن زيارة بينت هي لأرض فلسطينية محتلة، ورغم الاستثمارات الإسرائيلية الضخمة في البنى التحتية لتوسيع المستوطنات، فإن هذا لا يعطي حقاً أو يغير شيئاً في القانوني الدولي وفي الشرعية الدولية وقراراتها التي تنص على أن الاستيطان بجميع أشكاله باطل وغير قانوني، وانتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف وللقانون الدولي، وتمرد رسمي على قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وما يؤكد ذلك هو حضور بينت شبه السري وبدون إعلان عن توقيت وبحماية مكثفة من جيش الاحتلال وشرطته لإدراكه أنه يقتحم عنوة أرضاً محتلة، وأن هناك مقاومة ورفضا شعبيا فلسطينيا لوجوده كمحتل استعماري استيطاني عليها.

الرئاسة الفلسطينية: اقتحام بينت استفزاز لشعبنا

في سياق متصل، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، مساء اليوم الثلاثاء، "إن اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت للأراضي الفلسطينية المحتلة، يشكل استفزازاً للشعب الفلسطيني وتحدياً للشرعية الدولية التي أكدت جميع قراراتها المتعلقة بالقضية الفلسطينية أن الاستيطان جميعه غير شرعي ومخالف للقانون الدولي".

وأضاف أبو ردينة في بيان صحافي: "إن هذه الاستفزازات الإسرائيلية المتواصلة، والتي تمثلت باقتحام تشييع الشهيد وليد الشريف في مدينة القدس المحتلة، واقتحام المقبرة والاعتداء على المشيعين، وقرارات هدم منازل المواطنين في مسافر يطا، وبناء آلاف الوحدات الاستيطانية، تأتي في إطار التصعيد ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية".

وأشار أبو ردينة، إلى ضرورة وقف هذه السياسة التصعيدية الإسرائيلية التي يقوم بها اليمين الإسرائيلي في إطار التجاذبات السياسية الداخلية الإسرائيلية، محملاً الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد الذي يدفع نحو المزيد من أجواء التوتر.

وأكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، أن "مثل هذه الزيارات المرفوضة والمدانة لن تعطي شرعية لهذا الاستيطان، ولن تغيّر الوضع القانوني الدولي غير الشرعي، وقرارات الشرعية الدولية وأهمها القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي رقم 2334، والذي يؤكد على أن الاستيطان بجميع أشكاله باطل وغير قانوني وانتهاك صارخ للقانون الدولي".

الاحتلال يدرس إمكانية دمج مروحيات ومسيرات هجومية في عملياته بالضفة الغربية

من جهة أخرى، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، صباح اليوم الثلاثاء، أن جيش الاحتلال يدرس إمكانية دمج مروحيات عسكرية ومسيرات هجومية لتأمين جنوده في عمليات الاقتحامات ونشاطاته الميدانية في الضفة الغربية المحتلة.

وبحسب تقرير نشرته الصحيفة، فإن جيش الاحتلال يدرس هذا الخيار على إثر مقتل أحد الضباط نهاية الأسبوع الماضي في اشتباكات وتبادل إطلاق نار بين قوات الاحتلال وبين مقاومين فلسطينيين في جنين.

وأضاف التقرير أن جيش الاحتلال سبق له أن استخدم مروحيات عسكرية لهذه الغاية في الضفة الغربية. وبيّن التقرير أن الجيش يملك قدرات استخدام مسيرات هجومية مسلحة بقنابل يمكنها إصابة الهدف المطلوب بدقة، علماً بأن الجيش كان قد طوّر هذه المسيرات الهجومية، لاستخدامها في حرب لبنان أو قطاع غزة.

المساهمون