سادت حالة تأهّب، ظهر اليوم الأربعاء، الحدود الجنوبية اللبنانية مع فلسطين المحتلة من جانب الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة (يونيفيل)، بعد إطلاق صواريخ على مستوطنة "كريات شمونة".
وأشارت المعلومات الأولية إلى أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي ردّت على مصدر إطلاق الصواريخ من لبنان، فيما أفاد شهود عيان من الجنوب اللبناني بأنهم سمعوا أصوات قذائف من ناحية الشريط الحدودي.
ولاحقاً أفادت مصادر محلية في جنوب لبنان، "العربي الجديد"، بسقوط قذائف مدفعية من مركز رويسات العلم على بركة نقار سدانة، قرب بلدة الهبارية، مشيرة إلى أنّ هذه القذائف التي سقطت في منطقة راشيا أسفرت عن اشتعال حريق كبير.
من جانبه، أعلن الجيش اللبناني أن "مدفعية العدو الإسرائيلي قصفت باثنتين وتسعين قذيفة وادي حامول والسدانة وسهل الماري وخراج راشيا الفخار وسهل الخيام، إضافة إلى سهل بلاط، بعد إطلاق صواريخ من إحدى المناطق الجنوبية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقد أدى قصف العدو الاسرائيلي إلى نشوب حريق في بلدة راشيا الفخار".
وسيّر الجيش دوريات في المنطقة وأقام عدداً من الحواجز، كما باشر التحقيقات لكشف هوية مطلقي الصواريخ، مشيراً إلى أنه "تتم متابعة الوضع مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان".
استهداف مدفعية العدو الإسرائيلي عدة مناطق في جنوب لبنان#الجيش_اللبناني #LebaneseArmy https://t.co/ngds9EgwVv pic.twitter.com/gTQKOlionU
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) August 4, 2021
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ ثلاث قذائف صاروخية أطلقت من لبنان باتجاه شمال إسرائيل، سقطت اثنتان منها في منطقة "كريات شمونة" والثالثة داخل لبنان. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر عسكرية قولها إنّ سلاح المدفعية ردّ على القصف بمهاجمة مناطق في جنوب لبنان.
وأكدت مصادر طبية إسرائيلية أنّ قذيفة سقطت في مستوطنة "كريات شمونة" لم تسفر عن إصابات في الأرواح، في حين أبلغ عن إصابة أربعة أشخاص بالفزع. وحسب الإذاعة العبرية، فقد أصدرت قيادة الجبهة الداخلية في هيئة أركان الجيش تعليماتها للمستوطنين في منطقة "كريات شمونة" بالتزام البيوت، في حين أمر رئيس بلدية المدينة بفتح الملاجئ تحسباً لأي تصعيد.
وفي السياق، ذكر موقع صحيفة "يسرائيل هيوم" أن كلاً من رئيس الوزراء نفتالي بينت ووزير الأمن بني غانتس تلقيا تقارير عن تطورات الأحداث في الشمال أثناء حضورهما نقاشاً في الكنيست.
وفي وقت لاحق، أعلنت نائبة مدير المكتب الإعلامي لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، كانديس آرديل، أنّ "اليونيفيل تلقت بعد ظهر هذا اليوم تقارير عن إطلاق صاروخين على الأقل من لبنان باتجاه إسرائيل، حيث أكد الجيش الإسرائيلي هذه التقارير ورد بنيران المدفعية".
وأشارت في بيان لها، إلى أنّ "رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول على اتصال مباشر مع الأطراف ويحثهم على وقف إطلاق النار وممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد، لا سيما في هذه الذكرى الحزينة"، في إشارة إلى ذكرى انفجار مرفأ بيروت.
وتابعت آرديل أنّ "اليونيفيل تواصل عملها بشكل كامل مع الأطراف من خلال قنوات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها، وتعمل مع القوات المسلحة اللبنانية لضمان المتابعة الفورية على الأرض وتعزيز الأمن على طول الخط الأزرق".
وختمت آرديل: "من الضروري استعادة الاستقرار على الفور حتى تتمكن اليونيفيل من بدء تحقيقها".