أجرى الجيش التايواني، اليوم الثلاثاء، مناورات عسكرية بالذخيرة الحية شملت محاكاة للدفاع عن الجزيرة ضد غزو صيني اتهمت تايوان بكين بالإعداد له.
وشاهد أحد مراسلي "فرانس برس" في المكان بدء العملية في مقاطعة بينغتونغ في جنوب تايوان بعيد الساعة 00,40 بتوقيت غرينتش مع إطلاق صواريخ مضيئة وقصف مدفعي. وانتهت المناورات قرابة الساعة 01,30 ت. غ. بحسب ما أفاد لو ووي-جيي المتحدث باسم الجيش الثامن التايواني.
واستقطبت التدريبات الثلاثاء العديد من المتفرجين.
وقال تشين، الذي فضّل عدم ذكر اسمه الأول: "يجب أن نتّخذ تدابير مضادة في مواجهة حصار البر الرئيسي". وأضاف أن "إجراء التدريبات العسكرية سيجعلهم يعرفون أن تايوان مستعدة. وآمل أن يظهر الجانبان بعض ضبط النفس".
وأطلقت الصين أكبر مناوراتها العسكرية الجوية والبحرية حول تايوان الأسبوع الماضي في رد غاضب على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي للجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي.
أطلقت الصين أكبر مناوراتها العسكرية الجوية والبحرية حول تايوان الأسبوع الماضي
وقال وزير خارجية تايوان جوزيف وو، الثلاثاء خلال مؤتمر صحافي في تايبيه: "استخدمت الصين المناورات وخططها العسكرية للإعداد لغزو تايوان"، مؤكداً أن "نية الصين الحقيقية هي تغيير الوضع القائم في مضيق تايوان والمنطقة بأكملها".
وأضاف "أنها تجري تدريبات عسكرية واسعة النطاق وإطلاق صواريخ، بالإضافة إلى هجمات إلكترونية وحملة تضليل وضغط اقتصادي من أجل إضعاف الروح المعنوية في تايوان".
وجدد وو إدانته للمناورات الصينية التي استمرت حتى الإثنين رغم ادعاء بكين في البداية أنها ستنتهي في اليوم السابق، مشيراً إلى أنها أعاقت أحد أكثر طرق الشحن البحري ازدحاماً في العالم.
وتعيش تايوان، البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، في ظل تهديد مستمر بتعرضها لغزو من قبل الصين التي تعتبرها جزءاً من أراضيها، وتعهدت باستعادتها يوماً ما ولو تطلب الأمر استخدام القوة.
وأكد لو الاثنين أن المناورات التايوانية مقررة منذ فترة ولا تشكّل ردّاً على التدريبات العسكرية الصينية.
وتجري الجزيرة تدريبات عسكرية بشكل منتظم تحاكي غزواً صينياً.
بايدن "غير قلق"
وأتت المناورات التايوانية كذلك بعدما عمدت الصين إلى تمديد مناوراتها البحرية والجوية المشتركة في محيط الجزيرة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين، خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء، إن "أي محاولة بالقوة المسلحة لمعارضة مسار التاريخ وإعادة التوحيد ستواجه حتماً معارضة حازمة من الشعب الصيني بأسره. سيكون ذلك مبالغة في تقدير قدراتكم، وتعبيراً عن التهور والفشل".
وأكد الجيش الصيني أن التدريبات ستتواصل الثلاثاء بمشاركة القوات الجوية والبحرية. وقالت قيادة المنطقة الشرقية في الجيش الصيني في بيان إنها تجري تدريبات حول الجزيرة "مركزةً على العمليات المشتركة للحصار والدعم".
وشكر وزير خارجية تايوان الحلفاء الغربيين خلال مؤتمره الصحافي، ومن بينهم نانسي بيلوسي، لأنها صمدت في وجه الصين.
وأوضح: "هذا يبعث أيضاً برسالة واضحة إلى العالم بأن الديمقراطية لن تخضع لترهيب الاستبداد".
ولم تدخل أي طائرة حربية أو سفينة صينية في مياه تايوان الإقليمية على بعد أقل من 12 ميلاً بحرياً من اليابسة خلال مناورات بكين بحسب ما أكدت تايوان.
لكن الجيش الصيني نشر الأٍسبوع الماضي شريطاً مصوّراً لطيار في سلاح الجو يصور الساحل والجبال التايوانية من قمرة قيادة طائرته، مبينًا قربه الكبير من الشواطئ التايوانية.
وأطلقت صواريخ بالستية أيضاً فوق العاصمة التايوانية تايبيه خلال مناورات الأسبوع الماضي، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام صينية رسمية.
وأثار حجم المناورات الصينية وكثافتها، فضلاً عن انسحاب الصين من المفاوضات الدولية حول المناخ ومسائل الدفاع، تنديداً أميركياً ومن دول غربية أخرى.
إلا ان بكين دافعت الاثنين عن تصرفها واصفة إياه بأنه "حازم ومناسب" في وجه الاستفزاز الأميركي.
وقال الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ وينبين خلال مؤتمر صحافي "نحن نكتفي بتوجيه تحذير إلى المسؤولين" عن هذه الأزمة، متوعداً بأن الصين "ستحطم بحزم أوهام السلطات التايوانية بالحصول على الاستقلال بواسطة الولايات المتحدة".
وترى واشنطن أن خطر حصول مزيد من التصعيد من جانب بكين ضئيل. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن لصحافيين "أنا غير قلق، لكني غير مرتاح بسبب تحركاتهم الكثيفة. لكني لا أظن أنهم سيقومون بالمزيد".
(فرانس برس)