- زيادة موازنة الدفاع الجزائرية إلى 20.3 مليار دولار في 2024، مما سمح بإعادة تسليح الجيش بأحدث التكنولوجيات والأسلحة من خلال صفقات دولية، في إطار تحضير الجيش لمواجهة أي تحديات.
- الرئيس تبون ينفي أي نوايا عدائية وراء تسليح الجيش، مؤكدًا على أن الجزائر دولة مسالمة تسعى لعلاقات طيبة مع محيطها وترفض أي تدخلات خارجية، فيما يربط الباحث عمار سيغة بين تسليح الجيش والتوترات الإقليمية.
دافع الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، مساء أمس الجمعة، عن سياسات بلاده المنتهجة والرامية إلى تسليح الجيش الجزائري وتعزيز ترسانته المسلحة، مؤكدا أن تقوية الجيش لا تستهدف أي بلد، ولكنها ترتبط باستحقاقات حماية أمن البلاد مما وصفه "المحيط الهائج" على حدودها، فيما اعتبر محللون أن التوترات الإقليمية وانتشار حالة القلق الدولي تعد أبرز العوامل التي دفعت الجزائر نحو هذا الاتجاه.
وقال تبون في خطاب بثه التلفزيون الرسمي الجزائري، كان قد ألقاه أمام قيادات الجيش: "ليس لنا أي عقدة من تسليح جيشنا وتقويته لأجل الحفاظ على أمننا واستقلالنا الذي نصونه بجيش قوي واقتصاد قوي. نحن نقوّي الجيش لكي ندافع عن ترابنا وليس للسيطرة على أي منطقة، ومنذ استقلال الجزائر لم تخرج عن الشرعية الدولية ولم تعتدِ على أي بلد".
وارتفعت بشكل لافت في السنوات الأخيرة موازنة الجيش والتسليح من 9 مليارات دولار، إلى 20.3 مليار دولار في موازنة العام الجاري 2024، وسمحت التوازنات المالية للجزائر بوضع مخصصات مالية مهمة لإعادة تسليح الجيش الجزائري وتجهيزه وشراء منظومات أسلحة حديثة وتطوير تكنولوجيات الحرب بحوزته. كما أقدمت الجزائر في السياق على عقد سلسلة صفقات مع روسيا وألمانيا والصين وإيطاليا لتوريد أسلحة مختلفة.
وأضاف الرئيس تبون أن الجزائر "تشعر بالقلق إزاء توترات متعددة في محيطها الجغرافي.. نسهر على جاهزية الجيش وتحضير مقاومات المعركة، لأننا لسنا مطمئنين كوننا في محيط بمثابة بحر هائج وحدودنا كلها تحت المجهر، إضافة إلى تأثيرات ما يحدث في العالم، حيث إن الجميع يلاحظ انتشار الخيار العسكري في العالم، واللعبة الجيوسياسية الخطيرة التي بدأت تظهر بوادرها من أجل إعادة رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط ولأفريقيا، هذه اللعبة لا نقبل بها".
ونفى تبون أن يكون تسليح الجيش الجزائري مرتبطا بأية نوايا عدائية من قبل الجزائر تجاه أي طرف إقليمي، وقال: "نحن لا نبحث عن الحرب ولا نحب الحرب، لأننا شعب يعرف ويلات الحرب، ولكن من يتعدى علينا فإن الأمر لن يتوقف، ومن تعدى على حدود الجزائر فقد ظلم نفسه"، مضيفا: "نحن دولة مسالمة لا نبحث عن المشاكل ولا نستعرض العضلات، ولا نمارس ضغطا على أي بلد، والجزائر لن تكون في خدمة أي طرف، ومن لديه أطماع لأن يجعل الجزائر في خدمته فهو واهم". وأشار إلى رغبة الجزائر في علاقات طيبة مع محيطها الإقليمي والدولي.
ويفسر الكاتب والباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، عمار سيغة، هذا التوجه في تسليح الجيش الجزائري، بما يعتبره توترات إقليمية في محيط الجزائر، فرضت عليها تفعيل عناصر الأمن القومي وتعزيز قوة الجيش. وقال في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "التحولات الإقليمية التي لها نصيبها في التأثير على استقرار وأمن الفضاء الأفرومغاربي الجزائري، حيث تعيش بلدان دول الجوار الجزائري حالة من الفوضى وانعدام الاستقرار، هي أسباب دفعت الجزائر لتفعيل عنصر الأمن القومي لاحتواء التوترات الأمنية والهشاشة الدولاتية".
وأضاف سيغة: "لا ننسى أيضا انتشار الفوضى وتفكك المنظومة السياسية، خاصة بعد سلسلة الانقلابات العسكرية التي عرفتها مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وصولا إلى تردي البنية الأمنية والعسكرية لها، مما بات ينذر بعودة وانتشار قطع هامة من الأسلحة والذخيرة التي وصلت إلى أيادي جماعات إرهابية خطيرة فيما سبق، إضافة إلى استمرار المناورات الإسرائيلية لجر المنطقة إلى مسلسل متجدد من النزاعات والحروب الأهلية وانتشار الجوسسة والاختراق الأمني والعسكري".