حمل اللقاء الذي جمع الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، اليوم الثلاثاء في الدوحة على هامش قمة الدول المصدرة للغاز، مؤشرات سياسية تفيد بتمسك الجزائر بحكومة الدبيبة ورفضها لأي مسار يعمّق الانقسام الليبي بعد خطوة مجلس النواب في طبرق، تزكية فتحي باشاغا رئيساً للحكومة بدل الدبيبة، في ظل ما يروج عن تدخل مصري في ذلك.
وبعد لقائه الدبيبة، سيجتمع الرئيس الجزائري في الكويت مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، حيث ستكون الأزمة الليبية أحد أبرز الملفات التي قد يجري تناولها، خاصة في العلاقة بالتطورات الأخيرة والمخاوف من عودة التوترات في ليبيا.
وقال الدبيبة في تصريح صحافي عقب لقائه تبون: "الرئيس استقبلني بترحاب وأخوة، وكما كانت دائماً لقاءاتنا، بالنصيحة. الجزائر دولة جارة وسند قوي، يعتمد عليها الشعب الليبي في تحقيق الاستقرار".
وبرأي مراقبين، فإن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية كان حريصاً على معرفة واستطلاع الموقف السياسي للسلطة الجزائرية من التطورات الأخيرة، وبخاصة قرار مجلس النواب تزكية باشاغا، فيما بدت الجزائر مهتمة بمعرفة نيّات الدبيبة، وما يعتزم طرحه كخطة سياسية تفضي إلى إجراء الانتخابات، تحت مسمى "خطة عودة الأمانة إلى الشعب لتنفيذ الانتخابات"، وتوزيع مواقع القوى في ليبيا.
ويعزز الموقف الجزائري موقف مجلس الدولة الليبي الذي اعتبر أن تزكية باشاغا كانت متسرعة، إضافة إلى إعلان الأمم المتحدة أنها ما زالت تعترف بحكومة الدبيبة. ويحمل اللقاء أيضاً منحىً سياسياً يؤكد رفض الجزائر تهميشها في رسم المسارات في ليبيا، ومحاولة القاهرة الانفراد بذلك، خاصة أن الرئيس الجزائري كان قد أعلن سابقاً أنه لن يُنفَّذ أي حل في ليبيا دون إشراك الجزائر.
وقال الإعلامي والكاتب الجزائري في الشؤون السياسية، احسن خلاص، في تصريح لـ"العربي الجديد": "لقاء الرئيس تبون الدبيبة له دلالة سياسية في هذا التوقيت"، معتبراً أنه "يعني بالأساس تمسك الجزائر بشرعية الاتفاق السياسي الذي يؤكد أن الحكومة المؤقتة تسلّم منصبها لحكومة منتخبة، وطبعاً ما كان متفقاً عليه ألّا يسلّم الدبيبة السلطة إلا لحكومة منتخبة".
وتابع قائلاً: "أعتقد أن التقديرات السياسية في الجزائر فهمت أن تكليف باشاغا محاولة لتحريف المسارات المتفق عليها، كذلك فإن الجزائر لا تقبل هذا لأنه يفتح الباب للفوضى وإعادة خلط الأوراق ونسف كل الجهود السابقة"، مشيراً إلى أن "المقاربة الجزائرية متمسكة بإجراء الانتخابات متى توافرت لها الظروف السياسية والتقنية اللازمة، وبأن الحسابات يجب أن تكون ليبية ليبية دون أجندات أجنبية".
ويشرع تبون، اليوم، في زيارة رسمية لدولة الكويت تدوم ليومين، تهدف، بحسب الرئاسة "إلى توطيد العلاقات الثنائية، وتعزيز أواصر الأخوة بين الشعبين".
ويلتقي تبون خلال الزيارة أمير الكويت الشيخ نواف الحمد الصباح، لبحث ملفات سياسية، على رأسها القمة العربية المقبلة المقررة.
وتتضمن الزيارة، على الأرجح، عقد قمة ثلاثية، يشارك فيها السيسي، الذي يصل إلى الكويت اليوم أيضاً، تكون القمة العربية عنوانها الأبرز.