التقى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على التوالي، رئيسي غرفتي البرلمان، كلاً من رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي، ورئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، في خطوة لم تتضح غاياتها بعد.
وقالت الرئاسة الجزائرية، الأربعاء، إن الرئيس تبون التقى رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، بعد لقاء جمعه الاثنين الماضي مع رئيس الغرفة السفلى في البرلمان، إبراهيم بوغالي. ولم تكشف الرئاسة عن أية تفاصيل تخص اللقاءين، لكن اللافت أن هذه المرة الأولى منذ عقود، التي يجري فيها استقبال خاص لرئيسي غرفتي البرلمان.
ولا يعرف ما إذا كانت هذه اللقاءات عبارة عن مشاورات سياسية من قبل الرئيس تبون، تسبق قرارات وتغييرات قد يقدم عليها في الفترة المقبلة، سواء في البرلمان أو الحكومة، إذ ترددت قبل فترة أحاديث عن إمكانية إجراء تغيير حكومي موسع، يرغب الرئيس تبون من خلاله إعطاء نفس جديد للحكومة، قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في الثلث الأخير من العام المقبل.
وإضافة إلى احتمال أن تكون هذه اللقاءات جزء من مشاورات حول تغييرات محتملة، يفهم من الاستقبال الأول من نوعه من قبل الرئيس تبون خاصة لرئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي، على أنه رسالة سياسية لتجديد الثقة فيه ودعمه، بعد توتر لافت في العلاقات بين رئيس البرلمان مع كتل نيابية موالية للسلطة، ككتلة التجمع الوطني الديمقراطي وجبهة التحرير الوطني، واللتين تشكلان الأغلبية في المجلس، بسبب عدم تمرير مقترحات تخص موازنة المجلس وبنود في النظام الداخلي تتعلق بالحوافز المالية والامتيازات الخاصة بالنواب، قبل عامين من انتهاء العهدة النيابية.
وبرز التوتر اللافت في العلاقة بين رئيس البرلمان بوغالي وهذه الكتل النيابية في أعقاب جلسة عامة عقدت في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما قال بوغالي خلال الجلسة التي كانت منقولة على المباشر، إن الرئيس تبون أبلغه في لقاء سابق استيائه من أداء المؤسسة التشريعية، وأضاف بوغالي، "الكثير من نواب البرلمان طالبوا الرئيس عبد المجيد تبون بإلقاء خطاب أمام البرلمان، غير أن الحقيقة المرة التي ينبغي قولها، هي أن رئيس الجمهورية مستاء من ظاهرة تغيب النواب عن البرلمان الذي كان ينتظر منه الرئيس الكثير ويأمل فيه الخير".
وشكلت هذه التصريحات صدمة بالنسبة للنواب الذين احتجوا على رئيس البرلمان، وعبروا عن استيائهم بشكل علني خلال جلسة نقلت على الهواء مباشرة.