اندلعت في الساعات الأولى، من فجر اليوم الجمعة، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني "وقوات الدعم السريع"، في العاصمة الخرطوم.
وشهدت مناطق مختلفة إطلاق نيران أسلحة ثقيلة وقذائف متنوعة، منها محيط قيادة الجيش بوسط الخرطوم، والقصر الرئاسي، ومناطق سوبا وجبرة، وشارع الستين، ومطار الخرطوم، وأم درمان، وبحري.
وأثارت المواجهات ذعراً واسعاً بين سكان العاصمة، عبروا عنه في وسائط التواصل الاجتماعي، ونشر عدد منهم مقاطع فيديو وصوراً للمواجهات.
وأعلنت القوات المسلحة السودانية بدء عمليات تمشيط برية وجوية واسعة وشاملة لكل أنحاء ولاية الخرطوم بمشاركة قوات من الجيش والمخابرات، اعتبارا من صباح الجمعة في إطار استعادة الأمن والاستقرار.
وطالب بيان للجيش المواطنين بالبقاء في منازلهم، "وأخذ أعلى درجات الحيطة والحذر".
كما أعلن الجيش اليوم أنه بدأ ترتيبات لعودة الكهرباء والمياه بصورة تدريجية لكافة أرجاء الولاية، مؤكدا أن سلاح المهندسين يبذل جهوداً مكثفة لإعادة الحياة لطبيعتها حال توقف القتال.
ويستمر لليوم السادس الاقتتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ما أدى لمقتل المئات وجرح ونزوح الآلاف وخلف وضعا إنسانيا حرجا.
من جهتها، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بشن هجوم كاسح استهدف الأحياء السكنية، بـ"قنابل الطائرات والمدافع الثقيلة"، في أول يوم من أيام عبد الفطر، ورأت في الهجوم "استهدافاً للشعب السوداني" لا لـ"قوات الدعم السريع".
وفي بيانها، فجر اليوم الجمعة، قالت لجنة أطباء السودان أن مناطق متعددة من الخرطوم تتعرض "للقصف والاشتباكات المتبادلة بين قوات الجيش والدعم السريع، مخلفةً دماراً طال المباني والمنشآت والممتلكات العامة".
وناشدت اللجنة جميع المواطنين ضرورة أخذ الحيطة والحذر، والبقاء في منازلهم، وطالبت "هذه القوات بالتحلي بالمسؤولية والتوقف فوراً عن الاقتتال لحماية أرواح الأبرياء".
وكان بعض القادة السياسيين السودانيين قد أعلنوا، الخميس، عن نجاح مبادرة لهم في الحصول على "موافقة مبدئية" من الجيش و"قوات الدعم السريع" لوقف الاشتباكات خلال أيام عيد الفطر.
وذكر بيان السياسيين أن الموافقة تأتي مواصلة لمساع تحت اسم "المبادرة الوطنية"، وأن وقف الاشتباكات يأتي "من أجل الأغراض الإنسانية الملحة ومراعاة لظروف عيد الفطر المبارك"، مشيراً إلى أن الطرفين أبديا بعض الملاحظات التي تسعى المبادرة لحلحلتها خلال الساعات القادمة.
وأكد البيان أنهم يسعون لـ"إطلاق مبادرة شاملة تهدف إلى وقف شامل لإطلاق النار، واتخاذ الحوار سبيلًا لمعالجة كافة القضايا والخلافات".
وأدت الاشتباكات التي اندلعت يوم السبت الماضي، بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، إلى مقتل المئات وجرح ونزوح الآلاف، ويعاني المدنيون من أوضاع إنسانية حرجة.