تجددت الاشتباكات في العاصمة الليبية طرابلس، صباح اليوم الثلاثاء، بين فصيلين تابعين لرئاسة أركان الجيش الليبي التابع لحكومة الوحدة الوطنية، بعد هدوء نسبي، في وقت انهارت فيه مساعٍ للتهدئة، وسط استمرار الصمت الرسمي الذي يزيد من غموض الأوضاع.
وأفاد المتحدث الرسمي باسم جهاز الإسعاف والطوارئ الحكومي، أسامة علي، بارتفاع أعداد المصابين من المدنيين ومسلحي الطرفين إلى 20 مصاباً، مشيراً إلى وقوع ضحايا إلا أنّ إحصاءهم لا يزال متعذراً حتى الآن.
وحول أوضاع الأسر العالقة وسط مناطق الاشتباكات قال علي لـ"العربي الجديد"، إنه "حتى صباح اليوم أجلينا 26 عائلة، وما زلنا نسعى للوصول إلى غيرها في مناطق عين زارة والفرناج".
وارتفعت حدة الاشتباكات في مناطق عين زارة والفرناج، صباح اليوم الثلاثاء، حيث سمعت أصوات الأسلحة المتوسطة والخفيفة بشكل كثيف في محيط جامعة طرابلس، وطريق الشوك، والاستراحة الحمراء، وجامعة ناصر، وهي مناطق تقع في أطراف حيي عين زارة والفرناج، بعد أن كانت الاشتباكات تقتصر على وسط الحيين.
ورغم محاولات الاتصال بمكاتب الإعلام والمتحدثين الرسميين لحكومة الوحدة الوطنية، والمجلس الرئاسي، ورئاسة أركان الجيش بطرابلس، فإنّ أياً منهم لا يرد للتعليق على الأحداث الجارية في العاصمة، تزامناً مع استمرار الصمت الرسمي.
ومنذ مساء أمس، اندلعت الاشتباكات وسط حيي عين زارة والفرناج بين مقاتلي اللواء 444 مشاة وجهاز الردع التابعين لرئاسة أركان الجيش الليبي التابع لحكومة الوحدة الوطنية، على خلفية اعتقال إدارة العمليات والأمن القضائي، التابعة لجهاز الردع، آمر اللواء 444 قتال محمود حمزة، أثناء وجوده داخل مطار معيتيقة متجهاً إلى مدينة مصراتة لحضور حفل عسكري بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش الليبي.
فشل مساعي التهدئة
وأفاد مصدر أمني من مديرية أمن طرابلس بانهيار مفاوضات جرت، فجر اليوم الثلاثاء، بين قادة اللواء 444 قتال، وجهاز الردع، بوساطة من رئيس أركان الجيش، الفريق محمد الحداد، ورئيس الحكومة، عبد الحميد الدبيبة، وقال إنّ "المفاوضات لم تسفر عن شيء، وتوقفت عند إصرار الطرفين على موقفهما"، مشيراً إلى أنّ فشل المفاوضات تسبب في عودة الاشتباكات.
وأوضح المصدر نفسه في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "جهاز الردع مصرّ على صحة موقفه في اعتقال آمر اللواء 444 العقيد محمود حمزة بناء على أوامر من المدعي العسكري، فيما أكد الطرف الآخر ضرورة إطلاق سراحه شرطاً لتوقف القتال".
وأفاد المصدر بأنّ الاتصالات التي أجرتها شخصيات اجتماعية من طرابلس ومصراتة بقادة طرفي الاشتباكات "لم تنجح أي منها حتى الآن، والوضع يسير في اتجاه التصعيد مع استقبال مقرات اللواء 444 إمدادات عسكرية كبيرة من مواقعه خارج طرابلس".
ونشرت العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات صوّرها مواطنون من نوافذ منازلهم تظهر حرائق وإصابات في منازل وممتلكات المدنيين في حيي عين زارة والفرناج، فيما أظهرت فيديوهات أخرى صورها مقاتلون من الطرفين، أسرى وآليات مسلحة.
ويعد الفصيلان من أكبر الفصائل المسلحة وأكثرها تسليحاً وأفراداً، حيث يسيطر اللواء 444 قتال على أحياء جنوب العاصمة التي يوجد فيها عدد من المعسكرات، ويمتد نفوذه إلى مدينتي ترهونة وبني وليد الواقعتين جنوب شرق العاصمة، فيما يسيطر جهاز الردع على قاعدة معيتيقة التي يوجد فيها مطار المدينة الوحيد، بالإضافة إلى سيطرته على أغلب أحياء وسط وشمال العاصمة.