- خلال الزيارة، يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمناقشة المعاملة التجارية بالمثل وإيجاد حل للحرب في أوكرانيا مع شي، الذي يستمر في دعمه لروسيا، فيما يحتفل بـ60 عامًا على العلاقات الفرنسية الصينية.
- يعتزم ماكرون طلب دعم الصين لـ"هدنة أولمبية" خلال دورة ألعاب باريس الصيفية، وسط توترات تجارية متزايدة بين أوروبا والصين، ودعم فرنسا لتحقيق الاتحاد الأوروبي في صادرات السيارات الكهربائية الصينية.
تجمع نحو ألفَي متظاهر غالبيّتهم من الجالية التيبتية، يوم الأحد، في باريس احتجاجاً على زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لفرنسا. وكُتب على لافتة كبيرة نشرت في ساحة الجمهورية، الموقع التقليدي للتظاهر في العاصمة الفرنسية: "أوقفوا التهديد ضد تايوان، أوقفوا القمع في هونغ كونغ، أوقفوا دعم بوتين، أوقفوا التدخل في فرنسا". كما رفعت لافتات كتب عليها: "الديكتاتور شي جين بينغ انتهى وقتك" و"لا للشمولية الصينية".
وخلال التظاهرة، رفع مئات المتظاهرين علم التيبت وردّدوا في مناسبات عدة "فرنسا، بلد حقوق الإنسان" و"تحيا التيبت الحرة" و"حرروا التيبت". وقال كارما تينلاي، رئيس الجالية التيبتية في فرنسا، في حديث مع وكالة فرانس برس لدى وصول الرئيس الصيني إلى باريس بعد ظهر الأحد في زيارة تستغرق يومين، إنّ شي "ديكتاتور" يريد القضاء على التقاليد والثقافة التيبتية. وأضاف أنه في الصين "لا حرية تعبير، لا حرية إطلاقاً". وأوضح أن "فرنسا بلد حقوق الإنسان والحريات، وهذا لا يتوافق مع زيارته إلى فرنسا". وفي المجمل، كان هناك ألفا متظاهر، بحسب شرطة باريس.
ويعتزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الدعوة إلى "المعاملة بالمثل" تجارياً والبحث عن حل للحرب في أوكرانيا مع الرئيس الصيني الذي يواصل إظهار دعمه لروسيا. وقال أحد المتظاهرين إنّ "على إيمانويل ماكرون أن يعلم أنه مع الصين لا يمكن القيام بأعمال تجارية بهدوء وثقة، لأن الصين بلد تنتهك فيه جميع الحقوق". وأضاف أنه "ليست هناك مصالح اقتصادية فقط في الحياة"، آملاً في أن يغتنم الرئيس الفرنسي هذه "الفرصة" للتطرق الى الوضع في التيبت لإيجاد "حل سلمي".
ويعقد الرئيس الصيني، الذي يحتفل بمرور 60 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية الفرنسية الصينية، سلسلة اجتماعات مع ماكرون الذي أجرى مشاورات مسبقاً مع المستشار الألماني أولاف شولتز. وتنضمّ رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين إلى الرئيسين الفرنسي والصيني في قصر الإليزيه، في جلسة يتوقع أن تثار خلالها النزاعات التجارية.
ويُنظم حفل استقبال رسمي على شرف جين بينغ بحفاوة بالغة في قصر ليزانفاليد. وقبل مأدبة في الإليزيه، يلتقي ماكرون والرئيس الصيني وجهاً لوجه في اجتماع طابعه سياسي، ثم يتحدثان أمام الصحافة. ويعتزم الرئيس الفرنسي أن يطلب من الصينيين دعم "هدنة أولمبية" لتعليق "كل" النزاعات خلال دورة ألعاب باريس هذا الصيف. ومن الأربعاء إلى الجمعة، يسافر شي إلى صربيا والمجر.
وخلال الزيارة، سيحاول ماكرون إقناع نظيره الصيني بالعمل على تقليص أوجه الخلل التجاري بين البلدين واستخدام نفوذه على روسيا في ما يتعلق بالحرب على أوكرانيا. ولن يتحقق أي من الهدفين بسهولة خلال زيارة الرئيس الصيني التي تأتي في وقت تتزايد فيه التوترات التجارية بين أوروبا والصين. وتدعم فرنسا التحقيق الذي يجريه الاتحاد الأوروبي بشأن صادرات السيارات الكهربائية الصينية، وفي يناير/ كانون الثاني فتحت بكين تحقيقاً في واردات البراندي - الذي يُصنَّع معظمه في فرنسا - وهي خطوة يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها ردّ على مجموعة متزايدة من تحقيقات الاتحاد الأوروبي.
(فرانس برس، العربي الجديد)