مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية واحتدام المعركة الانتخابية، عقدت مجموعة جديدة من قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، مؤتمراً صحافياً، اليوم الأربعاء، سعت من خلاله إلى دحض دعاية رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بأنه سيد الأمن الإسرائيلي، وأنه الوحيد القادر على مواجهة الملف الإيراني و"حماس" وباقي الأخطار الأمنية التي تهدد إسرائيل.
وعُقد المؤتمر بمشاركة نحو 200 عنصر ممن خدموا في مناصب رفيعة في إسرائيل، أبرزهم رئيس الموساد السابق بين أعوام 1989 – 1996، شفتاي شبيط، وقائد وحدة الارتباط مع لبنان في جيش الاحتلال، غيورا عنبار، ولفيف من جنرالات ومسؤولين أمنيين سابقين، واتهموا فيه نتنياهو، بأنه فشل إبان رئاسته الحكومة في مواجهة الأخطار الأمنية الحقيقية، وفي مقدمتها فشله في تحقيق الانتصار على "حماس"، وفي وقف المشروع النووي الإيراني، ناهيك عن إلحاقه أضراراً كبيرة في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة.
وتأتي هذه الخطوة قبل 6 أيام من الانتخابات الإسرائيلية، للرد على دعاية نتنياهو بأنه الوحيد القادر على مواجهة الأخطار التي تهدد إسرائيل، وأن نشاطه في سياق الملف الإيراني كان وراء فرض العقوبات الاقتصادية على إيران.
وجاءت الاتهامات الجديدة لنتنياهو بعد تصريحات سابقة واتهامات مشابهة وجهها مسؤولون سابقون في الأجهزة الإسرائيلية، أبرزهم رئيس الموساد السابق أيضاً، مئير داغان.
فقد أعلن داغان في مظاهرة شارك فيها نحو 30 ألف إسرائيلي، السبت الماضي، أنه قلق جداً على مستقبل إسرائيل وحلم الدولة اليهودية وأمنها تحت حكم نتنياهو، فيما كان رئيس الشاباك السابق، يوفال ديسكين، حذر هو الآخر من مخاطر اتجاه إسرائيل نحو فقدانها الأغلبية اليهودية وتحولها إلى دولة ثنائية القومية أو دولة أبرتهايد.
وجاء المؤتمر الصحافي اليوم، مع إبداء نتنياهو وحزبه قلقاً من فقدان الحكم في حال تواصل تراجع قوة حزب "الليكود" البرلمانية مقابل ارتفاع قوة حزب "المعسكر الصهيوني"، الذي يقوده يتسحاق هرتسوغ.
وشن "الليكود" منذ أمس الثلاثاء، حملات شديدة ضد أحزاب الوسط وأحزاب اليمين الصغيرة، داعياً للتصويت له لضمان تشكيله الحكومة المقبلة، وشهدت حرب التصريحات المتبادلة، اتهامات من نتنياهو نفسه لزعيم حزب "ييش عتيد"، يئير لبيد بأنه يساري محض.
وانضم بني بيغن نجل زعيم "الليكود" التاريخي مناحيم بيغن، اليوم إلى حملة التشهير ضد زعيم حزب "كولانو" بقيادة موشيه كاحلون، الذي أعلن مراراً أنه يمثل "الليكود" الحقيقي تحت قيادة بيغن الأب.
وأعلن بني بيغن في هجومه، اليوم، على كاحلون أن الأخير وخلافاً لتصريحاته، لن يتردد في الانضمام إلى حكومة بقيادة "المعسكر الصهيوني".
ووسط هذه الأجواء، أصدر "الليكود"، اليوم الأربعاء، شريط فيديو دعائيّاً يشرح الاحتمالات المرتقبة لتشكيل الحكومة محرضاً على شرعية الأحزاب العربية.
وادعى "الليكود" في الشريط الذي بثه على صفحات "فيسبوك"، أن القائمة االعربية (مع أن القائمة مشتركة وليست عربية مئة في المئة، إذ يوجد فيها مرشحون يهود، مثل عضو الكنيست دوف حنين عن الحزب الشيوعي الإسرائيلي) ستحصل على 15 مقعداً هي التي ستمنح اليسار بقيادة هرتسوغ حكومة جديدة تسقط الليكود وتطيح به من الحكم.
ويهدف "الليكود" من وراء هذه الدعاية إلى الاستفادة من "تجربة رابين" عام 1993 عندما شكل حكومة ضيقة تعتمد على دعم الأحزاب العربية من الخارج، وهو ما اعتبر في السياق الإسرائيلي خطأ لا يجوز تكراره ، وشكل سبباً مبرراً، من اليمين الإسرائيلي، للطعن في شرعية اتفاق أوسلو.
اقرأ أيضاً: نتنياهو قلق من نتائج الاستطلاعات