كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، عن تجنيد جمعية تتخذ من محافظة حمص وسط سورية مركزاً لها، وتدّعي أنها "خيرية"، عدداً من أبناء المدينة والسكان النازحين والمقيمين فيها، لحماية خط نفط مملوك لإيران، على الحدود السورية- العراقية، وقد بلغ عدد المجنّدين 240 من الشبان والرجال.
وأوضح المرصد، في تقرير، أن الجمعية "تعمل بدعم مبطن وكامل" من قبل الميليشيات الموالية لإيران و"حزب الله" اللبناني، وأنها بدأت عمليات التجنيد منذ مارس/ آذار الماضي، وستكون مهمة المجندين "حماية وحراسة" خط النفط التابع لإيران، والذي يمتد من العراق إلى حمص، وذلك مقابل إغراءات مادية.
وتشهد المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري حركة تجنيد مستمرة من قبل الميليشيات الإيرانية وروسيا، بسبب الوضع الاقتصادي المتردي للسكان، ورغبة في الحماية من النظام السوري، والتي يتمتّع بها المنضوون في تلك المليشيات.
وفي أبريل/ نيسان، كشفت مصادر لـ"العربي الجديد" أن روسيا عادت مجدداً لفتح باب التجنيد أمام الشبان السوريين في مناطق سيطرة النظام، لا سيما في محافظة السويداء جنوبي البلاد، بهدف إرسالهم إلى أرمينيا لمساندة الجيش الأرميني والقوات الروسية هناك.
تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري حركة تجنيد مستمرة من قبل الميليشيات الإيرانية وروسيا، بسبب الوضع الاقتصادي المتردي للسكان، ورغبة في الحماية من النظام السوري، والتي يتمتّع بها المنضوون في تلك المليشيات
وتخشى روسيا تجدد المواجهات بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم كاراباخ، الذي شهد حرباً عنيفة خريف العام الماضي، قبل توقفها بموجب اتفاق سياسي وُصف بـ"الهشّ".
وبحسب المصادر، فإن الشباب تبلغوا بأن التطوع حالياً للتوجه إلى أرمينيا، وقد يتم لاحقاً إرسال البعض إلى أوكرانيا، لكن التسجيل يحصل من دون توقيع عقود مكتوبة.
وفي التوقيت ذاته، حصل "العربي الجديد" على معلومات من مصادر مطلعة تُفيد بأن "حزب الله" اللبناني أنهى تخريج دفعة جديدة من مقاتليه في منطقة العيس بريف حلب الجنوبي، بعد تدريبات مكثفة تلقاها متطوعون جدد ضمن صفوفه، استمرت لأشهر بإشراف قادة الحزب (لبنانيو الجنسية).
وأوضحت المصادر أن الحزب خرج في دفعته الأخيرة 150 مقاتلاً محلياً ضمن معسكر أنشأه مؤخراً في محيط بلدة العيس بريف حلب الجنوبي، القريبة من الطريق الدولي حلب – دمشق المعروف بطريق (إم4).
وأشارت إلى أن العناصر خضعوا لدورة مدتها 75 يوماً، تدربوا خلالها على الدبابات والمدافع الميدانية ومدافع الهاون، بالإضافة لتدريب سرية قناصين يقدر عدد عناصرها بـ25، أشرف على تدريبهم قادة لبنانيون، مقراتهم الرئيسية في محيط بلدة التمانعة بالقرب من مدينة خان شيخون جنوب إدلب.
ولفت المصدر إلى أن "هذه الدورة هي الثالثة للحزب التي يقيمها في مناطق ريفي حلب الجنوبي والغربي وريف إدلب الشرقي"، مضيفاً أن "مقرات وثكنات ومعسكرات "حزب الله" والمليشيات الإيرانية جميعها تركزت في ريفي حلب الجنوبي والغربي وريف إدلب الشرقي، بالإضافة لغرفة عمليات لهم في قرية معرشورين شرق معرة النعمان جنوب إدلب".
وتفاقمت مسألة تجنيد الشبان في العامين الأخيرين من كافة الجغرافيا السورية، بهدف إرسالهم إلى نقاط اشتباك خارج الأراضي السورية في السنوات الأخيرة. واتُهمت روسيا وتركيا بشكل رئيسي بالوقوف وراء هذه العمليات.