تحذيرات إسرائيلية من تبعات الكشف عن التجسس على المحكمة الجنائية الدولية

29 مايو 2024
مقر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، 30 إبريل 2024 (سلمان أكسونغر/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تحقيق "ذا غارديان" كشف تورط إسرائيل في التجسس على المحكمة الجنائية الدولية وابتزاز المدعين العامين، مما أثار قلق الصحافة الإسرائيلية حول تأثير ذلك على الوضع الدولي لإسرائيل.
- إسرائيل لم تنفِ الادعاءات رسميًا، مما يزيد الشكوك حول تورط مسؤولين بارزين، بما في ذلك الرئيس السابق للموساد، في عمليات الابتزاز والتهديد.
- الكشف يهدد بتقويض الدعم الأوروبي لإسرائيل ويعرضها لخطر العزلة الدولية، مع تصوير نتنياهو كما لو كان يدير منظمة إجرامية في تعاملاته مع الجهاز القضائي العالمي.

صحيفة ذا غارديان البريطانية كشفت عن تجسس إسرائيل على المحكمة

"يديعوت أحرونوت": هذه القضية تورّط إسرائيل أمام المحكمة نفسها

"هآرتس": نتنياهو تصرّف كرئيس لمنظمة إجرامية

حذّر عدد من الكتاب والصحافيين الإسرائيليين من تبعات تحقيق صحيفة ذا غارديان البريطانية، الذي كشف عن تجسس إسرائيل على المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وابتزاز وتهديد المدّعية العامة السابقة فاتو بنسودا، فضلاً عن التجسس عليها وعلى المدّعي الحالي كريم خان.

وكتب الصحافي والمعلّق في صحيفة يديعوت أحرونوت إيتمار آيخنير، اليوم الأربعاء، أنّ هذه القضية تورّط إسرائيل أمام المحكمة نفسها، كما تعزز أسباب إصدار أوامر اعتقال ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب. كما تعقّد هذه القضية وضع إسرائيل أمام المجتمع الدولي، وتظهرها كدولة منبوذة تعتمد على أساليب مظلمة متّبعة لدى الأنظمة الديكتاتورية.

ولم تنفِ إسرائيل رسمياً ما جاء في تحقيق الصحيفة البريطانية، حتى في التعقيب الصادر عن مكتب نتنياهو، والذي اكتفى بالقول إنّ "الأسئلة التي حُوّلت إلينا تشوبها الكثير من الادعاءات المغلوطة والمبالغ بها، والتي تهدف لإلحاق الضرر بدولة إسرائيل". أما الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) يوسي كوهين، وهو أحد أبرز الشخصيات التي ورد اسمها في التحقيق ولعب دوراً في عملية الابتزاز والتهديد، فلم يعقّب حتى الآن على ما جاء فيه ولم ينشر أي نفي.

وتساءلت الصحيفة: إذا كان ما أورده التحقيق بشأن كوهين غير حقيقي، فلماذا اختار الامتناع عن نشر رده عليه؟ وبحسب الصحيفة "يمكن القول إنه إن كانت هذه الادعاءات صحيحة، فإن رئيس الموساد السابق كوهين لم يعمل من فراغ، وحصل على موافقة للقيام بالأمور المنسوبة إليه، ومن المستبعد أن يكون قد عمل بقضية حساسة إلى هذا الحد دون أن يحظى بدعم".

وفي ظل سعي مدعي المحكمة الجنائية الدولية كريم خان لاستصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت، ترى "يديعوت أحرونوت" أنّ الأوهام بشأن استبعاد صدور أوامر من هذا النوع تبدّدت، "ويمكن الافتراض أن خان لن يبدي أي كرم تجاه دولة إسرائيل، إن كان يعتقد بأنها تنصتت عليه وهددت سابقته في المنصب".

وقد تورط هذه القضية أيضاً إسرائيل على مستوى الدعم الأوروبي لها، وفق ما أوردته الصحيفة الإسرائيلية، إذ إنّ "الداعمين القلائل حول العالم الذين ما زالوا في صفّها، سيجدون صعوبة في القيام بذلك عندما تُنسب إلى إسرائيل مثل هذه الممارسات"، وذكرت أن إشارة التحقيق إلى محاولة إسرائيل تجنيد أشخاص في مكتب المدّعي العام نفسه، "ستخلق مناخاً ليس سهلاً لكل من هو مؤيد لإسرائيل وروايتها في المحكمة الجنائية الدولية، في حال كان هناك مثل هؤلاء".

واعتبر الكاتب روجر ألبير، في مقال بصحيفة هآرتس الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، أنّ ما ورد في تحقيق "ذا غارديان" يدلّ على تصرفات رئيس حكومة انتقل إلى الجانب المظلم، وأوضح أنه "يتبين أنّ التهديدات الموجّهة إلى المحاكم (الإسرائيلية) هي أسلوب عمل كيّفه نتنياهو لنفسه، ليس فقط تجاه المدعين العامين والمحققين والمحامين والقضاة في الجهاز القضائي الإسرائيلي، ولكن أيضاً في تعاملاته مع الجهاز القضائي العالمي".

وعلّق الكاتب على ما ورد في صحيفة ذا غارديان البريطانية بأنّ هوس نتنياهو بمحكمة لاهاي تطور عام 2015، عندما بدأت المدعية السابقة فاتو بنسودا التحقيق في شبهات بارتكابه جرائم حرب، مشيراً إلى ادعاء نتنياهو بتعريض المحكمة الجنائية الدولية جنود الجيش الإسرائيلي للخطر، "ولكن من خلال معرفة أولويات الرجل، فمن الواضح أنه كان قلقاً في المقام الأول من احتمال المسّ به. ولذلك تصرف رئيس الوزراء كرئيس لمنظمة إجرامية.. لقد حاول إحباط أنشطة الادعاء في لاهاي، وكأنها عدو يهدد حياة الإسرائيليين، مثل السلاح النووي الإيراني، والصواريخ الدقيقة لحزب الله وخلايا حماس. ولتحقيق هذه الغاية، ومن أجل حماية نفسه ومصالحه أولاً، سخّر جميع وكالات الاستخبارات الإسرائيلية، الموساد والشاباك و8200، للحصول على معلومات حول أنشطة المحكمة".

المساهمون